اغلاق مصانع سيارات في أوروبا - بعد فرض الصين لقيود علي تصدير المعادن النادرة
تتزايد الضغوط على شركات السيارات الأوروبية بعد القيود الصينية على تصدير المعادن النادرة، مما تسبب في توقف خطوط إنتاج وارتفاع التكلفة، وسط محاولات أوروبية جادة لكسر الهيمنة الصينية.
تواجه صناعة السيارات الأوروبية تحديات غير مسبوقة مع تصاعد الأزمة الناجمة عن القيود الصينية على تصدير المعادن النادرة كما ذكرنا في تقارير سابقة, ولكن اليوم تصرح الرابطة الأوروبية لموردي السيارات ان العديد من خطوط انتاج السيارات في القارة الأوروبية قد توقفت عن العمل بالفعل, و اليكم كل التفاصيل....
قبضة صينية على المعادن النادرة
في خطوة مفاجئة، فرضت الصين قيودًا على تصدير معدني الغاليوم والجرمانيوم، اللذين يُعدان من العناصر الأساسية في صناعة أشباه الموصلات والمكونات الإلكترونية للسيارات الكهربائية, حيث تُنتج الصين حوالي 98% من إمدادات الغاليوم العالمية و60% من الجرمانيوم، مما يجعل أوروبا تعتمد بشكل كبير على هذه الواردات الحيوية, و تسببت هذه القيود في ارتفاع أسعار هذه المعادن في الأسواق الأوروبية، مما أثر سلبًا على تكلفة الإنتاج وزاد من الضغوط على الشركات المصنعة للسيارات.
مصانع السيارات الأوروبية تحت التهديد
تواجه شركات السيارات الأوروبية تحديات متزايدة بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج وتراجع الطلب، مما دفع بعض الشركات إلى التفكير في إغلاق مصانعها أو نقلها إلى دول ذات تكاليف تشغيل أقل مثل المغرب وتركيا و مصر, و على سبيل المثال، ألمحت شركة فولكسفاجن إلى احتمال إغلاق مصانع لها في ألمانيا بسبب الصعوبات المالية والتنافسية الشديدة مع الشركات الصينية, كما أعلنت شركات أخرى مثل رينو وبي إم دبليو عن تحديات مالية تواجهها، مما يزيد من احتمالية تقليص العمليات أو إعادة هيكلة الإنتاج لتقليل التكاليف.
الهيمنة الصينية على سوق السيارات الكهربائية
بالإضافة الي التحديات سابقة الذكر, تُعد الصين لاعبًا رئيسيًا في سوق السيارات الكهربائية، حيث تقدم شركاتها مثل "بي واي دي" و"نيو" سيارات كهربائية متطورة بتكلفة أقل بنسبة تصل إلى 30% مقارنةً بنظيراتها الأوروبية, وهذا التفوق التكنولوجي والتكلفة المنخفضة جعلت السيارات الصينية تحظى بإقبال كبير في الأسواق الأوروبية، مما زاد من حدة المنافسة وأثر على حصة الشركات الأوروبية في السوق.
اندماج شركات أوروبية لمواجهة الصين
في محاولة لمواجهة هذا التحدي، تسعى بعض الشركات الأوروبية إلى التعاون مع نظيراتها الصينية لتسريع التحول نحو السيارات الكهربائية, على سبيل المثال، دخلت فولكسفاجن في شراكة مع شركة "إكسبنغ" الصينية، بينما تعاونت رينو مع "جيلي" لتطوير محركات احتراق متقدمة.
خطوات أوروبية لمواجهة الأزمة
أدرك الاتحاد الأوروبي خطورة الاعتماد على الصين في توريد المعادن النادرة، مما دفعه إلى اتخاذ خطوات لتعزيز الإنتاج المحلي وتنويع مصادر الإمداد, حيث أطلق الاتحاد قانون "المواد الخام الحرجة" الذي يهدف إلى تحويل أوروبا إلى قاعدة لتصنيع التقنيات النظيفة، بما في ذلك السيارات الكهربائية وتوربينات الرياح, كما يسعى الاتحاد إلى تطوير صناعة تنقيب وتنقية العناصر الأرضية النادرة في القارة بطريقة مستدامة ومجدية اقتصاديًا، وتقليل الاعتماد على الواردات من الصين.