تجربة وتقرير: م.أحمد عمار/ القاهرة

تصوير: عمر الشربيني

قامت شركة عربيات بالحصول العام الماضي على حق الوكالة الحصرية لعلامة سانج سونج الكورية في السوق المصرية.. لترجع طرازات هذه العلامة إلى السوق المصرية مرة أخرى، بعد إعادة عمليات التشغيل العالمية للشركة تحت لواء شركة ماهيندرا الهندية التي اشترت سانج يونج في عام 2011.. وأخذت من هذا التاريخ عملية تطوير وبناء مجموعة من الطرازات الجديدة التي ستحمل خلاصة أكثر من 60 عامًا من الخبرة لسانج يونج.. ليكون طراز تيفولي هو أول طراز جديد تمامًا يخرج من سانج يونج تحت إدارتها الجديدة.. لتنضم شركة سانج يونج إلى الفريق الكوري "القوي" للغاية مرة أخرى.. ليضم هذا الفريق علامتَي كيا وهيونداي.. ليزيد من المنافسة سواء على صعيد المنافسة المحلية أو العالمية، فصناعة السيارات الكورية تتطوّر بشكل مُذهل ومخيف للكثيرين خصوصا "اليابانيين" من وجهة نظري.. مستويات الجودة والاعتمادية بل والأداء الديناميكي أصبحت تتطوّر بوتيدة قد تجعلها "الأفضل" في آسيا خلال السنوات الخمسة القادمة.. إن استمروا على هذه المستويات المذهلة من التطور.

في هذا التقرير سننقل لكم تجربتنا لطراز تيفولي الجديد، وسنحاول أن نجيب عن جميع تساؤلاتكم التي قد تطرأ على ذهنكم.

تاريخ يمتد إلى أكثر من 60 عامًا.. سانج يونج ليست شركة جديدة!

يعتقد الكثيرون بأن Ssang Yong هي شركة سيارات كورية "جديدة" أو أن تاريخها يبدأ من التسعينيات، ولكن الحقيقة أن تاريخ الشركة يمتد إلى أكثر من 60 عامًا وتحديدًا في عام 1954.. عندما بدأت الشركة كشركتين منفصلتين صغيرتين تحت اسمين كوريين غليظين حتى اندمجا تحت اسم واحد عام 1963 هو Ha Dong- Hwan Motor CO، لتتخصص هذه الشركة في تجميع طرازات JEEP ومجموعة من الشاحنات والحافلات، لتبدأ في تصنيع طرازات من الفئة المتعددة الاستخدامات الخاصة بها عام 1977 بعد أن تم تغيير اسم الشركة في العام السابق 1976 إلى Dong-A motor.

في عام 1977 استحوذت مجموعة Ssang Yong للأعمال على شركة Dong-A motor لتقوم بتغيير اسم الشركة إلى Ssang Yong في عام 1986.. مع العلم بأن اسم Ssang Yong بالكورية يعني "شركة التنينين للمحركات"، لتدعم الشركة الكورية صناعتها بشراء شركة بريطانية صغيرة مُتخصصة في صناعة وتطوير السيارات اسمها Panther Westwinds.

علاقة التعاون مع دايملر بنز وبداية انطلاق Ssang Yong

بدأ انطلاق علامة سانج يونج بصورة مدوية من وجهة نظري مع بداية علاقتها التقنية الخاصة التي بدأتها مع دايملر بنز عام 1991.. لتُبنى العلاقة على مبدأ التعاون لتصنيع سيارات من الفئة الرياضية مُتعددة الاستخدامات SUV، مبنية على تقنيات مرسيدس بنز الهندسية، لتتبلور أولى النتائج في طراز موسو Musso الشهير الذي حصل على محرك وصندوق سرعات ونظام تعليق من الصانع الألماني بجانب مكوانت هندسية أخرى.. ليبدأ تسويق وبيع الطراز في البداية عبر شركة دايملر بنز قبل أن تقوم Ssang Yong بتسويق وبيع الطراز بنفسها، ولتمتد علاقة التعاون الهندسية مع دايملر بنز إلى طرازات أخرى مثل Chariman وRexton وKorando، وغيرها.

تنقُّل الشركة بين أكثر من مالك جديد والاستقرار مع مجموعة ماهيندرا الهندية

في عام 1997 قامت شركة دايو الكورية الجنوبية بشراء النسبة الكبرى من Ssang Yong، لتقوم ببيعها مرة أخرى عام 2000 بسبب مشاكل مالية، ليتجمد نشاط الشركة نسبيًّا حتى قامت ببيعها إلى المجموعة الصينية العملاقة SIAC عام 2004 التي حصلت على حق إدارتها بفضل نسبتها البالغة 51%.

مرّت Ssang Yong بأزمات طاحنة تحت لواء SIAC الصينية.. لتبلغ الأزمة ذروتها في عام 2009 عندما وصلت خسائر الشركة إلى 75.42 مليون دولار أمريكي، وفي أغسطس من نفس العام قام عمال مصنع الشركة بإضراب واسع بسبب اتهامهم لشركة SAIC بسرقة تقنيات الشركة الهندسية وعدم تشغيل الشركة والاستثمار فيها بشكل عادل، ليتم رفع قضية على الشركة الصينية، وحكمت فيها الحكومة الكورية بانتقال إدارة الشركة إلى الحكومة الكورية الجنوبية بسبب أضرار SAIC في الشركة وانتهاك قوانينها.

في عام 2010، قامت مجموعة جنرال موتورز بالاستحواذ على شركة دايو الكورية، لتبدأ من هذا التاريخ علاقة تعاون جديدة مع Ssang Yong، ليتم تقديم طرازات مشتركة مثل Chairman H وChairman w وRodius.

في عام 2011، تمت صفقة جديد لانتقال Ssang Yong إلى مجموعة ماهيندرا الهندية التي استحوذت على الصانع الكوري بعد ضخّ 522.5 مليار وون كوري، لتقدم الشركة أول طرازاتها الجديدة كليًّا عام 2015 تحت اسم تيفولي Tivoli التي تأتي من فئة الكروس أوفر والتي هي سيارة اختبارنا في هذا التقرير.

3 سنوات من التطوير لبداية جديدة وقوية لـSsang Yong عبر طراز تيفولي

قام الصانع الكوري ببناء طراز تيفولي Tivoli على أساس الطراز أو المشروع التجريبي X100، لتستمر عملية التطوير لمدة 3 سنوات كاملة، فهذا الطراز هو البداية الجديدة لعصر Ssang Yong، ويجب أن يحمل جودة بناء ممتازة ليبدأ عصر أكثر إشراقًا للشركة الطموحة.. ليتم الإعلان الرسمي عن هذا الطراز في شهر نوفمبر من عام 2014، ليبدأ تسويقه وبيعه في كوريا الجنوبية مع مطلع عام 2015.

يأتي هذا الطراز من فئة كروس أوفر أو من فئة SUV المُدمجة ذات الأبواب الخمسة، ليأتي بأبعاد تضعه في منافسة مباشرة مع طراز مثل كيا سول وهيونداي كريتا في السوق المصرية.. ليبلغ طول هذا الطراز الإجمالي 4.195 م والعرض 1.555 م و1.795 م "يشمل المرايا الجانبية"، بجانب ارتفاع عن الأرض يبلغ 1.590 م مع بلوغ طول قاعدة العجلات 2.600 م.

قامت Ssang Yong باستخدام الحديد الصلب المطور بكثافة في البناء الهندسي لتيفولي، وذلك بنسبة 71.4%.. ليتم دعم مستويات القساوة ومقاومة الالتواء بصورة إيجابية للحفاظ على أعلى معدلات الأمن والسلامة في حالات الاصطدام لا قدّر الله.

ست فئات مختلفة التجهيز.. 3 منها فعّال في الوقت الحالي

تُقدّم شركة "عربيات" وكيل علامة Ssang Yong الحصري في مصر، طراز تيفولي تحت ست فئات مُختلفة التجهيز.. منها 3 فئات فقط فعالة ومطروحة للبيع في الوقت الحالي بسبب حالة تذبذب الأسعار وعدم ثبات سعر صرف العملات الأجنبية.. ليتوفر خيار الدفع الثنائي للعجلات "جرّ أمامي للعجلات" للنسخ الثلاثة المتوفرة، وهي Comfort 4x2 وStyle 4x2 وSport 4x2، ليبلغ آخر الأسعار التي وصلتنا لهذه الفئات بالترتيب 285 ألفًا و305 آلاف و338 ألف جنيه مصري.

تحصل جميع فئات تيفولي الستة على تجهيزات قياسية مهمة، مثل صندوق السرعات الأوتوماتيكي ووحدة تكييف الهواء وعجلة القيادة مُتعددة الاستخدامات والمرايا الجانبية الكهربائية التحكم ومصابيح ضبابية أمامية وخلفية مع مصابيح خلفية تعمل بتقنية LED، هذا إلى جانب الوسادة الهوائية للسائق والزجاج الكهربائي للأبواب الأربعة، كما أن تيفولي تحصل على إطارات معدنية رياضية ذات قياس 18 بوصة لكل الفئات.. ما عدا فئة التجهيز الأولى Comfort 4x2 التي ستحصل على خيار أصغر يأتي بقطر 16 بوصة.

وبالنسبة إلى تجهيزات دعم الأمن والسلامة.. زاد احترامنا للشركة الوكيلة لعلامة Ssang Yong في مصر والشركة الكورية الأم، عندما علمنا أن كل فئات تيفولي تُجهز قياسيًّا بأنظمة منع انغلاق المكابح ABS ونظام EBD لتوزيع قوة الكبح.. مع وجود الوسادة الهوائية للسائق كتجهيز قياسي كما قلنا.. مع توفير الوسادة الهوائية للراكب الأمامي بصورة اختيارية، لنجد أن التجهيز تقريبًا في كل الفئات ما عدا الفئة الأولى في التجهيز Comfort 4x2.

يزوّد هذا الطراز أيضًا بالكثير من التجهيزات الاختيارة المهمة لرفع مستويات الترفيه داخل السيارة، لنجد شاشة عرض البيانات وتشغيل الوسائط المُتعددة العاملة باللمس ذات قياس 7 بوصات والمُدعمة بنظام تشغيل أندرويد الشهير.. لتستطيع عرض الأفلام وتشغيل الملفات الموسيقية الموجودة على هاتفك المحمول عن طريق توصيله بالنظام عن طريق تقنية الربط اللاسلكي أو عن طريق مخرج USB أو حتى عن طريق مخرج HDMI! مع العلم بأن هذا النظام يدعم نظام الملاحة الإلكترونية ومُحمل بخرائط القطر المصري، كما أننا نجد هذا النظام "المريح" والممتع في الاستخدام مع تجهيز الكاميرا الخلفية والحساسات الأمامية والخلفية للمساعدة على صف السيارة في 4 فئات من أصل الستة الموفرة لتيفولي في السوق المصرية.. لنجدها في كل الفئات ما عدا فئتي Comfort 4x2 وStyle 4x2.

يتوفر تجهيز فتحة السقف الكهربائية كتجهيز حصري لنُسخة Sport 4x4 الأعلى تجهيزًا والتي لا تتوفر إلا بطلب شراء مُسبق.

تجهيزات ميكانيكية كافية لتيفولي

قامت شركة Ssang Yong بتجهيز تيفولي بمجموعة "ذكية" من التجهيزات الميكانيكية، التي تضمن من وجهة نظرنا مزيجًا ناجحًا وعمليًا للأسواق المشابهة لظروف سوقنا المصرية، فاستخدام محركات ذات سحب طبيعي للهواء وليست مشحونة توربينيًّا مع صندوق سرعات متطور لا يعتمد على تقنية نظام التعشيق المزدوج للتروس، لهو أمر "مطمئن" بالنسبة إلى سيارة جديدة مثل تيفولي.

هذا الطراز يزوّد بمحرك فعال ذي سعة 1.6 لترات موزعةً على أربع أسطوانات، ذي 16 صمامًا يقدر على استخراج قوة 128 حصانًا عند 6000 دورة في الدقيقة مع 160 نيوتن-متر للعزم الأقصى للدوران يتم ظهوره عند 4600 دورة في الدقيقة.. هذا مع توصيل المحرك بصندوق سرعات أوتوماتيكي متطوّر يحمل اسم AISIN ذي سرعة أمامية، سيقوم بنقل قوة المحرك إلى نظام الجر الأمامي للعجلات أو لنظام الدفع الدائم للعجلات في الفئات الأعلى التي تُطلب مُسبقًا من الشركة.

يستطيع هذا الطراز التسارع من السكون إلى سرعة 100 كم/ ساعة في 11 ثانية مع قدرته على الوصول إلى سرعة قصوى رسمية تبلغ 160 كم/ ساعة، هذا مع بلوغ متوسط استهلاك الوقود 7.2 لتر لقطع كل 100 كم.

انطباعاتنا ورأينا في طراز تيفولي من Ssang Yong

علاقتي بسانج يونج لم تبدأ بتجربة طراز تيفولي الجديد، بل بدأت مُنذ أكثر من 5 سنوات مع طراز Rexton الذي قُدته لمدة ثلاثة أيام في مدينة صنعاء اليمنية! ولأطمئنكم قبل أن تسود وجوهكم وتشطح تخيلاتكم عن ما كنت أفعله في صنعاء أو اليمن، فأنا كُنت هناك للقيام بأعمال تصميمة هندسية لمصنع شركة كوكاكولا، (فأنا لمن لا يعلم أعمل مهندسًا في فرع مصر من كوكاكولا بجانب عملي كمدير تحرير المجلة).

نعود إلى تيفولي وSsang Yong! أتذكّر جيدًا انطباعاتي الإيجابية لتجربة طراز Rexton الخاص بالشركة الكورية مُنذ هذا الزمن الطويل، فالسيارة التي كُنت أقودها كانت قد قطعت مسافة لا بأس بها تتعدّى الـ100 ألف كيلومتر على الطرق اليمنية التي أقل ما يُقال عنها إنها "رهيبة"! ولكن أذكر جيدًا أن السيارة كانت متماسكة وكانت جيدة في قيادتها بطريقة لم أصدّقها، لذا فتوقعاتي أن طراز تيفولي مُمثل العصر الجديد للشركة الكورية سيحمل انطباعات أكثر من ممتازة وأفضل من الطرازات الأقدم.

في البداية، يجب أن أوضح أن التصميم الخارجي العام لتيفولي يحمل روحًا ولغة تصميمية خاصة وغير "مُستنسخة" من علامات أخرى.. لتشعر من الوهلة الأولى أن هذا التصميم الجديد يحمل روح الطرازات الكلاسيكية الأقدم لـSsang Yong.. تصميم جديد ومختلف تمامًا! ولكنه مرتبط بتاريخ الشركة.. ليكون أكثر ما أعجبني في السيارة مقطعها الخلفي، خصوصا الرفارف الخلفية المُنتفخة والمرسومة بانحناءات مدروسة لتُكمل القوس الذي تُمثله المصابيح الخلفية.

اختيارات وتباين الألوان في تيفولي أكثر من رائع هو الآخر، ويُشعرك أن هذه السيارة تُجبرك على الابتسام و"الفرح"، فمثلًا أتى المزيج اللوني المكون لسيارة اختبارنا من اللون الفضي للجسم الخارجي واللون الأسود للسقف، بجانب العجلات المعدنية الرياضية السوداء مع المقاعد المكسوة بالجلد الأحمر، لنقيّمه كمزيج واختيارات رائعة قد لا تجدها إلا في الطرازات الأغلى ثمنًا مثل ميني كانتري مان، ولن تجد مثل هذه الروح في طراز مثل هيونداي كريتا.. لأضع هذا الطراز في منافسة مباشرة مع طراز كيا سول الذي يلاقي اهتمامًا واضحًا من كيا لجعله بروح مُختلفة ومرحة كمثل ما نجد في تيفولي.

عندما تدخل إلى تيفولي ستقوم بالتعود سريعًا على السيارة، فوضعية الجلوس جيدة للغاية ولن تزعج أصحاب الأجسام الممتلئة أو طوال القامة.. الرؤية الأمامية ممتازة وأفضل كثيرًا من مدى الرؤية الخلفية التي سيؤثّر عليها الزجاج الخلفي الصغير المساحة نسبيًّا بصورة سلبية.. مستويات جودة بناء المقصورة أكثر من جيدة، لكني لا أستطيع مقارنتها بجودة بناء مقصورات سيارات هيونداي وكيا، فالمستوى متقارب للغاية ويحتاج إلى مقارانات مباشرة.. تصميم شريط الأدوات بسيط ومنظّم، واستخدام وحدة عرض البيانات وتشغيل الوسائط المُتعددة أكثر سهولة ومتعة.. الملاحظة الوحيدة السلبية داخل المقصورة هو الأزرار الموجودة في عصا نقل الحركة المسؤولة عن النقل اليدوي للسرعات.. هذه الأزرار هي المكون الوحيد الذي أزعجني، ولم أفهم لماذا وضعته الشركة في طراز "ذكي" مثل تيفولي.. استخدامه صعب ومزعج وأنصح الشركة الأم بتغييره!

المساحات الداخلية مُستغلة بصورة ذكية وتكفي أربعة ركاب بالغين.. مع توفير مساحة تخزين للحقيبة الخلفية تبلغ 423 لترًا من الأمتعة، مع إمكانية طيّ مقاعد الصف الخلفي لتزويد مساحة التخزين أو لإدخال أمتعة "طويلة".

بالنسبة إلى الأداء الديناميكي لتيفولي يجب أن لا نتوقّع الكثير، فالمحرك ذو السّحب الطبيعي للهواء الآتي بسعة 1.6 لترات وبقوة 128 حصانًا سيكون أكثر من كافٍ للتحرك بحرية داخل المدينة وللسفر على الطرق السريعة على سرعات "قانوينة" تبلغ 120 كم/ ساعة دون أي مشاكل لكنه ليس مُعدًا "لإبهارك".. فلمَن يهتم بالأرقام على الورق وعلى بطاقة المواصفات يجب أن يعرف أننا في العالم الحقيقي لا نعيش على حلبة سباق، وأن الشوارع لا تساعد على "التهور" بأي شكل! ولكني أضمن لكم أن مستويات الاتزان والتمساك لهذه السيارة أكثر من "جيدة" لأكون مُطمئنًا وعندي ثقة فيها طوال تجربتي لها التي امتدت إلى أكثر من يومين كاملين.

في النهاية، أنا أنصح كل مَن ينوي شراء سيارة مثل كيا سول أو هيونداي كريتا بأن يُجرّب أو يشاهد هذا الطراز، وأن يجلعه من ضمن اختياراته قبل عملية الشراء.

البطاقة الفنية لطراز تيفولي من Ssang Yong