بقلم/ طارق عبدالله.

منذ أيام, علمنا بهروب كارلوس غصن من اليابان بطريقة ما و ظهر مباشرة في بلده الأم لبنان, و توعد بمؤتمر صحفي عالمي للتحدث بشأن تلك الأزمة الراهنة.

ها هو ذا يلقي بالعديد من التصريحات الهامة للغاية عن الأسباب وراء الإعتقال و ظروف التحقيق الغير آدمية و غيره.

حدث الإعتقال.

يقول كارلوس غصن, انا تفاجأت عند وصولي اليابان ان الضابط بقوم بإستيقافي و إصطحابي الى غرفة منفصلة بالمطار بسبب "مشكلة في التأشيرة" و عندما دخلت الغرفة وجدت أحداً من مكتب المدعي العام الياباني.

و حينها أخذوا مني الهاتف المحمول و جواز السفر و حقيبتي و الحاسوب و كل شيئ معي و اصطحبوني في سيارة خاصة للتحقيق بدون إخباري بأي شيئ.

و عندما طلبت مكالمة نيسان للحصول على محامي رفضوا, لم أكن أعلم ان نيسان هى أصلا من أعدت كل هذا!

أول كلمة سمعتها من المحقق معي, "انت مذنب, فقط إعترف بذلك ولا تقم بممارسة الألاعيب"

بكل بساطة, اليابان لا تطمح للوصول الى الحقيقة, بل تطمح فقط الى زجي بالسجن.

على مدار 130 يوم, تم حبس كارلوس غصن في الحبس الإنفرادي بدون نوافذ ولا إضاءة, 30 دقيقة فقط تخرج فيها للحصول على الطعام, يحقق معك يومياً لمدة 8 ساعات و بدون وجود محامي, المترجم موجود مرة واحدة فقط في الأسبوع. حتى الإستحمام مرتين فقط كل 7 أيام!

و أثناء بداية إعتقالي, خرج المدعي العام الياباني في تهديد واضح و صريح أمام العالم أجمع و قال "نحن لا نمنع السيد غصن من الحديث للصحافة,  و لا نمنع انفسنا ايضا من توجيه تهم جديدة له!"

في تهديد صريح انه اذا تحدثت سيوجهوا التهم ضدي, و ها نحن ذا, قاموا بالإعلان عن طلب زوجتي كارول بعد 9 أشهر من حادث إعتقالي, فقط لأنهم علموا اننى سأخرج اليوم في مؤتمر صحفي!

معدل البراءة في اليابان 0.5% من القضايا فقط لا غير, و السجن 99.5% من إجمالي القضايا. اقول لكم انه نظام فاسد بكل المقاييس.

ماذا خسرت نيسان منذ ان تم إعتقالي؟

ما لا يعلمه الكثيرون, اننى كنت انا من يسعى للحصول على شراكة فيات كرايزلر و بذلك نصبح من أقوى التحالفات في العالم بالكامل. و لكن, حينما تم إعتقالي فشلت كل تلك المفاوضات و إنضمت الى PSA و خسرنا تلك الفرصة العظيمة. هل تصدقون هذا؟ هل تستوعبون حجم الفرص التى خسرناها!

كما ان شركة نيسان خسرت في اليوم الواحد منذ اعتقالي 20 مليون دولار, 20 مليون دولار خسارة يومية فقط لأنهم إعتقلوني, بإجمالى 35% من قيمتهم السوقيه.

توليت شركة نيسان لمدة 17 عام, حولتها من اللاشيئ الى شركة رابحة و لها قيمة سوقية و تحقق نجاحات و ذات رؤية, بعد ان رفضت تولي نفس المنصب في شركة جنرال موتورز بطلب من الرئيس الأمريكي أوباما شخصياً و بضعف المرتب, بعد كل هذا يقولون عني انى خائن!.

ما الإتهامات الموجهه اليه؟

اتهمونى بإقامة حفلة عيد ميلاد زوجتى على حساب الشركة, في حين ان كل شيئ تم عن طريق أموالي الخاصة و عن طريق شركة متخصصة في تنظيم الحفلات و أثبتت ذلك في دفاترها.

أتهموني اننى اشتريت منزلاً في لبنان و آخر في ريو ديجينيرو على حساب الشركة من أجل إستخدامي الشخصي, في حين ان المنازل كلها على اسم شركة نيسان و تستخدم فقط من أجل أغراض الشركة, و قام اثنين اخرين من أكبر مدراء الشركة من اليابان بالتوقيع بالموافقة علي هذا القرار.

و عندما تم سؤالهم عن هذا, قالوا نعم قمنا بالتوقيع و لكن لم نكن منتبهين لما نوقع عليه!

و أخيراً, انني قمت بصرف تعويضات لنفسي دون الرجوع لأي شخص, قلت لهم ان تلك التعويضات لم تصرف من الأساس, و تعويضات بشأن ماذا أصلاً؟ كما اننى حتى و ان حاولت صرف اى تعويض فانه يجب ان بخضع للمراجعة من قبل تقريباً كل مدير من مدراء الشركة, انه بروتوكول صارم, الموضوع ليس كما تتخيلون إطلاقاً!

ما يحدث معي هو وصمة سيئة في تاريخ القضاء الياباني, و أحد مدرسي القانون في اليابان قال نصاً" ما يحدث مع كارلوس غصن هو وصمة عار في تاريخ القضاء الياباني"

من المستفيد من وراء كل هذا؟

الأسباب سياسية بحته, اليابان "متمثلة في نيسان" لم تقبل ان تكون فرنسا "متمثلة في رينو" لها ضعف الحق في التصويت على القرارات.

انا حقاً لا أفهم إطلاقاً من إستفاد من تلك الأزمة, الوضع سيئ للغاية علي الكل!

اما عن الطريقة التى هربت بها من اليابان, فسأتحدث عن كل هذا لاحقاً, المهم الآن ان أظهر برائتي. و يمكنني المثول اما قضاء نزيه. لدي كل الأوراق و الأدلة التي تثبت برائتي, و الأكثر من ذلك في الطريق. بالرغم من انهم قد حرصوا على سلب كل شيئ مني, الا اننى لا ازال امتلك الكثير من الأدلة.