العالم يعيش أصعب الأوقات تحديًا بسبب الأزمات السياسية وارتفاع أسعار النفط بسبب منظمة أوبك وأوبك بلاس. تأثير قرار تقليل انتاج النفط على أسعاره وردود فعل الولايات المتحدة وتوقعات بعدم تأثير كبير.
لا شك أن العالم أجمع يعيش فترة من أصعب وأكثر الأوقات تحديًّا، وذلك بسبب الأزمات السياسية الحالية بين الكثير من الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين وغيرها، وكما نعلم جميعًا يُعَدُّ النفط أو الوقود من أهم الجوانب الأساسية لكل هذه الدول، والذي شهدت أسعاره ارتفعات ضخمة بالأشهر القليلة الماضية، خصوصًا بالولايات المتحدة الأمريكية، ولكن بشهر سبتمبر انخفضت الأسعار بشكل كبير بعد إعلان منظمة أوبك OPEC زيادة إنتاجها من النفط بواقع 100 ألف برميل، لكن اليوم تقوم منظمة أوبك أو أوبك بلاس بالإعلان عن قرار جديد بخفض انتاج النفط يوميا بواقع 2 مليون برميل .
منظمة أوبك هي تحالف بين الدول الـ 13 المنتجة للنفط حول العالم، والتي تضم بالطبع المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، الجزائر، ليبيا، الكويت، إيران وغيرها، وكان مقرها الأساسي في مدينة بغداد بالعراق، وتم نقله بعد ذلك إلى مدينة فيينا في أستراليا، أما منظمة أوبك بلاس فهي تضم عشرة دول كبيرة أخرى مثل روسيا، وهي المنظمات التي تتحكم بأكثر من 40% من إنتاج النفط اليومي بالعالم.
الأمس الأربعاء بتاريخ 5-10-2022 أعلنت منظمة أوبك في اجتماعها الأول منذ أزمة كورونا في عام 2020 بمدينة فيننا، أنها سوف تخفض الإنتاج بمقدار 2 مليون برميل يوميًّا، لينخفض الإنتاج العالمي من 43 مليون برميل إلى 41 مليون برميل، وأوضحت عدة تقارير من CNN أن هذا الرقم يُمَثِّل حوالي 2% من الاحتياج العالمي للنفط يوميًّا، ويُعَدّ التخفيض الجديد الأضخم من نوعه من أزمة انتشار فيروس كورونا، ويأتي القرار بالرغم من المطالبات الأمريكية المتكررة بزيادة النفط منذ عدة أشهر.
بعد الإعلان مباشرة ارتفعت أسعار النفط «خام برنت» بنسبة 1.5% لتصل إلى 93 دولارًا أمريكيًّا، وهي ليست الزيادة الأولى بالفترة الأخيرة، حيث ارتفع السعر بنسبة 1.7% قبل اجتماع منظمة أوبك بأيام، ليصل إلى 88%، وحسب التقارير العالمية فقد ارتفع سعر الوقود بالولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 4% ليصل سعر الجالون إلى 3.67 دولار، وتوقعت التقارير أنها سوف توصل الارتفاع مرة أخرى، وذلك بالرغم من أن تخفيضات الإنتاج سوف تبدأ في شهر نوفمبر المقبل ولم تبدأ حتى الآن، ولكن توقعت التقارير أن ترتفع أسعار النفط عالميًّا أيضًا.
انتقدت الإدارة الأمريكية وعلى رأسها الرئيس بايدن قرار منظمة أوبك، ووصفته بأنه مخيب للآمال، وسوف يتسبب في كارثة عالمية، بالإضافة إلى وصفه بأنه قرار قصير النظر، وأنه سوف يؤثر بالسلب على الدول النامية، والتي تعاني بالفعل من ارتفاع أسعار الطاقة بشكل ضخم، بينما صرَّحت منظمة أوبك أن القرار قد جاء بسبب حالة عدم اليقين التي تخيم على الاقتصاد العالمي بشكل عام، وسوق النفط بشكل خاص، وتوقعت التقارير أن المنظمة تريد أن تتفادى قلة الطلب المتوقعة بالأشهر القادمة على النفط بسبب الأزمات في أوروبا والولايات المتحدة والصين وغيرها.
يُرجح الكثير من المحللين السياسيين أن قرار منظمة أوبك قد جاء للضغط على البيت الأبيض والولايات المتحدة وغلق أزمة سياسية قبل انتخابات الكونجرس الأمريكي، والتي ستقام بعد أقل من شهر واحد، وذلك لأن ارتفاع أسعار النفط سوف يواصل الضغط على الإدارة الأمريكية واستهلاك الاحتياطي، مما سوف يتسبب في مواصلة رفع الفائدة على الدولار، مما سوف يتسبب في استمرار ارتفاع التضخم بنسبة تزيد عن 9%، وهي الأزمات التي كان يحاول البيت الأبيض تفاديها طوال الأشهر الماضية.
على الجانب الآخر توقع الكثير من المحللين الاقتصاديين بمنظمة Rystad Energy أن قرار تخفيض الإنتاج الجديد لن يؤثر على الأسعار بشكل كبير، حيث إن إنتاج دول منظمة أوبك يقل عن الهدف المعلن بحوالي 3 ملايين برميل يوميًّا، وأن النفط سوف يتوفر بكثرة في الأشهر المقبلة، وسوف يواجه قلة بالطلب، مما سوف يقلل تأثير القرار الجديد على رفع الأسعار بشكل عام.
