لا شك أن التغيرات التي شهدتها صناعة السيارات خلال العامين الماضيين لم تشهدها الصناعة في عقود سابقة, حيث شاهدنا جميعا الهجوم و التسابق الشديد من اغلب شركات السيارات خصوصا الأوروبية منها علي تحويل جميع سياراتها إلى سيارات كهربائية بالكامل, و تشجيع الاتحاد الأوروبي لها من خلال وضع قانون يحرم بيع السيارات العاملة بمحركات احتراق داخلي بحلول عام 2035, لتقوم نفس تلك الشركات بالإعلان أن طموحها للسيارات الكهربائية كان اكبر من اللازم, و بدأت في تقليل إنتاج السيارات الكهربائية.
لكن ذلك لم يمنع أو يدفع الاتحاد الأوروبي لتغيير القرار الصادر بشأن تجريم بيع السيارات العاملة بمحركات احتراق داخلي في أوروبا بعد عام 2035, و في ذلك الصدد صرح وزير البيئة وأمن الطاقة الإيطالي كان من أوائل الأصوات التي هاجمت الاتحاد الأوروبي و طالبته بتغيير خطة منع بيع السيارات العاملة بمحركات احتراق داخلي في 2035.
صرح الوزير الإيطالي Gilberto Pichetto قائلا "أن حظر بيع السيارات العاملة بمحركات احتراق داخلي يجب ان يوقف, و يجب تغيير الخطة بشكل كامل, لأن رؤية الاتحاد الأوروبي قد فشلت بالفعل", و تابع وصفا خطة الاتحاد الأوروبي "بالسخيفة", و انه يجب ان يضع خطة جديدة أكثر عملية, وطالب الاتحاد بمراجعة الخطة الآن بدلا من الانتظار لميعاد المراجعة المعلن من خلال الاتحاد في 2026.
استند وزير البيئة الإيطالي في تصريحاته إلى عدة جوانب, من بينها أنه بدلا من إجبار دول الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين على منع بيع السيارات العاملة بمحركات الاحتراق الداخلي, يجب أن تحصل دول الاتحاد على الحرية والوقت الكافي للتحول إلى السيارات الكهربائية, وأوضح أن التحول بالكامل الى السيارات الكهربائية من المستحيل أن يتم خلال عشر سنوات, و أن الحل الوحيد هو في التحول بشكل تدريجي, وهو الهدف الذي سيكون أكثر واقعية من الخطة الحالية.
أوضح وزير البيئة الإيطالي , وعدد من مسئولي شركات السيارات و المسؤولين السياسيين المعترضين على الخطة, أن لمثل هذا القرار اثر سلبي للغاية قد يصل إلي تدمير صناعة السيارات الأوروبية, و ذلك لأن الشركات سوف تحتاج إلى الاستمرار في بيع نفس السيارة بنفس محرك الاحتراق الداخلي في جميع دول العالم, وهو الأمر الذي سيجعلها خارج المنافسة خصوصا بما تقدمة السيارات الكورية و الصينية حاليا.
يأتي ذلك بعد إعلان عدد كبير من الشركات الأوروبية عن تعديل خطتها للتحول الكهربائي, و على رأسها شركة فولفو والتي كانت من أولى الشركات التي أعلنت أنها ستقوم من نفسها بيع السيارات العاملة بمحركات احتراق داخلي في عام 2030, و منذ فترة أعلنت شركة مرسيدس بنز أيضا أنها كانت طموحة بشكل زائد فيما يخص أهداف السيارات الكهربائية, ويأتي ذلك بعد التباطؤ و التراجع الواضح في الطلب على السيارات الكهربائية, وزيادة الطلب على السيارات العاملة بمحركات احتراق داخلي.