بقلم/ طارق عبدالله.

"الأمر غير منطقي على الإطلاق!"

دايفيد دافيس, كونستابل (شرطي دورية) سابق.

بعد إنفاق 1.5 مليون جنية إسترليني, ما يوازي أكثر من 31 مليون جنية مصري, الشرطة الإنجليزية تعترف بفشل تجربة السيارات الكهربائية كسيارات نجدة و طوارئ و دوريات .. و تخصصها فقط للتوصيل و الأعمال الإدارية.

الجدير بالذكر, ان الحكومة الإنجليزية كانت قد انفقت كل ذلك المبلغ سابق الذكر من أجل شراء أسطول من السيارات الكهربائية من طراز بي ام دابليو i3.

و مع التجربة الواقعية, وجدوا ان السيارات الكهربائية تستغرق زمن كبير للغاية لشحن السيارة. و كثيراً ما تصادف وجود نداء إستغاثة او طوارئ أثناء عملية شحن السيارة التى قد تصل الى عدة ساعات. و للآسف, على الشرطي تفويت ذلك النداء و تركة لزملائه!

على الصعيد الآخر, تمتلك السيارات الكهربائية بشكل عام سرعات قصوى محددة إلكترونياً يتمثل معظمها في 180 كم/ٍساعة فقط. في حين تمتلك السيارات ذات محركات الإحتراق الداخلي سرعات قصوى أكبر من ذلك القدر.

حتى و ان افترضنا جدلاً, ان السيارات ذات محركات الإحتراق الداخلي محل المطاردة تمتلك نفس السرعة القصوى –و هو الأمر قليل الحدوث- فإن السيارات ذات محركات الإحتراق الداخلي تمتلك مدى سير أعلي من مثيلتها الكهربائية التي ينهار مدى السير الخاص بها لمجرد الوصول لسرعات قصوى.

و نذكركم بسيارة الشرطة من نوع تسلا موديل S التى نفذت من الطاقة أثناء مطاردة مجرم في الولايات المتحدة الأمريكية!

و كان أيضاً من ضمن الأسباب التى ساعدت الشرطة في هذا القرار, هو مدى الخطورة التي تقع علي السيارة الكهربائية في حالة الإصطدامات العنيفة. اذ تتمركز البطاريات في أرضية السيارة, مع خطورة و إحتمالية أكبر في حدوث إنفجار عند الإصطدامات العنيفة أثناء المطاردات, عن السيارات ذات محركات الإحتراق الداخلي. حيث يشغل خزان الوقود مساحة أصغر و حماية بطريقة أفضل و إحتمالية أقل في وقوع الإضرار على ذلك المكان بالتحديد.

كما أعرب العديد من الضباط المتخصيين من إنزعاجهم من هذا الأمر بشكل عام. حتي قررت الشرطة إحالة كل ذلك الأسطول الى الأعمال الإدارية كالتوصيل و غيره. و إنتظار صناعة السيارات الكهربائية في التطور بشكل عام حتى تتحول بالكامل الى سيارات ذات محركات كهربائية. حيث ان المشكلة لا تتمثل في سيارة كهربائية بعينها, و لكن في فكرة السيارات الكهربائية بشكل عام.

شاركنا الرأي!