logo
logo

مدى تأثير الحرب بين روسيا وأوكرانيا على صناعة السيارات

Topic Image
تقرير/ عبدالرحمن عيسى

 

نُشاهد في هذه الأيام الحرب بين روسيا وأوكرانيا، والتي بدأت بالفعل بالتسبب في العديد من الأزمات الاقتصادية مثل ارتفاع أسعار النفط العالمية، وبدأ فرض العديد من العقوبات الاقتصادية من العديد من الدول والشركات على روسيا للتأثير على اقتصادهم، مثل توقف العديد من خطوط الإنتاج للشركات العالمية في روسيا، والبحث عن بدائل أخرى، والتي سوف تؤثر بشكل مباشر على صناعة السيارات العالمية.

 

وتعد روسيا وأوكرانيا من أهم موردي المواد والغازات المستخدمة بشكل أساسي في صناعة السيارات الكهربائي وذات محركات الاحتراق، ومع بدء الغزو الروسي على أوكرانيا وفقًا لأحد التقارير سارعت العديد من شركات السيارات العالمية على الفور بإلغاء شحنات السيارات المتوجه إلى روسيا، وفقًا للتقارير وتصريحات الوكلاء والمستوردين.

 

 

أزمة جديدة قد تصبح أشد من أزمة الرقائق!

ومن أبرز هذه الشركات أودي وسكودا وفولكس فاجن وجنيرال موتورز، ولاندروفر وجاكوار، ولكن لا تُعد هذه هي المشكلة الأكبر في قطاع صناعة السيارات العالمي، بل تُعَدّ المشكلة الأكبر بكون روسيا هي واحدة من أكبر موردي المعادن الرئيسية في العالم بعناصر أساسية مثل النيكل والبلاديوم، وتُوفر روسيا نسبة 40% من البلاديوم لكافة أنحاء العالم لتصبح المورد الأكبر.

 

وتوفر روسيا أيضًا العديد من القطع الهامة لصناعة السيارات من المعادن والمواد الخام الأخرى مثل الليثيوم، لتأثر بشكل مباشر على صناعة السيارات الكهربائية، وحتى ذات محركات الاحتراق، حيث إنه في ظل العقوبات التي تفرضها العديد من الدول والشركات يمكن لـ روسيا بالتوقف عن توريد المواد الخام الأساسية بالعديد من الصناعات، وحتى الغاز للدول الأوروبية.

 

لنواجه مشكلة جديدة مع المشكلة السابقة والحالية التي تسببت بها الجائحة في نقص الرقائق وقطع الغيار، وتوقف إنتاج العديد من السيارات بسبب هذه المشكلة، والآن تظهر أزمة جديدة في قطاع السيارات، ولكن لا تقتصر المشكلة عند هذا الحد، حيث تُعَدّ أوكرانيا هي أيضًا من أهم موردي المواد الخام والغازات المستخدمة في العديد من القطاعات، وخاصة قطاع السيارات، والتي يبدو أنها لن تقوم بتصديرها لفترة من الوقت.

 

صناعة السيارات الكورية مع الحرب بين روسيا وأوكرانيا

تُعَدّ من أبرز شركات السيارات المتأثرة بالأحداث الحالية هي مجموعة هيونداي وكيا، والتي استطاعت الفترة الماضية الوصول إلى أرقام مبيعات عالية والسيطرة على الحصة الأكبر من مبيعات السيارات في روسيا بنسبة تجاوزت 22% لسيارات كيا وهيونداي في عام 2021م، ولكن لا تقتصر الأزمة حتى هنا فحسب، بل تعتمد صناعة السيارات الكورية على العديد من المواد الخام والمعادن المستوردة من روسيا وأوكرانيا وحتى الغازات.

 

وتوفر أوكرانيا غازات هامة ونادرة مثل النيون والكريبتون والزينون، ومعادن هامة مثل النيكل والألومنيوم، حيث تُعَدّ أوكرانيا هي الثالثة عالميًّا في إنتاجهم، وتنتج أيضًا أوكرانيا نحو 70% من غاز النيون الموجود في العالم الذي يُستخدم بشكل أساسي لصناعة العديد من القطع مثل الرقائق.

 

وتأثرت أيضًا العديد من الشركات الكورية الأخرى مثل سانج يونج بسبب الاعتماد الأساسي على عناصر الإنتاج الواردة من روسيا وأوكرانيا، بالإضافة إلى تواجد أكثر من 43 شركة كورية تعمل في روسيا وأوكرانيا مثل شركة هانكوك للإطارات والتكنولوجيا، وقال أحد المسئولين في كوريا إن العقوبات التي سوف تفرضها الولايات المتحدة والمنظمات الدولية على روسيا سوف تؤثر على اقتصاد العديد من الشركات الكورية، خاصة مع وجود أحد مصانع هيونداي في سانت بطرسبرغ.

 

 

صناعة السيارات الأوروبية وأزمة رينو

يبرز أسم رينو في هذه الازمة بسبب امتلاكها الحصة الأكبر في شركة لادا الروسية بحصة تبلغ نحو 67% من الشركة، بالإضافة إلى امتلاكها العديد من المصانع في روسيا، لتشير شركة رينو الفرنسية إلى تعليق بعض خطوط الإنتاج في المصانع الروسية بسبب نقص في إمدادات قطع الغيار من الدول المجاورة، ولتصرح شركة فولكس فاجن إلى توقف مصنعين في ألمانيا لبضعة أيام بسبب نقص أيضاً في إمدادات قطع الغيار من مصنع أوكرانيا.

 

صناعة السيارات الأوروبية وأزمة رينو

يبرز اسم رينو في هذه الأزمة بسبب امتلاكها الحصة الأكبر في شركة لادا الروسية بحصة تبلغ نحو 67% من الشركة، بالإضافة إلى امتلاكها العديد من المصانع في روسيا، لتشير شركة رينو الفرنسية إلى تعليق بعض خطوط الإنتاج في المصانع الروسية بسبب نقص في إمدادات قطع الغيار من الدول المجاورة، ولتصرح شركة فولكس فاجن إلى توقف مصنعين في ألمانيا لبضعة أيام بسبب نقص أيضًا في إمدادات قطع الغيار من مصنع أوكرانيا.

 

مدى تأثير الحرب على صناعة السيارات

تزداد العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الدول على روسيا بشكل مستمر في الوقت الحالي، والتي بسببها من الممكن أن نرى ردًّا من الجانب الروسي بقطع الإمدادات الخاصة بالمواد الخام والغازات التي تستخدم بشكل أساسي في العديد من الصناعات، بالإضافة إلى أن أوكرانيا لا تقل أهمية أيضًا في توريد المواد الخام والغازات الهامة لصناعة السيارات.

 

ومع رحلة تعافي سوق السيارات العالمية من أزمة نقص الرقائق ونقص قطع الغيار بسبب الجائحة، يبدو أننا على وشك مواجهة أزمة لا يمكن توقع مدى تأثيرها على صناعة السيارات، ولكن بالتأكيد سوف تفسد الخطط المستقبلية لصناعة السيارات، خاصة مع حاجة أوكرانيا إلى الوقت لتتمكن من التعافي من أثار الحرب والعودة إلى الإنتاج والتوريد مجددًا لكافة أنحاء العالم.

 

 

Invalid API key or channel ID.