تقرير أحمد عمار

مع إعلان شركة تويوتا إيجبت عن بداية إنتاج الجيل الجديد من طراز فورتشنر الأتي من فئة SUV  بالتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع وتحديدا في مصنع شركة AAV التابع للهيئة ...بدأ الجميع في إثارة سؤال مُهم للغاية ..سؤال الكثير لا يعرفون إجابته ! ....السؤال هو هل عملية إنتاج فورتشنر مُجرد عملية "تجميع" بسيطة أم هي عملية "تصنيع " ...لأقوم بتجهيز هذا التقرير للإجابة على هذا السؤال بطريقة موضوعية ودقيقة .

أولا يجب أن نعرف أن مصنع الشركة العربية الأمريكية للسيارات AAV هو مصنع مملوك للهيئة العربية للتصنيع مع شركة فيات كرايسلر العالمية ...ليقوم بإنتاج بعض سيارات العلامة الأمريكية "جيب" في مصر ..لبيعها في السوق المحلي وتصدير 1000 سيارة عسكرية لدول مثل العراق وليبيا وعمان والسعودية ...بالإضافة إلى إمكانية إنتاج السيارات لصالح الغير كما هو الحال مع علامة تويوتا اليابانية ....فطراز فورتشنر من الجيل السابق هو أول طراز ياباني ملاكي يتم إنتاجه في مصر ع...ونجح فعلا في إستحواذ على حصة سوقية جيدة للغاية من سوق السيارات رباعية الإندفاع في مصر.

مصنع AAV هو مصنع متطور للغاية ..وحاصل بالفعل على شهادات عدة في الجودة ..مثل الأيزو 9001 و 9002 و شهادة الجودة والمواصفات البريطانية BSI .

الطاقة الإنتاجية لهذا المصنع تبلغ 17600 سيارة في العام ...بنظام عمل الوردية الواحدة ...طاقة ليست بالكبيرة مع العلم بان المصنع لا ينتج هذه الكمية من السيارات سنويا على حد علمي ...ولكننا يجب ان لا ننسا أن هذا المصنع هو ثاني أقدم مصنع للسيارات في مصر وفي القارة الافريقية ...بعد مصنع النصر للسيارات ...ففكرة أنه يعمل حتى يومنا هذا ويٌنتج سيارات "مُحترمة" لأمر جيد للغاية ...خصوصا عند النظر على الحالة المُحزنة لشركة النصر للسيارات.

حسنا نأتي لفكرة إنتاج طراز تويوتا فورتشنر ...هل هي عملية تجميع أم تصنيع ؟!

فالواقع ...هذه العملية تجمع بين المُصطلحين ! ...فالمصنع يقوم "بتجميع" السيارة ..ولكن هناك شركات مصرية أخرى تقوم بتصنيع مكونات مُهمة مُستخدمة في السيارة  ...فالشركة لا تقوم بإستيراد صناديق فيها قطع السيارة مُفككة كألعاب التركيبات وتقوم بتجميعها "بسهولة" ...العملية أكثر تعقيدا مما يبدوا لك !

الشركة تزعم أن 47.1% من مكونات السيارة مُنتجة محليا في مصر ....هذه النسبة من الصعب حسابها بطريقتنا ...هم وضعوا نُسبة لكل مكون محلي ...فالإتفاق على النسبة سيكون محل "نزاع" ولكن الأمر الواقع والأكيد ..أن هناك شركات ومصانع مصرية تقوم بإنتاج العديد من المكونات لهذه السيارة ..وهو أمر نافع جدا للإقتصاد المصري ..ولكن المُشكلة تكمن في "عدد" السيارات المُخطط إنتاجها ...فعدد الوحدات المُخطط لإنتاج فورتشنر  يتراوح مابين 2000 و 3000 وحدة سنويا ...وهو رقم صغير ومُزعج عند سماع أرقام إنتاج مصانع السيارات في دولة مثل المغرب !! مصانع تقدر على إنتاج مايزيد عن 300 ألف سيارة سنويا ...والرقم في زيادة مُبهرة كل عام !

نسبة المكونات المحلية في فورتشنر تبلغ 47.1% ...على حد قول الشركة ...فماهي هذه المكونات ؟!

نستطيع التعرف على المكونات المحلية المُستخدمة عبر الجدول الأتي :

بعيدا عن نسبة المُنتج المحلي في هذه السيارة ....تأتي عملية لحام شاسيه السيارة وعملية الطلاء وتجميع السيارة داخل المصنع ...وهي عمليات دقيقة وليست بالبسيطة ...لذا فإستخدام مُصطلح "تجميع" ببساطة لهو أمر خاطئ من وجهة نظري ...خصوصا أن أغلب مصانع الشركات العالمية تعمل بنفس الطريقة ...تتعاقد للحصول على أغلب مكونات السيارة من شركات مُغذية بجودة وفلسفة بناء وبمواصفات تفي بإحتياجات الشركة التقنية ...وتقوم هي "بتجميع" هذه المكونات ..كما يحدث عندنا بالضبط .

إذا ما هي المُشكلة من وجهة نظري؟!

المُشكلة تتمثل في عدد الوحدات المُنتجة القليل للغاية في السنة الواحدة ...فـ2000 أو 3000 سيارة ليس بالرقم الفعال ...حتى إن عمل المصنع بكامل طاقته ..ستكون عدد الوحدات المنتجة قليل أيضا ...وهو مايترتب عليه "ارتفاع" سعر تقديم السيارات بشكل كبير ..فهامش ربح هذه الشركات سيكون كبيرا للغاية من سعر المكونات حتى تستطيع تقديم هذا العدد المحدود من المكونات ...أما إن كان الإنتاج بكميات كبيرة ..فتستطيع شركات الصناعات المُغذية تقليل هامش ربحها بصورة مُرضية ...مما ينتج عنه "تقليل" سعر السيارة ككل ...والأهم هو إمكانية تصدير كمية جيدة من السيارات لخارج السوق المحلي ..ومن ثم نستفيد من ادخال عُملة نقد أجنبي ..ونستفيد من عملية التعويم ...

كُنت سعيدا للغاية وأنا أقوم بزيارة المصنع ..وشعرت أن عملية الإنتاج مُنظمة وتقام بشكل احترافي وجيد للغاية ..ولكننا يجب أن نُركز على عملية الإنتاج بكميات اكبر ...ولطرازات اقتصادية أرخص ثمنا ...والاهم أن نحاول أن نُصدر مُنتجاتنا ليكون زيادة الإستثمار في تطوير المصنع أمرا مُجديا ..خصوصا عند معرفة ان خط إنتاج فورتشنر إحتاج لإستثمارات بلغت 8.5 مليون دولار أمريكي !