تقرير/ عبدالرحمن عيسى

لطالما عُرِفَت شركة ماكلارين بإنجازاتها وتميزها على المستوى العالمي في مجال تصنيع وابتكار السيارات الحصرية والفخمة وعالية الأداء، واليوم تُعْلِن عن 765LT سبايدر حتى تأتي على غرار 765LT كوبيه التي انطلقت في العام الماضي، وبيعت جميعها حتى نفاد الكمية، وقد تميزت بمتعة القيادة والانسيابية الهوائية المطورة والفريدة، حتى تأتي 765LT سبايدر بقدرات الكوبيه لكن بتعديلات فريدة، ونسبة للتميز سيتم صُنع 765 نُسخة فقط من هذه السيارة عالميًّا.

هيكل السيارة

وتُقَدَّم السيارة بسقف قابل للطي مصنوع من قطعة واحدة من ألياف الكربون؛ لتمكين السائق من الاستمتاع بنسمات الهواء الطلق بضغطة زِر، حيث يُفْتَح السقف كليًّا في خلال 11 ثانية فقط، وبفتح السقف يُتيح تدفق الصوت الفخم لنظام العوادم رباعي المخرج إلى داخل قمرة القيادة، لينقل للسائق تجربة لا تُضاهى وأبعاد جديدة من الإثارة، وتزن سيارة سبايدر ما لا يزيد عن 1,388 كجم، وهو أخف من 720s سبايدر بقدر 80 كجم، وأخف بحوالي 100 كجم من أقرب منافس قابل للمقارنة.

وإنّ تخفيض الوزن ليس أمرًا كماليًّا بحتًا، بل له وظيفة مُهمة تحرص عليها مكلارين، فهو يُسهم في تقليل قُوى الجذب الجانبي المُؤثرة على المركبة، مما يجعل استجابة السيارة للسائق أدقّ سواء على مستوى زيادة السرعة، أو خفضها بالفرامل، أو التحكم بالمقود، وإذ تتجلى خبرات ماكلارين التراكمية على مدى الأزمنة في كافة مفاصل وخصوصيات هذه السيارة، خاصة مع إضافة لمسات ألياف الكربون، وليس ذلك محصورًا على الهيكل فقط، بل يشمل العديد من عناصر السيارة المصمّمة لها خصيصًا، ويزيد السيارة روعة ما تتحلى به صناعتها من المواد القوية خفيفة الوزن كالتيتانيوم، وأمّا آلية الدفع والهيكل فقد تمت إعادة صياغتها وتصميمها وتطويرها، كما أنه تم إزالة بعض عناصر الراحة -تخفيفًا للوزن- وتركيب مقاعد بالغة الخفّة.

ومن هذا المنطلق، صرّح جيمس وارنر، المهندس الأول لدى ماكلارين بقوله: «لقد أبقينا الفارق بين نموذجي 765LT  (كوبيه) ذي السقف الانسيابي وسبايدر الجديدة ضئيلا، ولذا فإن تطبيق نظام السقف الصلب القابل للطيّ وعدم احتياج الهيكل إلى أي تدعيم أو تقوية يجعل من السيارة الجديدة تستطيع الأداء بامتياز، إنها مُصَمّمة لتُبدع في المضمار، ولتكون موازية في ديناميكياتها لنظيرها من فئة (كوبيه) ذات السقف الانسيابي».

الأداء ومنظومة القوة

تُقَدِّم السيارة الجديدة أداءً استثنائيًّا يُوفر تجربة لا مثيل لها بفضل مُحرك ماكلارين، صاحب الـ 8 أسطوانات، على شكل حرف V، ذي الشاحن التوربيني المزدوج بسعة 4.0 لتر، وبقوة 765 حصانًا، وعزم أقصى 800 نيوتن متر، مع تسارع من 0-100 في 2.8 ثانية، ومن 0-200 كم/س في 7.2 ثانية، مع سُرعة قُصوى 330 كم/س، مع تطوير ناقل الحركة بحيث أصبح تسارع الناقل أفضل بمعدل 15% من 720s سبايدر.

لا بد من السيارات الخارقة أن تكون رشيقة وسلسة في مناورتها، ومن أجل ذلك خصيصًا، فقد تم تطوير المناورة واستجابة السيارة لتعليمات المقود من خلال تحسين معدلات عمود التوجيه، وتوفير دعم للهيكل أثناء الانعطاف، متمثلًا بإضفاء عمود مانع للالتواء -أكثر صلابة- إلى نظام التوجيه الكهرو هيدروليكي من مكلارين.

وتتمتع هذه السيارة بنظام تعليق الفعّال Proactive Control II المعزز بتقنية الهيدروليك الترابطي، والذي طُرح لأول مرة ضمن 720S، ثم تم تطويره أكثر ليستفيد من تحديثات 765LT  في نظام تشغيله، والذي يتحلى بخوارزميات مشتقة من برمجة McLaren Senna وSpeed tail.

كما أن نظام التعليق المميز كان مهمًّا للتطوير في عناصر تكوينه وأدواته كالنابض الثنائي بالغ الخفة، ولأن المناورة تقتضي ديناميكيات هوائية حركية فائقة، فإن ارتفاع المركبة أكثر انخفاضًا بقدر 5 ملم، وعرض قاعدتها أوسع بقدر 6 ملم من 720S. ، ولقد تم احتساب هذه القيم والمقاسات بمُنتهى العناية البالغة للحرص على تحصيل أفضل أداء وأكمل تجربة، وتحقيق الثبات والدقة في المناورة، وتقوية السيارة ضد قوى الجذب والالتواء، بهذا تُصبح سيارة المضمار الأكثر قدرة، وسيارة الشوارع الأفضل انسيابية.

التصميم الخارجي

إن هندستها الفذة والمُعَقَّدة والمصوغة لها خصيصًا تنعكس حتى في فتحة الهواء الأمامية، والتي تلعب دورًا بارزًا في أداء 765LT. ، فهو يُفرّق ويوجه تيار الهواء حول وفوق وتحت السيارة ليبرّد مشعّات التبريد الحرارية منخفضة الحرارة (LTR)، والذي يقع خلف الأضواء الأمامية مباشرة، وأما الشفرات العمودية لحواف فتحة الهواء فتقود بالنسمات العليلة حول العجلات الأمامية لتهدئة الاضطراب الهوائي، ويعمل بمعيّة الهواء الخارج من فتحات مشعّ التبريد الحراري لنفس الغرض.

كما أنه تُوجد شفرات هوائية موجهة للأعلى بين الأسطح الداخلية للشفرات العمودية والصدّام الأمامي؛ لتكون بمثابة الحواف السفلى البارزة للصدام الموجود في طرازات أخرى مثل 720S GT3  الرياضية وMcLaren Senna GTR  الخاصة بالمضمار، حيث يتحقق منها أثر مشابه، وهو خلق مزيد من القوى الجاذبة للأسفل.

أما أبواب سبايدر، فهي مختلفة عن أبواب نموذج (كوبيه) ذات السقف الانسيابي من جهة أنه لا يُوجد إطار علوي من ألياف الكربون، كما أن الأبواب أصغر وأخف ولا تتطلب إلا مفصلاً واحدًا (مقارنة مع المفصلين اللازمين لنموذج (كوبيه) ذات السقف الانسيابي، وعندما تنفتح هذه الأبواب فإن أبواب سبايدر تُفتح للخارج أبعد من أبواب نموذج (كوبيه) ذات السقف الانسيابي بقدر 120 ملم لكل جانب، وهو الاختلاف الوحيد في الأبعاد بين النموذجين.

التصميم الداخلي

يكفيك من تجربة Spider أن تدخل إلى قمرتها، حيث سيغمرك شعور فائق بالقوة والفخامة، وستلاحظ شعار 765LT  مباشرة، حيث تُحيط به باقة من العناصر بالغة الخفة، والمكونات المستوحاة من سيارات السباق في مساحة شاسعة رحبة، كما أن الهندسة العامة خاضعة لأعلى معايير الراحة والفخامة.

وتتحلى السيارة بمجال رؤية واسع ومتميز بفضل الأعمدة الأمامية النحيفة، والتي يُتيحها توظيف هيكل ألياف الكربون MonoCage II-S. هذا، وإن المساحة الداخلية يتم تحسينها من خلال تركيب لوحة سقف أنحف مقارنة بسيارة (كوبيه) ذات السقف الانسيابي.

تُقَدَّم بمقاعد السباق المدعومة بقاعدة ألياف الكربون، والتي طُرِحَت لأول مرة في McLaren P1™  ومن بعده في جميع نماذج LT. وجميع المقاعد هذه مخفّفة بفضل مادة الكانتارا، وتوفر إسنادًا استثنائيًّا لتُقَدِّم للسائق وضعية مُريحة للسياقة، ويمكن استبدال هذه المقاعد الرائعة بمقاعد McLaren Senna الرياضية بالغة الخفة.

تُتيح مساحات تخزين جانبية في الأبواب، ونفقًا مركزيًّا يحوي مساحات تخزين قابلة للإغلاق بدل الشبكات الجانبية والنفق المركزي المكون من ألياف الكربون حسب الأصل، كما أنه يُمكن -وبلا تكلفة مضافة- تركيب آلية رفع السيارة يتحكم بها السائق لكي يزيد ارتفاع مُقدمة السيارة لتجاوز مطبات الطريق أو المرتفعات، وكذلك يُمكن للعملاء الاستمتاع بخيار إضافي متمثل في تركيب كاميرات خلفية عالية الدقة تفعل عند التراجع بالمركبة، أو أربع كاميرات مُطورة يسع مجال رؤيتها 360 درجة للمساعدة أثناء الركن بنمط «Bird Eye» المستدير.

وتقدم مكلارين 765LT سبايدر بسعر 382,500 دولار أمريكي، ما يُعادل 6,000,000 مليون جنيه مصري تقريبًا.