مع إطلاق علامة لكزس اليابانية الفاخرة في مصر ..."ًصُدم" المصريين من أسعار طرازات الشركة المُقدمة ...لكزس مصر التابعة لمجموعة الفطيم بدأت أعمالها بتقديم طراز LS السيدان الفاخر ...وطراز LX "العملاق" حجما ومقاما من فئة SUV ....أسعار هذه الطرازات تبدأ بسعر يزيد عن الخمسة ملايين جنيه ...ليقوم المصريين "و أنا منهم" بعملية حسابية بسيطة تكون نتيجتها إكتشاف أن طرازات هذه الشركة أغلى ثمنا من الطرازات الألمانية المنافسة "المُهمة" في مصر ..فرق "مليوني" ...لتتمثل المُشكلة الأهم في طراز LS الذي يأتي في منافسة  مصرية"غير عادلة" مع طرازات الفئة السابعة من BMW وطراز S-Class من مرسيدس بنز ....المنافسة مع هذه الطرازت "عنيفة" للغاية ...لأن هذه الطرازات هي "المُهيمنة" قلبا و موضوعا بين المصريين القادرين على شراء سيارات من هذه الفئة  تحذى "بتخفيضات" جمركية بناء على إتفاقية الشراكة الأوروبية....ليُعد دخول لكزس بمثابة "مغامرة" كبيرة بأشكال مُختلفة  من وجهة نظري.....لتظهر أسئلة واضحة على سطح "الكوب" الذي كلنا ننظر في داخله ! لماذا جاء اليابانين بهذه الطرازات إلى مصر ؟؟؟ هل هناك خطة لتغيير فكر المصريين ؟؟ هل تستطيع لكزس منافسة "ألهة" السيارات الفاخرة المصرية ؟؟؟ من هي لكزس في الأساس ؟!! سأحاول في هذا التقرير البحث في هذه الأسئلة وتقديم إجابات بناء على خبرتي مع هذه الفئة "الحساسة" من السيارات !

في البداية يجب أن نعلم أن علامة لكزس تأسست في عام 1989 كعلامة فاخرة فرعية تحت شركة تويوتا اليابانية العملاقة ..الشركة "الأفضل" في العالم إذ تحدثنا على "الإعتمادية" والجودة الهندسية ....في بداية تقديم هذه العلامة ...كُنت طفلا صغيرا عمري لا يتعدى الخمسة سنوات .....كُنت حينها أعيش في المملكة العربية السعودية ...بلدي الثاني الذي أحبه من كل قلبي ....عشت في مدينة الخبر مُنذ نعومة أظافري وحتى سن الثانية عشرة من عمري .....ليبدأ حبي للسيارات باكرا في هذا البلد "المُحب" للسيارات بشكل كبير ....في سن العاشرة ...تعرفت على علامة لكزس ...عبر جاري العزيز الذي إمتلك "سيارتين" بلونين مُختلفين من طراز LS الشهير ! إمتلك الجيل الأول من هذا الطراز ...لأتعلم من والدي حينها  أن  لكزس LS هي سيارة فاخرة من تويوتا ...

حفر والدي في ذهني مُنذ صغري  بأن طرازت "مرسيدس" هي الأفضل ...الألمان هُم الأفضل في عالم صناعة السيارات ...والدي كان مُعلمي الاول لُحب السيارات ..... ..عندما شاهدت سيارات جارنا ...سألت والدي ...كم سعر هذه "اللكزس" ؟؟ ولماذا لم يشتري جارنا سيارة مرسيدس إن كانت بسعر قريب منها كما قلت  ؟؟ لماذا لا أرى طرازات مرسيدس في السعودية ؟! لماذا أجد أغلب الطرازات الفاخرة في مدينة الخبر والدمام من علامة لكزس ؟! لماذا أسمع زملائي السعوديين في المدرسة يتفاخرون بسيارة أهلهم "الكشخة" من طراز لكزس ؟!  ...و"كشخة" لمن لا يعرفها هي مصطلح عن "المنظرة" و "الفخامة" ......ليكون رد والدي بأن "الجو حر !!!!" ....السيارات الألمانية لا تُحب الحر !! اليابانيين هم الأفضل في هذه النقطة ! مشاكل السيارات الألمانية كثيرة !! لكزس تأتي بلا مشاكل !!

عندما كبرت وعملت بالصحافة إلى جانب عملي كمهندس ....تعلمت أنه لا يوجد حل "كامل" ...لا يوجد سيارة "بلا عيوب" ....لأستطيع أن أصل إلى رأي يتمثل  في أن  الهندسة تأتي من ألمانيا ...الإعتمادية من اليابان ..."الروح" و "الجمال" من إيطاليا ....وطبعا "العضلات" من أميركا !!

نرجع إلى علامة لكزس ... هذه العلامة تُمثل تويوتا و اليابان ...إسمين كفيلين لضمان أعلى معدلات الإعتمادية ....فيكفي أن نعرف أن في تقرير J.D Power الأمريكي الشهير لعام 2017 ...يأتي طراز لكزس RX كأكثر الطرازت إعتمادية في فئة السيارات الـ SUV من الفئة المتوسطة ...متفوقا على طراز بورشه كايين الذي يأتي في المركز الثالث بعد طراز لكزس GX ...في فئة الطرازات السيدان الفاخرة من الحجم المتوسط ياتي طراز GS في المركز الاول أيضا و متفوقا على طراز E-Class ! لكزس ES هي الأفضل في فئة السيارات المُدمجة الفاخرة ! طبعا التقرير كان على طرازات لعام 2014 ...فهذا التقرير يدرس السيارات ويقوم بأبحاث لمدة تزيد عن الـ 3 سنين ... طبعا بعيدا عن هذا التقرير ...يكفي أن تسأل عن هذه الطرازات في أيا من دول الخليج العربي...لتجد "الجميع" يتغنى بمستوى الإعتمادية وإمتياز خدمة الوكلاء لهذه العلامة الخاصة والمختلفة للغاية .....

إذا فرغنا من نُقطة "الإعتمادية" و خدمات ما بعد البيع الممتازة ...هذه نقاط القوة التي تُميز لكزس..طرازات هذه العلامة تٌمثل "أليابان" و "تويوتا" ...لذا سيكون من الصعب منافستها في هذه النقط...ولكن هل تكفي الإعتمادية و خدمات مابعد البيع لنجاح علامة مثل هذه في مصر ؟َ!! لتكون إجابتي "بنعم" و"لا" ....لماذا ...سأشرح لكم !

لماذا "نعم" .....إجابتي ستتمحور حول طراز LX الذي يمتلك مقومات النجاح الأساسية ...لا يوجد منافس "صريح" له ......لا نجد كاديلاك إسكاليد "الأرخص ثمنا والأقل جودة ....لا نجد إنفينتي QX80 "الأقل في كل شيئ والقادمة بتصميم قبيح من وجهة نظري " ....طراز رينج روفر ممتاز ...ولكنه ليس إعتمادي ....على الأقل مقارنة بطراز لكزس ...هذا الطراز سيكون إختيار جيد ...المُشكلة ستتمثل في "سعره" ...طرازات العلامة اليابانية لا تحصل على أي تخفيضات جمركية ....لذا سيكون شراء هذه السيارة وترخيصها "كسياحة" سيكون حل ذكي لتقليل ثمنها بنسبة تقترب من الـ 60% ....ولكن طبعا لا يتوفر هذا الخيار لأغلب العملاء ...لذا فإمتلاكها كسيارة ملاكي مدفوع كامل جماركها سيكون الخيار الوحيد تقريبا ...ولكن في النهاية ...أنا مُتأكد أنه سينجح وسيجد طريقا للتوغل في السوق المصري حتى ولو بشكل محدود ...أما طراز LS الفاخر فالأمر مُختلف تماما !

المُشكلة في طراز LS أنه ينافس طرازات مُهمة للغاية في هذه الفئة ...طراز مرسيدس S-Class الذي يعد الخيار "الأفضل" و ألأكثر "قيمة" في هذه الفئة...هذه السيارة لا تحتاج لتبرير وضعها ...هي الأفضل  ...وتٌقدم بسعر يبدأ من 4.9 مليون جنيه مصري لفئة S450 من فئة LWB.....هذه يعني فرق يبلغ 800 ألف جنيه مصري ! طراز BMW من الفئة السابعة يُقدم بسعر يبلغ 4.2 مليون جنيه ...أي فرق يبلغ 1.5 مليون جنيه مصري ! وسيزيد الفرق عندما تُعلن الشركة البافارية عن سعر النُسخة المُجمعة محليا من هذا الطراز ....

في مصر إمتلاك سيارة من هذه الفئة الفاخرة هو بمثابة "إستثمار" ....وبمثابة شراء "أداة تسويقية" لمستواك الإجتماعي و "المالي" وهو الأمر الذي بات "فلسفة" موجودة ...شئنا أم أبينا ! أعجبنا أو لم يُعجبنا ! وهذا سينعكس على سعر إعادة البيع لسيارة لكزس الذي سيكون أقل كثيرا من الطرازت الألمانية ...كما أن "سحرها" سيكون أقل من الطرازات الألمانية ....لكزس ليست "كشخة" في مصر مثل حالها في السعودية ؟!

نأتي لنُقطة خدمة مابعد البيع ...عملاء الطرازات الألمانية في مصر وحول العالم ليسوا "الاكثر سعادة! " لذا أعتقد أن لكزس ستسطيع المنافسة في هذه النقطة .....ولكن مع وجود فرق يقترب من المليون جنيه زائدة مابين طراز لكزس "ألجديد" علينا ...وبين السيارة "الأفضل في فئتها" و الحاملة للشعار الشتوتجارتي الشهير ...ستكون عملية الإختيار صعبة للغاية !

نقطي لنٌقطة "الإرث التارخي" و السحر "الجمالي" ....في فئة طراز مثل لكزس LS ...نجد طراز مثل مازيراتي كواتروبورتي ....طراز يأتي من شركة لها إرث هندسي وتصميمي يزيد عن الـ 100 عام ...بسعر أقل بشكل "مليوني" بينها وبين طراز لكزس ....إمتلاك سيارة مازيراتي سيكون "حلم" ....الإسم لوحده كفيل بإسعاد أيامك القادمة مع السيارة !  حتى وإن كانت أقل إعتمادية ...لكزس عمرها لا يزيد عن 30 عام ....هذه مُشكلة أخرى لطراز لكزس ذو سعر الـ 5.7 مليون جنيه مصري ....حتى إن فكرت في شرائها كسيارة "سياحة" ....ففرق "السحر" سيظل موجودا ! لأنك فكرة "الإعتمادية" هي أخر ماستُفكر فيه عند شراء سيارة من هذه الفئة ...

هل يعني هذا إنحصار النجاح المتوقع لطرازات مُحددة فقط من علامة لكزس ...سيكون رأيي بالإيجاب ...ولكن أنا مؤمن بأن دوام الحال محال ...فيمكن أن نستيقظ على "مفاجئة" جمركية في أي يوم من الأيام ...خصوصا بعد رفع الدعم الكامل عن الوقود .....لذا سيكون بدء هذه العلامة في مصر بمثابة حركة "ذكية" للغاية  ....وأنا مؤمن بذكاء وحنكة اليابانين من جهة ...و إحترافية شركة الفطيم من جهة أخرى ....

كل تمنايتي لنجاح لكزس وشركة الفطيم في مصر...مع  وعدي بتسليط الضوء ومحاول إختبار طرازات هذه الشركة للتعرف على سحرها بشكل أقرب.