بقلم/ طارق عبدالله. لقيادة السيارات على الرمال و الكثبان بمنطقة رأس هلال, تجربة فريدة و تحدي حقيقي مع سيارات سوبارو XV. نزول وصعود مثير على الكثبان وشعور بالحرية والتحدي.
.jpeg)
لطالما أعتقدت ان قيادتي بسرعة عالية على الطرق الممهدة هي أكثر الأشياء إثارة عن قيادة السيارات, حتى إكتشفت القيادة على الرمال و الكثبان الرملية!
تمت دعوتي من قبل بعض الأصدقاء لقضاء يوم كامل في محمية رأس هلال مع مجموعة مكونة من 15 سيارة من نوع سوبارو XV. تلك السيارة التى سأستطرد في الحديث عنها لاحقاً بشكل تفصيلي, سيارة غير متوقعة!
بدأنا بالتجمع في منطقة السادس من أكتوبر الساعة السابعة صباحاً, مع الإستعداد للتحرك و تلقي التعليمات بالإنضباط و النظام الشديد تحسباً لوقوع الخسار المادية و البشرية لا قدّر الله.
بدأنا بالتحرك في صف واحد بسرعة ثابتة مع مسافات الأمان, حتى وصلنا الى جنة الله في الأرض!
محمية رأس هلال, تتميز تلك المنطقة بإختفاء الأضواء تماماً, مما سمح لنا برؤية مباشرة للنجوم و السماء بشكل واضح, مع وجود بحيرات صغيرة في قلب الرمال بفعل الأمطار, منظر مهيب!
بمجرد ان جلست في مقعد السائق, تلقيت التعليمات من زميلي قائلاً "لا تعبث مع الصحراء و اتبع التعليمات بحذافيرها, لا تعتقد انك سائق ماهر, انت على أعتاب الإختبار الحقيقي لمهارات القيادة!"
إصطففت وراء السيارات التى تتحرك حسب التعليمات واحداً تلو الآخر, حتى جاء دوري. تلقيت التعليمات بالتحرك وراء المسار المحفور مسبقاً من عجلات الخبير الذي يقود سيارة من نوع نيسان X-Trail الذي يقوم بإستكشاف الطريق على قدميه أولاً, ثم القيادة بسيارته المجهزة, ثم السماح للسيارات العادية بالقيادة واحداً تلو الآخر فوق خطاه التى طبعها بعجلات سيارته و عدم الحياد عنها.
تمثلت التعليمات بربط حزام الأمان أولاً و عدم خلعه تحت اى ظرف. ثم وضع ناقل الحركة على L و هو نظام القطر المنخفض. و الإمساك بالمقود جيداً باليدين و عدم الإندفاع من الثبات, إكتسب السرعة بهدوء ولا تصل الى اي سرعة عالية. لا تستخدم المكابح, دع السيارة تكبح نفسها بهدوء.
بمجرد التحرك بالسيارة شعرت ان كل شيئ خارج عن السيطرة. الرمال تعبث بالسيارة و تحركها كيفما شائت. بالرغم من تحركي بسرعة بطيئة جداً! أول مرة أشعر اننى انا شخصياً الذي يقاد من قبل الطريق! حتى وصلت الي قمة الكثب الرملي, شعرت اننى حرفياً على حافة الكرة الأرضية, الكُثب مرتفع للغاية.
ما ان تصعد على قمة الكثب الرملي, حتى تجد مُعلماً آخر في إنتظارك على قدميه لتوجيهك. " توقف, الآن استخدم المكابح فقط في النزول من أعلى الكثب الرملي و تشبث بالمقود جيداً."
بدأت بالنزول, و أعتقد ان جسدي قد ضخ أكبر كمية من هرمون الأدرينالين في حياته عند تلك اللحظة!
إحساس النزول رائع للغاية, نشوة الإنتصار اننى حققت اول هبوط ناجح من على قمة كثب رملي ممتعة للغاية, وجدت زملائي في إنتظاري لتهنئتي علي تلك المحاولة الناجحة. و ما ان هممت بالنزول, حتي وجدت ان قدماي مصابتان بالإرتعاش!
بالرغم من السرعة البطيئة, الا اننى كنت حقاً في قمة السعادة.
قد يبدو الوصف مبالغاً فيه, كنت أقول مثلك عزيزي القارئ حينما كنت أسمع الوصف مسبقاً لأول تجربة من زملائي, حتى جربت هذا الإحساس بنفسي و وجدته صادقاً تماماً.
كررنا التجربة مراراً و تكراراً بنفس التعليمات و الخطوات, و بعد ان إنتهينا من القيادة, توجهنا الى مرحلة طهاء الطعام على الفحم في الهواء الطلق, أكاد أقسم ان الصحراء تساهم مباشرة في الإحساس بالجوع!
قمت بقيادة السيارة لمسافة 300 كم تقريباً في رحلة الرجوع, يمكنني القول اننى وقعت في حب تلك السيارة. بالرغم من ان السيارة لا توفر مساحات تخزين جيدة, بالرغم من بعض التحفظات التى أمتلكها عن تلك السيارة. الا ان فكرة إمتلاك سيارة بمحرك صغير بسعة لترية 1.600 سي سي و تنفس طبيعي و يمكنها السير علي الطرق الممهدة برشاقة و الطرق غير الممهدة أيضاً, هي لفكرة ممتازة و لا تقبل الشك.
إنتهيت من الرحلة و انا أريد شراء تلك السيارة و قيادتها يومياً علي الطرق الممهدة, ثم الخروج بها الى الصحراء في نهاية الأسبوع.
دون الحاجة لتجهيزات خرافية, او التخلي عن راحة السيارة على الطرق الممهدة و عمليتها من حيث إستهلاك الوقود.
و أتوجه بالشكر لصديقي القبطان/ محمد إسماعيل الذي منحني شرف الدعوة لتلك الرحلة, و سمح لى بتجربة سيارته شخصياً بالرغم من الأخطار الكثيرة دون تردد.
شاركونا تجربتكم الأولى للقيادة على الصحراء!
