خلال معرض طوكيو للسيارات 2025، عرضت شركة نيسان وشركة "نيسان" لرياضة السيارات وتخصيصها سيارة R32 EV الكهربائية كلياً، وهو مشروع رائد يبعث حياة جديدة في إحدى أكثر الأيقونات شهرة في تاريخ السيارات. ويمزج هذا التحوّل الرائد بين الجاذبية الكلاسيكية لسيارة R32 GT-R وبين تقنيات المركبات الكهربائية المتقدمة، تأكيداً على التزام نيسان بالابتكار والتنقل المستدام.

فقد تم إنشاء هذه النسخة الكهربائية من سيارة R32 كمشروع يدفعه شغف مجموعة صغيرة من زملاء فريق نيسان المغامرين في اليابان، الذين استكشفوا إمكانية تحويلها إلى سيارة كهربائية لتقديم تجربة قيادة جذابة وقوية مثل تلك التي تقدمها سيارة R32 GT-R الأصلية. تولى قيادة هذا المشروع المهندس المخضرم في مجال محركات السيارات الكهربائية في نيسان "ريوزو هيراكو". وهو من محبي سيارات نيسان R32 GT-R وكان مالكًا سابقًا لسيارة R32 سكاي لاين، ولديه الرغبة في كهربة هذه السيارة التي يكنّ لها كل احترام وتقدير للتأكد من إمكانية قيادتها لعقود قادمة.

وحول ذلك قال هيراكو: "تساءلت يومًا عما إذا كان أصحاب هذه السيارة الرائعة سيتمكنون بعد 30 عامًا من الآن في عام 2055 أو بعد ذلك من شراء البنزين والاستمتاع بقيادتها، ثم رأيت الفائدة من استخدام التقنيات الكهربائية والرقمية حتى تنتقل جاذبية R32 GT-R إلى الأجيال القادمة ويتمكنون من تجربتها".

بمجرد تثبيت جميع المكونات بعناية، لجأ الفريق إلى سائق الاختبار الرئيسي في نيسان "هيرويوشي كاتو" لتقييم تجربة القيادة. يعد "كاتو" ليس فقط أحد أكثر سائقي نيسان خبرة، بل كان أيضاً عضواً في مجموعة التقييم التي ضبطت R32 GT-R قبل إطلاقها عام 1989، وقد أمضى بعض الوقت في مقعد سائق سيارة R32 الكهربائية، حيث قدم لفريق المشروع ملاحظات ثمينة.

كما تبادل الفريق مع هيراكو الثقة في أنه إذا ما تمكن بنجاح من مطابقة أداء القيادة للنموذج الأسطوري باستخدام الإلكترونات بدلاً من البنزين، فإن الخبرات والمعرفة الناتجتين عن ذلك يمكن أن تدعم تطور السيارات الكهربائية مستقبلاً.

وبدت سيارة R32 الكهربائية للوهلة الأولى وكأنها سيارة R32 GT-R عادية وذلك بفضل لونها الرمادي المعدني، الذي يخفي وراءه حقيقة محرّك السيارة الكهربائية.

تجربة كهربائية

بهدف إعادة إنتاج قوة محرك التوربو المزدوج سعة 2.6 لتر، قام الفريق بتركيب زوج من المحركات الكهربائية بقوة 160 كيلو وات، كل منها قادر على إنتاج ما يصل إلى 340 نيوتن متر من عزم الدوران. وقاموا بإزالة المقعد الخلفي وتركيب بطارية بقوة 62 كيلوواط في الساعة بدلاً منه وهي البطارية التي تم استعارتها من سيارة نيسان ليف نيسمو RC02. وبينما يستمر ضبط وتطوير R32 الكهربائية، يتمثل هدف الفريق في مجاراة أداء GT-R الأصلية، والتي كانت تنتج 280 حصانًا بما يعادل (206 كيلوواط) وعزم دوران 353 نيوتن متر.

وعلى الرغم من أن R32 الكهربائية أصبحت أثقل بحوالي 370 كجم بسبب حزمة البطارية والمكونات الكهربائية، فقد قام المهندسون بضبط ناتجها وعزم دورانها لتتناسب مع نسبة عزم الدوران إلى الوزن التي كانت تتمتع بها R32 GT-R الأصلية.

تتميز سيارة R32 الكهربائية بمجموعة أنظمة تعليق رياضية من نيسمو مع مخمدات من طراز "أولينز" لضمان التحكم الأمثل والحد من انزياح جسم سيارة على الرغم من الوزن الإضافي لمكونات هذه النسخة الكهربائية.

الأداء الديناميكي هو الهدف

ركز فريق R32 الكهربائية على إنشاء سيارة للسائق الحقيقي بدلاً من السعي خلف تقديم القوة المطلقة والأداء الرياضي المتفوق. وعلى نحو مماثل، فإن مفتاح تحقيق البراعة الديناميكية المطلوبة يكّمن في تزويدها بنظام دفع رباعي مذهل. وقد ضمن نظام الدفع الرباعي ATTESA E-TS عندما ظهر لأول مرة منذ 35 عامًا لسيارات نيسان R32 GT-R الأصلية قوة جر وثبات مذهلين في جميع الأحوال الجوية. وبفضل نظام القابض الذي يتم تشغيله هيدروليكيًا، يمكن توزيع عزم الدوران بنسبة تصل إلى 50:50 بين العجلات الأمامية والخلفية.

وبالتزامن مع ما يحققه الفريق من تقدم لتطوير R32 الكهربائية، عملوا أيضًا على ضبط المحركات الكهربائية المزدوجة لتتوافق مع المعايير التي حددتها السيارة الأصلية. وبفضل مجموعة من أجهزة الاستشعار الحديثة وغياب المكونات الميكانيكية مثل القوابض، يمكن للمحركين الكهربائيين المزدوجين الاستجابة بشكل أسرع وتوزيع عزم الدوران بين العجلات الأمامية والخلفية بدقة أكبر من النظام الميكانيكي الذي تم استبداله.

إحساس تفاعلي

في حين تهدف معظم السيارات الكهربائية المنتجة بكميات تجارية اليوم، إلى توفير تجربة مقصورة هادئة للغاية، سعى فريق R32 الكهربائية إلى تكرار نفس الشعور الذي كانت تشاركه سيارة R32 GT-R الأصلية.  وتتميز سيارة R32 الكهربائية بوظيفة تغيير السرعات من خلال بدّال يدوي خلف المقود، كما يصدر مكبر صوت داخل المقصورة صوتًا مستوحى من صوت محرك RB26DETT الأصلي.

ولمحاكاة الإحساس الناتج عن تغيير السرعات يدويًا، قام الفريق ببرمجة الإحساس بصدمة الانتقال بين السرعات عند تبديل السرعات بالبدّال اليدوي، محاكياً تلك الهزة القصيرة التي يتعرض لها السائق عند استخدام القابض وتغيير السرعات لأعلى أو لأسفل عبر علبة تروس ميكانيكية.

مكابح أكبر وعجلات مستوحاة من المصنع

قام الفريق بتوريد أقراص مكابح أكبر وفرجار أحادي الكتلة أكبر من ذلك الموجود في R35 GT-R الأصلية، لضمان قوة كبح مثالية على الرغم من ثقل وزن R32 الكهربائية الإضافي. ولاستيعاب الأقراص الأكبر والفواصل الأكثر قوة، طور الفريق عجلات قياس 18 بوصة مستوحاة من المصنع تشبه إلى حد كبير سبائك العجلة الأصلية قياس 16 بوصة في سيارة R32 GT-R الأصلية. 

ترقية المقصورة

لتحسين تجربة السائق داخل المقصورة، تم تغيير مقاعد المصنع إلى مقاعد "ريكارو" مخصصة. وتلقى نظام الصوت DIN المزدوج والعدادات ومجموعة العدادات، شاشات رقمية عالية الدقة توفر معلومات أساسية للسائق مع الاحتفاظ بمظهرها الأصلي وهي لمسة سيقدرها بلا شك عشاق R32 GT-R الأصلية. 

ما هو مستقبل سيارة R32 الكهربائية؟

بعد اكتمال مراحل التصنيع والتجميع، أصبح بإمكان "هيراكو" وفريقه الآن التركيز على عمليات الضبط والتطوير الديناميكي. وفي حين لا توجد خطط لتسويق سيارة R32 الكهربائية أو تقديم مجموعة تحويل، فإن المشروع يقدم رؤى قيّمة لأعضاء الفريق، الذين كرسوا ساعات لا حصر لها من وقت فراغهم لتحويل رؤيتهم إلى حقيقة واقعة.

مواصفات R32 الكهربائية في مقابل R32 GT-R الأصلية