تقرير / جورج اندراوس

كما شاهدنا جميعًا الطفرة التي حدثت بصناعة السيارات الكهربائية بالكامل في السنوات القليلة الماضية، والتي بدأت من شركة تسلا الأمريكية، ووصلت حاليًّا إلى الشركات الأوروبية، وحتى الصينية، وأحد أهم الأسباب في تنافس جميع المصنعين بأقصى سرعة ممكنة في هذا القطاع، هو مناقشة الكثير من البلدان خصوصًا الأوروبية لمشروع قانون بمنع وقف بيع السيارات العاملة بمحركات الاحتراق الداخلي في نهاية العقد الحالي أو منتصف العقد الجديد.

خطة الاتحاد الأوروبي للقضاء على الانبعاثات الضارة بحلول عام 2035

لكن منذ عدة أيام أعلن الاتحاد الأوروبي عن الموافقة على مشروع قرار منع بيع السيارات العاملة بمُحركات الاحتراق الداخلي بشكل كامل في عام 2035، حيث إن مشروع القرار القديم كان سيسمح ببيع بعض السيارات الهجينة بعد ذلك التاريخ، وذلك كجزء من خطة الاتحاد للقضاء على 100% من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الضار.

اختلاف الآراء بين تأييد ومعارضة للقانون الجديد

لكن بالرغم من الموافقة على القانون، فإن الاتحاد مازال أمامه مهمة طويلة وصعبة في عرض القانون على رئاسة الـ 27 دولة المشتركة في الاتحاد، والتي أعرب بعضها عن عدم موافقتهم على المشروع بشكل مبدئي، حيث صرح اتحاد ADAC الألماني للسيارات "أن أهداف حماية البيئة والمناخ الطموحة لا يُمكن تحقيقها من خلال التنقل التحول للسيارات الكهربائية فقط "، "حيث إنه من الضروري فتح آفاق محرك احتراق داخلي محايد جديد".

لكن على الجانب الآخر صرح Jan Huitema عضو البرلمان الهولندي وأحد المسئولين عن حملة إيقاف بيع السيارات العاملة بمحركات الاحتراق الداخلي "هذا القانون يشجع إنتاج مركبات عديمة الانبعاثات". "من خلال التخلص من انباعثات ثاني أكسيد الكربون، نوفر اتجاهًا واضحًا لصناعة السيارات، ونحفز الابتكار والاستثمارات لشركات التصنيع".

القانون يسمح للمواطنين بالاحتفاظ بسياراتهم العاملة بمحركات الاحتراق الداخلي

الجدير بالذكر أيضًا أن مشروع القانون يضمن لجميع مواطني الاتحاد الأوروبي إمكانية الاحتفاظ بسياراتهم العاملة بالمحركات التقليدية لأي مدة يريدونها، ولكن أتوقع شخصيًّا أنه مع مرور السنوات قد يصل الوضع إلى تجريم امتلاك هذه السيارات، خصوصًا القديمة أو ذات المحركات الكبيرة منها، خصوصًا في بلاد أوروبية مثل بريطانيا، والتي قررت وقف بيع السيارات التقليدية بدءًا من عام 2030.

مخاوف من فقدان الكثير من العاملين بصناعة السيارات لوظائفهم

وعلى الجانب الآخر أيضًا، يحاول الكثير من الأحزاب الأوروبية تقليل الطموح الكبير لوقف تصنيع السيارات العاملة بمحركات الاحتراق الداخلي، وذلك للتخوف من فقدان الكثيرين من العاملين بهذا القطاع لعملهم، والتي ستكون أزمة إضافية للاتحاد الأوروبي، والذي يعاني من الكثير من الأزمات بالوقت الحالي، وشجعت الأحزاب تعديل القانون ليسمح ببيع السيارات العاملة بالوقود الحيوي أو الهيدروجين وغيرها.