تقرير / جورج اندراوس

شهدت الصناعة بشكل عام وصناعة السيارات بشكل خاص الكثير من التحديات والمشاكل الضخمة بالسنوات الأخيرة، وذلك بسبب أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد، والتي تسببت في الكثير من الأزمات فيما يخص سلاسل الإنتاج والموردين، وبالطبع الأزمة الأهم والأشهر إعلاميًّا بأزمة نقص أشباه الموصلات، والتي كانت المؤثر الأكبر والأكثر قوة على إيقاف وتعطل إنتاج السيارات لدى أكثر من 90% من مصنعي السيارات بمختلف البلاد.

أزمة نقص جديدة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية

وبالشهور القليلة الأخيرة ظهرت بارقة أمل أن الأزمة في طريقها إلى الحل، لكن من الواضح أن الأزمات لن تتوقف عن مهاجمة صناعة السيارات، حيث أعلنت دراسة مُقدمة من مركز أبحاث السيارات Center for Automotive Research الأمريكي، أن صناعة السيارات سوف تتعرض لموجة جديدة من نقص أشباه الموصلات، وذلك بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية التي بدأت منذ أسابيع.

أوكرانيا وروسيا المورد الأساسي لمادة النيون

وذلك لأن أوكرانيا وروسيا يعدان المورد الأساسي لنسبة تصل إلى 70% من النيون Neon، والذي يُعَدّ المغذي الأساسي لمكاينات الليزر، والتي تُستخدم في صناعة أشباه الموصلات لدى جميع الموردين حول العالم بشكل عام، وبالولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص، والتي سوف تتوقف بالتأكيد بسبب الأزمات السياسية الضخمة بين روسيا والولايات المتحدة حاليًّا.

أزمة يتوقع حدوثها على المدى البعيد

الجدير بالذكر، أن الدراسة أوضحت أن الأزمة قد لا تظهر بوقت قريب، حيث إن مصنعي أشباه الموصلات توقعوا حدوث الأزمة، وقاموا بتخزين كميات ضخمة من المواد المستوردة من أوكرانيا وروسيا، ولكنها لن تستطيع تلبية الاحتياج لأكثر من ستة أشهر، وأوضحت أيضًا أنه حتى بعد انتهاء الأزمة والحرب، فسوف يتأثر تصنيع هذه المواد بشكل كبير، لأن أوكرانيا تستورد الكثير منها من روسيا، مما سيؤدي إلى زيادة الأسعار بشكل ضخم، والتي بالطبع ستؤثر على أسعار جميع المنتجات التي تستخدم أشباه الموصلات.

هل نعود لما كنا عليه العام الماضي 2021؟

بالإضافة إلى أن روسيا هي المورد الأساسي للكثير من المواد المستخدمة بالكثير من صناعات التكنولوجيا مثل النيكل، الصلب، البلاديوم وغيرها، لذلك توقع رئيس مركز أبحاث السيارات Carla Bailo، «بالطبع، سيبحث الناس عن مصادر بديلة للنيون بأسرع ما يمكن - لكن هذا ليس أمرًا سهلًا يمكن الحصول عليه في أي وقت». «في النهاية، إذا لم تأتِ أشباه الموصلات، فسنعود إلى ما كنا عليه العام الماضي».