أوتوميكانيكا دبي 2025 يؤكد أهمية الشراكة بين الحكومة والصناعة لدفع التحول نحو خدمات ما بعد البيع منخفضة الانبعاثات
أوتوميكانيكا دبي 2025 يواصل فعالياته مركّزًا على مستقبل خدمات ما بعد البيع في الشرق الأوسط، مع حضور حكومي واسع ومناقشات حول الاستدامة، الاقتصاد الدائري، وإعادة التصنيع، إضافة إلى تسارع التحول نحو المركبات الكهربائية في الإمارات.
تواصل فعاليات اوتوميكانيكا دبي في مركز دبي التجاري العالمي تسليط الضوء على مستقبل خدمات وصناعة ما بعد البيع في المنطقة، حيث وضعت النسخة الحالية الاستدامة في صدارة برنامج Automechanika Academy, وفي إحدى الجلسات الافتتاحية، استعرض سمير باراب، كبير مديري قطاع السيارات والتنقل في شركة Aranca، الدور المحوري للتنسيق بين الحكومات وصنّاع القرار وقادة الصناعة في بناء منظومة سيارات أكثر كفاءة وأقل انبعاثات، وذلك ضمن كلمته الافتتاحية التي حملت عنوان "الاستدامة في قطاع ما بعد البيع: المبادرات الحكومية والتعاون الصناعي".
دعم حكومي واسع وتحوّل تشريعي يقود الصناعة
وفي ظل الحضور الحكومي المتزايد هذا العام—الذي يشمل وزارة الطاقة والبنية التحتية، وهيئة الطرق والمواصلات في دبي—أكّد باراب أن الحوافز الحكومية، وتطوير الأطر التنظيمية، وزيادة الاستثمارات في التقنيات المستدامة أصبحت عوامل حاسمة في تغيير شكل سوق ما بعد البيع في الشرق الأوسط وإفريقيا.
الجلسة تناولت كذلك أهم الممكنات العملية لخفض الانبعاثات على المدى الطويل، مثل:
• تطبيق نماذج الاقتصاد الدائري وإعادة التصنيع
• تطوير ورش عمل أكثر كفاءة وأقل استهلاكًا للموارد
• خطط تحويل الأساطيل إلى بدائل نظيفة
• دمج الحلول الرقمية لتعزيز الاستدامة
وقال باراب:
"الحوافز الحكومية وتحديث التشريعات والاستثمار السريع في التقنيات المستدامة يعيد تشكيل قطاع ما بعد البيع بالكامل. فمع تشديد سياسات الانبعاثات ومكافأة التخلص المسؤول من المركبات، أصبحت السوق تمتلك الوضوح التشريعي الذي تحتاجه لتطبيق الاقتصاد الدائري على نطاق واسع."
وأضاف:
"الشركات المصنعة تستثمر الآن بشكل مكثف في إعادة التصنيع وإعادة التدوير المتقدم واستعادة البطاريات، وهو ما يحول النفايات من عبء إلى أصل استراتيجي. هذه التحولات تدفع قطاع ما بعد البيع إلى نموذج اقتصادي دائري يقدم قيمة أعلى، وتكلفة أقل للملكية، وانبعاثات أقل."
انتقال كهربائي سريع في الإمارات
وتتسارع خطوات الإمارات نحو مستقبل التنقل الكهربائي، حيث تستهدف أن تشكل السيارات الكهربائية 50% من إجمالي المركبات بحلول 2050، وفق الاستراتيجية الوطنية للمركبات الكهربائية.
ووفق تقارير رولاند بيرغر، بيعت نحو 24,000 سيارة كهربائية في الإمارات خلال 2024، بينما تشير تقديرات أخرى إلى إمكانية ارتفاع الحصة السوقية من 3% حاليًا إلى 30% بحلول 2030، ما يعكس التحول السريع نحو النقل النظيف.
أكاديمية أوتوميكانيكا منصة فكرية لقيادة التحول
تأتي فعاليات الأكاديمية هذا العام تحت شعار:"قيادة الجيل الجديد من قطاع ما بعد البيع".
وتهدف إلى جمع صناع السياسات، والشركات المصنعة، والموردين، ومشغلي الأساطيل، ومالكي الورش، والمستثمرين ورواد التكنولوجيا، لمناقشة الاتجاهات والفرص والتحديات التي تعيد تشكيل مستقبل القطاع عالميًا.
وقال تومي لي، مدير معرض Automechanika Dubai:
"الاستدامة لم تعد هدفًا مستقبليًا… بل قوة دافعة تعيد تشكيل القطاع اليوم. ما نراه الآن هو نتائج ملموسة ناتجة عن السياسات الحكومية والتعاون الصناعي والاستثمار في التقنيات النظيفة، وهو ما يبني منظومة أكثر ابتكارًا واستدامة وقدرة على التكيف."
جلسات متنوعة ورؤى عالمية عمّا ينتظر القطاع
شهد اليوم عددًا من الجلسات المهمة، من بينها : مداخلة Aishwarya Menon من SGS حول دور التشريعات ومعايير المطابقة في تعزيز الجودة.
جلسة نقاشية أدارتها McKinsey & Company بحضور خبراء من Petromin و CLEPA ومنظمات إفريقية لبحث التعاون بين المصنعين وقطاع ما بعد البيع.
مناقشات حول سلاسل الإمداد، الأطر التجارية، والمرونة اللوجستية بقيادة خبراء من DHL وSlimstock وAl-Futtaim.
واختُتم اليوم بمحاضرتين حول فرص نمو خدمات الصيانة السريعة، ودور المحتوى الرقمي في تعزيز تفاعل المستهلكين مع العلامات التجارية, و يستمر Automechanika Dubai 2025 حتى الخميس 11 ديسمبر، على أن تغلق الأبواب في تمام السادسة مساءً.