اودي RS 7 Performance بقوة 605 أحصنة.. الطريقة الألمانية للإفراط في معدلات التماسك وراحة الاستخدام!

تجربة م. أحمد عمار

تصوير عمر الشربيني 

كواترو "Quattro".. ستعرف هذا المصطلح فورًا إن كنت مِن "المُلمّين" والمُهتمّين بالسيارات في العموم أو الألمانية منها على وجه الخصوص.. فلا تحتاج إلى أن تكون خبيرًا لتعرف أنّ هذا الاسم يدلّ على نظام الدفع الرباعي الدائم للعجلات الخاص بشركة أودي.. ولكن ستعرف أصل هذا الاسم "الأقدم" إنْ كنت من "المُخضرمين" في حُبّ السيارات.. ليعود هذا الاسم إلى طراز أودي الشهير الذي اكتسح سباقات الرالي في الثمانينيات وظهر في عام 1985 وسُمي تيمنًا بنظام الدفع الرباعي الشهير لأودي الذي يحصل على نفس الاسم هو الآخر "Quattro".. ولكن ما لا يعرفه الكثير من الخبراء أن "Quattro" هو اسم لشركة فرعية تمتلكها أودي! تم تأسيسها عام 1983 يبلغ مساحتها 3500 متر مربع، تقع في بلدة Neckarsulm الألمانية بالقرب من مدينة شتوتجارت الشهيرة.. لتكون مِن هذا التاريخ مسؤولة عن تصميم وإنتاج واختبار طرازات أودي الرياضية الحاملة لشعار RS مع توفير التجهيزات الاختيارية للطرازات الحاملة لشعار S.

في عام 2016.. تم تحويل اسم شركة Quattro GmbH إلى Audi Sport Gmbh مع تعيين المُخضرم ستيفان وينكلمان Stephan Winkelmann رئيسًا لمجلس إدارة الشركة.. ولمَن لا يعرف ستيفان وينكلمان، يكفي أن تعرفوا أنه الرجل المسؤول عن النهوض بشركة لامبورجيني الإيطالية ووضعها في هذه المكانة المُتقدّمة خلال السنوات العشرة الأخيرة، وتحديدًا من عام 2005 حتى عام 2016.

في هذا التقرير سنتعرَّف عن واحدٍ من أهم الطرازات الحاملة لشعار RS الخارجة من Audi Sport.. سنتعرَّف على نسخة Performance ذات قوة الـ605 أحصنة من طراز RS 7 الذي نعتبره يملك قدرات رائعة من التوازن والتماسك.. فإنْ كان طراز دودج تشارجر هيلكات هو صاحب أكبر قدر من القوة "المفرطة".. فهذا الطراز مِن أودي يحمل نفس القدر من "الإفراط" لكن من حيث "التماسك" والاتزان!

تجهيزات ميكانيكية مُبهرة.. أوّلها المحرّك ذو قوة الـ605 أحصنة

يزوّد هذا الطراز بمحرك مصنوع بالكامل من الألمونيوم خفيف الوزن يحمل شعار وتقنية TFSI.. يأتي مِن ثماني أسطوانات V8 بسعة 4 لترات "3993 سي سي" مُدعم بنظام شحن توربيني مزدوج للهواء Twin turbo مع نظام الحقن المباشر للوقود، ليقدر على استخراج قوة 605 أحصنة مع 700 نيوتن-متر للعزم الأقصى للدوران، مع العلم بأن العزم يزيد إلى 750 نيوتن-متر عند اختيار الوضعية الرياضية وذلك لفترات زمنية قصيرة.. ليعني ذلك أن نسخة Performance من RS 7 تحصل على قوة حصانية زائدة عن النسخة الأساسية من RS 7 بمقدار45 حصانًا.

تستطيع نُسخة Performance من RS7 التسارُع مِن السكون إلى سرعة 100 كم/ساعة في 3.7 ثوانٍ فقط مع القدرة على الوصول إلى سرعة قصوى مُحددة إلكترونيًّا تبلغ 250 كم/ساعة وتزيد إلى 305 كم/ساعة (محددة إلكترونيًّا أيضًا) في حالة طلبك مجموعة تجهيزات "Dynamic Package" الرياضية الاختيارية.

هذه الأرقام المُبهرة لم تأتِ نتيجة لقوة المحرك الغاشمة البالغة 605 أحصنة فقط.. بل جاءت نتيجة لتوازن هذا الطراز بين القوة وطريقة توصيلها إلى الأرض.. فهذا الطراز يأتي بنظام دفع رباعي للعجلات متطور من فئة Quattro الشهير لأودي.. كما يلعب صندوق السرعات الأوتوماتيكي الرياضي ذو نظام التعشيق المزدوج دورًا مهمًّا في هذه النتائج "الممتازة".. فصندوق سرعات أودي من فئة Tiptronic ذو الثماني سرعات هو بمثابة تجهيز "سحري" للحصول على توصيل سلس وسريع للغاية للقوة لنظام دفع العجلات.

جدير بالذكر أن نظام كواترو للدفع الرباعي الدائم في RS 7 يوفّر وحدة مركزية في المنتصف، تشمل علبة التروس التفاضلية المسؤولة عن توزيع عزم الدوران والقوة بين المحور الأمامي والخلفي للعجلات.. لتصل النسبة الأصلية في ظروف القيادة الطبيعية لتوصيل 60% من عزم دوران المحرك إلى الخلف والـ40% المُتبقية للعجلات الأمامية.. كما أنّ هذا النظام يستطيع توصيل 85% من القوة الإجمالية للمحرك كحدّ أقصى للمحور الخلفي للعجلات أو 70% من إجمالي قوة المحرك كحدّ أقصى للمحور الأمامي للعجلات، والأهم مِن كلّ ذلك هو قدرة النظام على توصيل القوة المطلوبة لكل عجلة على حدة.. بمعنى أنه إذا قمنا -على سبيل المثال- بتوصيل 50% من القوة للمحور الخلفي فليس بالضرورة أن تحصل كل عجلة على نصف هذه النسبة.. فالفكرة هي توصيل القوة المطلوبة لكل عجلة قبل أن تشعر بأي "تدوير" غير مرغوب في العجلات وبالتالي رفع مُعدلات التماسك والاتزان لأقصى درجة.

مقصورة منظَّمة ومريحة ومترفة.. لكن!

يأتي طراز A7 في الأصل بمجموعة غنيّة من التجهيزات القياسية والحصرية.. لنتوقّع أن تحصل نُسخة RS على الكثير من التجهيزات الخاصة والمميّزة منها.. لنجد النظام الصوتي المُقدّم من Bang & Olufsen بقدرة 1200 واط والمكوّن من 15 مُكبرًا للصوت ووحدة تضخيم للصوت Subwoofer، يرتبط بنظام عرض المعلومات وتشغيل الوسائط المُتعددة الخاص بأدوي والحاصل على اسم MMI والموصل بالشاشة العاملة باللمس ذات قياس 8 بوصات التي تدعم أيضًا نظام الملاحة الإلكتروني.

تشمل التجيهزات المُهمة أيضًا نظام التحكم في الطقس رباعي المناطق والمصابيح الأمامية العاملة بتقنية Matrix LED التي تُوفِّر مُعدلات إضاءة أكثر فاعلية من المصابيح العاملة بتقنية LED الكاملة.. مع العلم بأن تجهيز المصابيح الخلفية العاملة بتقنية إضاءة LED الديناميكية متاح أيضًا.

بالنسبة إلى التجهيزات الرياضية الحاملة لشعار RS.. تستطيع طلب المقاعد الرياضية الاختيارية المكسوة بالجلد الطبيعي من فئة Valcona الآتية باللون الأسود أو الفضي الحاصل على اسم Lunar silver، وهذا مع تصميم شكل "خلايا العسل" الشهير ذي المظهر الرياضي.. مع إمكانية طلب هذا النوع من الجلد الفاخر مع تطعيمه بالجلد من فئة ألكانتارا Alcantara ليأتي تصميم الخياطة بشكل "ماسي" مُميّز.

تستطيع الاختيار أيضًا ما بين 6 ألوان مُختلفة إنْ أردت الحصول على الجلد الطبيعي الفاخر القياسي لأودي. أما بالنسبة إلى شريط الأدوات فتستطيع الحصول على حلى الألياف الكربونية أو الألمونيوم اللامع أو التشطيب الأسود اللامع الشهير باسم Piano finish.. مع وجود اختيار الأخشاب الطبيعية لمن يريد لمسة "مُترفة" مختلفة لهذا الطراز الرياضي المفتول العضلات.

في النهاية، أستطيع أن أقول لكم إن هذا الطراز يحمل مُعدلات "مرضية" من التميّز ومُعدلات "مُمتازة" من جودة البناء والفخامة للمواد المُستخدمة في بناء المقصورة.. ولكني في النهاية لم أشعر أن هذا الطراز يحمل اختلافات "جوهرية" من حيث "الروح" بينه وبين الطرازات القياسية من A7.. فالسيارة لم أشعر أنها "تحوّلت" مِن الداخل وباتت أكثر رياضية بصورة "لافتة".. الشعور مختلف كثيرًا عندما تدخل إلى مقصورات الطرازات الحاملة لشعار M من BMW أو AMG مِن مرسيدس.. وهذا مِن وجهة "نظري" في النهاية وليس حقيقة يتفق عليها الجميع.

نظام التعليق والمكابح الحامل لشعار RS

يزوّد هذا الطراز بنظام مكابح فعّال للغاية ليستطيع كبح جماح سيارة بوزن يبلغ الطنين مع محرّك بعزم دوران يصل إلى 750 نيوتن-متر، ليتم تصميم وتطوير هذا النظام في Audi Sport ليحمل أقراص كبح عملاقة بقطر 19 بوصة مع 6 مكابس ضاغطة لملاقط نظام الكبح الأمامي.. ليكون هذا الخيار "المُبالغ" في مواصفاته مجرد تجهيز قياسي! لتوفّر أودي نظام كبح اختياري يأتي بأقراص كبح بقياس 20 بوصة ومصنعة من السيراميك والكربون.. لذا نجد أغلب الخيارات للعجلات المعدنية لهذا الطراز تأتي بقطر 21 بوصة مثل سيارة اختبارنا.

بالنسبة إلى نظام التعليق.. يزوّد هذا الطراز بنظام تعليق هوائي مُتغيّر يحمل شعار RS والعديد من المكونات المُصنّعة من الألمونيوم خفيف الوزن.. ويستطيع التحكم في تغيير مُعدلات قساوة ماصات الصدمات ومُعدّل ارتفاع السيارة عن الأرض.. مع ضمان أفضل مُعدلات التماسك.. ليأتي هذا النظام بصورة قياسية مع توفير نظام التعليق المُتغيّر الأكثر تطورًا الحامل لاسم DRC "Dynamic ride control" كتجهيز اختياري.. أو بمعنى أدق كأحد التجهيزات الموجودة في حزمة التجهيزات الاختيارية "Dynamic package" التي تشمل تجهيزات أخرى مع ضمانها لرفع سقف السرعة القصوى المُحددة إلكترونيًّا لـRS 7 إلى 305 كم/ساعة.

جدير بالذكر أن نظام التعليق من فئة DRC يأتي بنوابض حلزونية "Springs" وماصات صدمات مُصنّعة من الصلب وليس مِن الألمونيوم، بالإضافة إلى ضمان توفير مُعدلات أقل من "التمايل" أو ما يطلق عليه مصطلح "Rolling".

سيارة رياضية من أربعة أبواب تقدر على قهر الكثير من السيارات الخارقة لكنها مريحة للغاية!

سباق القوة "المفرطة" بات أكثر عنفًا بين شركات صناعة السيارات في الآونة الأخيرة.. وتحديدًا خلال الخمس سنوات الماضية من وجهة نظري.. أمريكا بات عندها طراز سيدان رياضي يحمل قوة تزيد على 700 حصان وهو دودج تشارجر هيلكات.. كاديلاك تقدّم طراز CTS-V من نفس الفئة بقوة 640 حصانًا.. أوروبا الآن تُقدّم أكثر مِن طراز بمحركات من ست أسطوانات وقوة تزيد على الـ500 حصان.. خيار القوة "الأعلى" بات موجودًا وبصورة "محيّرة" ولكن في أرض الواقع هل نحتاج إلى هذا المقدار من القوة؟

عندما ننظر إلى الشركات المُخضرمة في تقديم السيارات "المُمتعة" في طريقة قيادتها والتي تستطيع فعلًا استخدام قوة محرّكاتها.. وأنا أشير إلى طرازات مثل بورشه باناميرا تربو وBMW M6 Gran coupe سنلاحِظ أن قوة محركاتها تقف عند حاجز الـ575 حصانًا وقد تصل إلى 600 حصان في بعض النسخ الخاصة.. لأتساءل دومًا: لماذا لا تقوم هذه الشركات بتقديم قوة "مفرطة" أو زائدة؟ لماذا لا تستطيع الشركات الأوروبية مواجهة قوة أمريكا الغاشمة؟ كنت أظنّ أن القوة "الكبرى" هي دومًا لأمر "أفضل" حتى قُمت بتجربة أودي RS 7.

في البداية، يجب أن نعلم أن نسخة Perfromance من أودي RS 7 تحمل قوة تبلغ 605 أحصنة مع عزم أقصى للدوران يصل إلى 750 نيوتن-متر.. ليعني ذلك أنها أقوى طراز أوروبي يقدّم من هذه الفئة.. ولكنها كما قلنا أقل في القوة من المنافسين الأمريكيين.. ولكن هل يعني ذلك أنه "أبطأ"؟ هل يعني أن هذا الطراز أسرع وأفضل من نُسخة بورشه باناميرا تربو؟ الإجابة ببساطة هي "لا"!

بعد قيادتي لساعات طويلة على الطرق المتعرجة الصاعدة لجبل جيس في إماراة رأس الخيمة.. فهمتُ أن هذا الطراز يستطيع "فعليًّا" استخدام قوته بشكل كامل! ودون خوف ودون "تحدٍّ"! هذا الطراز يحمل مُعدلات من التماسك والاتزان ستذكّرك على الفور بطرازات بورشه.. هذا الطراز يحمل معدلات "جيدة" من استهلاك الوقود.. مُعدلات ستسمح لك بـ"الاستماع" الحقيقي.. فأنا أتخيّل نفسي مع دوج تشارجر هيلكات بعد القيادة العنيفة لمدة نصف ساعة.. نصف ساعة كافية في الطراز الأمريكي لإنهاء الوقود في الخزان ووضعك في مشكلة "حقيقية" للبحث عن الوقود وأنت في منطقة جبلية نائية مثل التي كنا فيها.

هذا الطراز تستطيع أن تدفعه إلى أقصى حدوده بأمان، وتستطيع أن تستخرج أفضل أداء منه.. تستطيع "فعليًّا" تحقيق أزمنة للتسارع أفضل من الأزمنة الرسمية! بعكس الطرازات الأمريكية التي لن تستطيع تحقيق أزمنتها الرسمية "الوهمية" بشكل كبير.

مُعدلات الجودة والترف والراحة في هذا الطراز لا توصف.. تستطيع أخذ عائلتك دون "تعب" ودون "تأفف" زوجتك من الأصوات المرتفعة التي يُمكن أن تصفها بالمزعجة أو المجنونة! تستطيع الذهاب بهذا الطراز إلى عملك.. تستطيع استخدامه بصورة يومية وأنت في قمة الراحة والاستمتاع.

إذن، نحن نتحدّث عن المستوى "الأوروبي".. لأستطيع أن أقول إن هذا الطراز هو منافس شرس للغاية لطراز بورشه باناميرا تربو.. يُمكن أن يكون أقلّ قليلًا في الأداء العام بالمقارنة "الورقية" بالنسبة إلى الأرقام الرسمية للتسارع والسرعة القصوى والأداء على حلبات السباقات (نحن نتحدّث عن النسخة الأحدث من باناميرا التي أطلقت في نهاية عام 2016).. ولكني أكاد أجزم أن الفرق لن يكون "واضحًا" مع طراز مثل بورشه باناميرا، لكنه سيكون أفضل من نقاط كثيرة بالنسبة إلى الطرازات المنافسة من مرسيدس وBMW.

هذا الطراز يأتي بأداء "غير متوقّع".. تستطيع إبهار أصدقائك الذين يمتلكون طرازات رياضية خالصة من شركات مثل بورشه وفيراري! هذا الطراز هو أسرع وأفضل في القيادة من الكثير من الطرازات الرياضية الخالصة التي قمنا بتجربتها هذا العام.. هذا الطراز ممتاز بجميع الصور، لكنه لم يعجب ذوقي الخاص.. فأنا أريد سيارة تشعرك "بالتحدي" وتحتاج إلى مجهود في قيادتها.. هذه السيارة "مُملة" بالنسبة إليّ بسبب معدلات "التماسك" المفرطة الموفرة له! إن كانت أمريكا تمتلك الطرازات ذات القوة "المفرطة".. فأودي تمتلك هذا المقدار من "الإفراط" ولكن بالنسبة إلى معدلات التماسك والاتزان والراحة أيضًا! والذي ستحتاجه إن كنت تريد سيارة "تمتلكها" وليس لسيارة ستستمع بقيادتها لساعات معدودة أو لـ"دقائق" بمعنى أصح.. حتى ينتهي الوقود الموجود في الخزان!

هذا الطراز هو بديل "أقل" ثمنًا لطراز بورشه باناميرا تربو من الجيل الجديد.. يأتي بمستوى قريب جدًّا في جودة البناء وفخامة التجهيزات.. وأتوقّع أن يكون قريبًا جدًّا في الأداء العام.. فأنا لا أتوقّع أن أجد سيارة في العالم بمستوى "أفضل" كثيرًا من RS 7 حتى ولو حملت شعار مثل "بورشه".