تجربة م.أحمد عمار - القاهرة 

تصوير: عمر الشربيني 

أعلنت بورشه عن مشروع طراز ماكان لأول مرة عام 2010 تحت اسم مشروع ""Cajun لتخطط أن تكون سيارة "أصغر" من كايين تأتي من خمسة مقاعد من فئة السيارات الرياضية مُتعددة الاستخدامات SUV ذات الحجم المُدمج، ويتم بناؤها على قاعدة عجلات طراز أودي Q5.. لتقوم بعرض النسخة النهائية من هذا المشروع تحت اسمها النهائي الحالي "مكان" Macan عبر نافذة جناحها في معرض لوس أنجلوس وطوكيو في عام 2013، لتبدأ المبيعات في أوروبا بحلول عام 2014، ويتم بناؤها في مصنع الشركة بلايبزيج بجانب طرازات باناميرا وكايين.

هذا العام وصلت إلى الأسواق المصرية النسخة الأحدث من ماكان ذات المحرك الجديد ذي سعة 2 لتر الموزعة على أربع أسطوانات والمشحون توربينيًّا الذي سمعنا عن فكرة تقديمه منذ سنتين.. لتكون مجرد فكرة وجود طراز من بورشه بمحرك صغير السعة مثل هذا المحرك بمثابة خبر حزين أو "كابوس" لمحبي وعملاء العلامة الشتوتجارتية! فبورشه يجب أن تكون طرازاتها أفضل من الجميع! وقادرة على رسم الابتسامة على وجهك عبر جميع الطرازات التي تقدمها، فسيارة من بورشه بمحرك صغير السعة لهو أمر غير مرغوب فيه! حتى ولو كان سعر تقديمها أفضل في أسواق مثل السوق الصينية والسوق المصرية بسبب القوانين الجمركية، لكن عميل بورشه لن يرضى بالأداء "الجيد" يجب أن يكون أداءً رفيعًا ومتميزًا ومختلفًا عن المنافسين.

في هذه التجربة سننقل لكم شعرونا ورأينا في السيارة بشكل عام والمحرك وأداء السيارة الديناميكي، فيُمكن أن تبهرنا بورشه مرة أخرى ويمكن أن تحوّل هذا "الكابوس" إلى حلم جميل غير متوقع! عمومًا لا تتعجلوا واقرؤوا هذا التقرير بتمهل!.... ولكن لنحمّسكم.. يكفي أن تعرفوا أن هذا المحرك الصغير لهذا الطراز يستطيع استخراج قوة 252 حصانًا مع 370 نيوتن-متر كعزم أقصى للدوران! ليساعد السيارة في التسارع من السكون إلى سرعة 100 كم/ساعة في غضون 6.7 ثوانٍ فقط.

مُحرك بورشه الجديد.. فعال وأفضل من توقعاتك!

عندما أعلنت بورشه مؤخرًا أنها ستقدّم محركات جديدة من أربع أسطوانات كان الخبر بمثابة أمر محزن للكثير من عشاق العلامة الشتوتجارتية حول العالم كما قلنا، فهذا الخبر كان بمثابة الإعلان عن خطط وتوجهات الشركة المستقبلية في تصغير سعة محركاتها تماشيًا مع التوجهات العالمية لصانعي السيارات بصورة عامة وتوجه الشركة بصورة خاصة.

السيارة الرياضية الناجحة تُقدّم عبر مجموعة متكاملة من التجهيزات عبر خطة هندسية مدروسة ومتوازنة، والدليل على ذلك نجاح السيارات الألمانية وتفوقها على الطرازات الأمريكية بصورة واضحة عبر التاريخ.. على الرغم من أن طرازاتها تحمل محركات أصغر في السعة تكاد تكون تأتي "بنصف" سعة محركات الطرازات الأمريكية المنافسة! فسعة المحرك ليست أهم عوامل نجاحه، ولكن قوته وعزم دورانه ومدى "جدوى" استخدام هذه القوة وطريقة توزيعها على دورات المحرك هي العوامل التي ستحدد نجاح أو فشل المحرك الرياضي.. لذا لا تخافوا من المحركات ذات الأربع أسطوانات ولا من المحركات ذات السعات اللترية الصغيرة مثل محرك هذا الطراز الجديد المُقدّم من اسم عريق وناجح مثل شركة بورشه!

كما قلنا.. يأتي محرك طراز مكان بسعة لترين فقط موزعةً على أربع أسطوانات متتالية، مشحونًا توربينيًّا وبنسبة انضغاط داخلية متوسطة تبلغ 9.6:1.. ليستطيع هذا المحرك استخراج قوة 252 حصانًا في حيز دورات المحرك ما بين 5000 و6800 دورة في الدقيقة، مع عزم أقصى للدوران يبلغ 370 نيوتن-متر، يتم ظهورها في حيز الدورات ما بين 1600 و4500 دورة في الدقيقة.. ليتم توصيل هذه القوة إلى نظام الدفع الرباعي للعجلات الخاص ببورشه عن طريق صندوق السرعات الرياضي ذي السبع سرعات ونظام التعشيق المزدوج للتروس من فئة PDK.

مجموعة مهمة من التجهيزات القياسية والحصرية لبورشه ماكان

تزوّد نسخة ماكان الموفرة للسوق المصرية بالعديد من الأشياء المهمة من التجهيزات القياسية، نذكر منها نظام التحكم في الطقس ثلاثي المناطق "منطقتين لركاب الصف الأمامي ومنطقة ركاب الصف الخلفي"، ونجد النظام الصوتي من فئة Sound package plus الذي يأتي بعشرة مكبرات للصوت ووحدة مضخم للصوت Sub woofers، لتبلغ قدرة هذا النظام 150 واطًّا.. ليكون هذا النظام هو مجرد البداية أو النظام القياسي الموفر لمكان.. لكنّ هناك خياريْن أفضل وأكثر قوة وفاعلية ولكن يأتوا بصورة اختيارية، ليتمثّل الخيار الأول في نظام صوتي من BOSE بقدرة 665 واطًّا عبر 14 مكبرًا للصوت مع وحدة تضخيم للصوت نشطة، وذلك مع توصيل هذا النظام مع النظام الترفيهي وعرض المعلومات الخاص ببورشه من فئة PCM والذي يدعم تشغيل ملفات الموسيقى والأفلام، هذا مع توفير نظام إلغاء الضوضاء المتطور.

أفضل الأنظمة الصوتية الاختيارية الموفرة لبورشه ماكان، تتمثل في النظام الصوتي الاحترافي من Burmester الذي يأتي بقدرة 1000 واط و16 مكبرًا للصوت، مع وحدة نشطة لتضخيم الصوت Subwoofers بقدرة 300 واط، ليوفّر هذا النظام تجربة صوتية فريدة لا مثيل لها من وجهة نظرنا! إذ قمنا بتجربة نسخ شبيهة من هذا النظام في الكثير من طرازات بورشه التي قمنا بتجربتها سابقًا.

بالنسبة إلى العجلات المعدنية، يوفّر هذا الطراز قياسيًّا بإطارات معدنية قياس 18 بوصة، مع توفير خيارات أخرى قياس 19 و20 بل و21 بوصة! لكني أرى أن الخيار القياسي ذا الـ18 بوصة هو خيار أكثر من كافٍ ومريح تمامًا للاستخدام على طرقنا المصرية المريحة والجميلة!

وحدة اتصالات بورشه PCM من الجيل الجديد

تزود بورشه لمكان الجيل الأحدث من نظام التحكم بالاتصالات الخاص بالشركة والمسمى بـPCM الذي يوصل بشاشة عرض للبيانات عالية الدقة وتعمل باللمس بقياس 7 بوصات، لتستطيع التحكم عبرها في النظام الصوتي ونظام عرض المعلومات والاتصالات بالتوازي مع وحدة التحكم الدائرية المُثبتة في شريط الأدوات الوسطي، مع العلم بأن هذا النظام يوفّر مخارج لتوصيل الأجهزة المحمولة من فئة USB وAUX، هذا بالإضافة إلى وحدة الاتصالات اللاسلكية Bluetooth ووحدتين لقراءة كروت تخزين المعلومات من فئة SD Cards، وطبعا سنجد مشغل الأسطوانات الذي يدعم أقراص CD وDVD.

يتوفر لهذا النظام تجهيزات "اختيارية" مهمة، مثل نظام الملاحة الإلكتروني ونظام التحكم عبر الأوامر الصوتية ونظام التوصيل بهواتف شركة Apple الأمريكية الشهيرة من فئة CarPlay، وأخيرًا تجهيزات Connect plus التي تتضمّن عرض حالة زحام الشوارع بصورة لحظية عبر برنامج GOOGLE Earth وGOOGLE Street view، لكنك يجب أن ترجع إلى وكيل الشركة للتأكد من إمكانية تشغيل هذه الإمكانية في مصر أم لا.

تجهيزات مهمة لرفع مستويات الأمن والسلامة لبورشه ماكان

تزود جميع نُسخ ماكان بوسائد هوائية لركاب الصف الأمامي بجانب ستائر الوسائد الهوائية لركاب الصفوف الأمامية والخلفية، وذلك كتجهيزات قياسية، مع ربط السوائد الهوائية بحساسين متطورين في كل صادم سيقومان بإرسال إشاراة وقت الاصطدام وذلك بجانب إشارات أخرى من نظام التعليق ومعدل تباطؤ السيارة، لتقوم وحدة إلكترونية بالتنبه إذا كانت السيارة ستنقلب جراء الاصطدام أم لا، لا قدّر الله.

توفّر بورشه نظامها المتطور لحفظ الاتزان PSM “Porsche stability management” كتجهيز قياسي أيضا لمكان.. ليقوم هذا النظام بالتحكم في عملية كبح كُل عجلة من عجلات السيارة الأربعة على حدة، مع تجهيز المكابح الفجائية ونظام منع انغلاق المكابح لأفضل اتزان وأعلى معدلات الأمان في أثناء قيادة السيارة.

بالنسبة إلى أنظمة الإضاءة القياسية والاختيارية التي توفرها بورشه لمكان من أجل أفضل مستويات رؤية الطريق لأعلى معدلات الأمن والسلامة، نجد على سبيل نظام الإضاءة النهاري من فئة LED كتجهيز قياسي، ويأتي ليعمل بالتوازي مع نظام الإضاءة الهالجوني القياسي أو مع نظام الإضاءة الغازي الاختياري من فئة BI Xenon.

لا تقف اختيارات أنظمة الإضاءة على ذلك، إذ توفّر بورشه نظام الإضاءة الكامل العامل بتقنية LED كتجهيز اختياري والذي يوفر أربع نقاط للإضاءة بداخل المصابيح الأمامية من أجل أفضل معدلات للإضاءة على الإطلاق، وُيدعم بنظام بورشه للتحكم الديناميكي في الإضاءة PDLS Plus “Porsche dynamic light system plus” الذي يقوم بالتحكم الحركي في المصابيح حسب زاوية الدخول للمنعطفات.. فإن كنت ستدخل منعطفًا يمينًا ستقوم وحدات الإضاءة في المصابيح بالانعطاف يمينًا من أجل أفضل معدلات الرؤية في أثناء دخول المنعطف، وهكذا.. مع العلم بتوفر نظام التحكم الديناميكي كتجهيز اختياري أيضًا مع نظام الإضاءة الغازي Bi Xenon.

انطباعاتنا لتجربة بورشه ماكان

في البداية، يجب أن نأخذ في الاعتبار أن هذا الطراز من فئة SUV المُدمجة بني في الأساس ليكون طرازًا عمليًّا مُعدًا للاستخدام اليومي الممتاز وباعتمادية عالية، وطبعًا مع نفس رياضي واضح لحمله اسم وشعار شركة مثل بورشه.. فهو طراز للعائلة لكن بنَفَس رياضي وليس العكس.. فسيكون غير منطقي مقارنته بطرازت الشركة الرياضية الخالصة الأصلية.. ولكنني سأضعه في المنافسة مع طراز مثل رينج روفر إيفوك وسأعتبره الأخ الأصغر حجمًا لطراز كايين من بورشه.

يستطيع هذا الطراز التسارع من السكون إلى سرعة 100 كم/ساعة في 6.7 ثوانٍ فقط، وتقل إلى 6.5 ثوانٍ في حالة تزويد الطراز بمجموعة Sport Chrono package الرياضية.. وهذا مع القدرة للوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 229 كم/ساعة، لتكون أوّل انطباعاتي لتجربة السيارة ولمدة ساعتين أن السيارة "أسرع" من توقعاتي وجيدة بصورة لم أتوقعها.. خصوصا في رد فعلها ومعدلات تماسكها لتشعر بأن قدرتها الرياضية "أوضح" من طراز كايين الأكبر حجمًا، لأعتبره بعد التجربة طرازًا فريدًا وصاحب شكل خاص وليس مجرد "أخ أصغر" لكايين.. ليرسم هذا الطراز الابتسامة على وجهك مع كل منعطف حاد.. مع قدرتي على الوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 220 كم/ساعة بمنتهى السهولة.. ليكون هذا الأداء هو "أعلى" من احتياجاتك اليومية إن اعتبرنا أنك لا تمتلك سيارة رياضية قوية أخرى للاستخدام في عطلة نهاية الأسبوع.. وطبعًا هو ذو قوة كافية وأداء جيد للغاية للاستخدام بصورة يومية إن كنت من المخضرمين من أصحاب السيارات الرياضية العنيفة.

يوفّر هذا الطراز وضعية جلوس رياضية منخفضة ومريحة للقائد.. مع مساحات محدودة قليلًا لركاب الصف الخلفي إن كنت من أصحاب الأحجام الكبيرة مثلي.. ولكن المساحات الخلفية ستكون جيدة للأطفال والركاب من الأحجام "الطبيعية"، فهذا الطراز أفضل في القيادة بصورة لا تحتمل الشك عند مقارنته بطراز رينج روفر إيفوك.. مع تفوق المنافس الإنجليزي من ناحية المساحات الداخلية نوعًا ما.. أما بالنسبة إلى أنظمة التعليق، فنظام تعليق بورشه مكان أقل قساوة من رينج روفر إيفوك.. وأكثر راحة في العموم.. ليُمكن أن يكون السبب الرئيسي في تجهيز بورشه مكان بعجلات معدنية قياس 18 بوصة وهي عجلات "أصغر" من مثيلتها في نسخة إيفوك التي قمت بتجربتها.

عندما نقارن بين بورشه ماكان ورينج روفر إيفوك بالنسبة إلى العملية واستغلال المساحات الداخلية.. أو بمعنى أدق عند اختيار السيارة "الأكبر" و"الأوسع" يجب في البداية أن ندرس أبعاد السيارتين.. فرينج روفر إيفوك أطول وأكثر عرضًا من بورشه ماكان ولكن قاعدة عجلاتها "أقصر" من مثيلتها في طراز بورشه.. فماكان تحصل على قاعدة عجلات بطول 2.807 م وتحصل رينج روفر إيفوك على قاعدة عجلات بطول 2.660 م فقط.. مع العلم بأن طراز طراز رينج روفر يأتي "أعلى" ارتفاعًا عن الأرض، ليبلغ ارتفاعه 1.635 م بالنسبة إلى 1.642 م لمكان.. تأتي مكان بحقيبة خلفية ذات سعة تخزينية تبلغ 500 لتر من الأمتعة مقارنة بـ420 لترًا فقط لإيفوك.. ففي النهاية نستطيع أن نقول إن طراز رينج روفر يأتي بحجم وأبعاد خارجية أكبر وأكثر وضوحًا من إمكان.. مع حصول مكان على حقيبة خلفية أكبر في السعة.. وهذا بجانب "إحساسي" بأن طراز إيفوك يوفر مساحات أفضل لركاب الصف الخلفي.

في النهاية، أستطيع أن أنصحكم بطراز بورشه ماكان إن كنت ستسخدم السيارة بصورة أساسية في داخل المدينة أو في السفر الطويل، وهذا بالطبع إن كنت تريد السيارة "الأسرع" والأكثر "رياضية"، أما إذا تحدثنا عن "الأناقة" وعن الاستخدام العنيف على الطرق غير الممهدة.. فيجب أن لا ننسى أن رينج روفر هي في الأغلب الخيار "الأفضل" لكن مَن يعلم! بجب علينا أن نقوم بتجربتهما مع بعضهما البعض ولكن هذا سيكون في تجربة أخرى بإذن الله.

البطاقة الفنية لطراز بورشه ماكان