بقلم/ طارق عبدالله.

بإنتاج أستمر أكثر من 50 عاماً, بواقع مبيعات أكثر من 45 مليون نسخة, إنها السيارة الأكثر مبيعاً في تاريخ صناعة السيارات بالكامل, تويوتا كورولا!

مما لا شك فيه, انك او احد أفراد أسرتك قد امتلكت او امتلكوا سيارة من نوع تويتا كورولا يوماً ما. ان خرجت من بيتك لأى سبب, ستجد ان تقريباً كل شارع ستمر فيه, يحتوي على سيارة من نوع تويوتا كورولا. اذا أراد أحدهم شراء سيارة ذات إعتمادية و أعطال قليلة, ستجد الرد فوراً تويوتا كورولا.

ما السر وراء كل تلك المبيعات؟ ما هو سبب تلك الإعتمادية؟ ما هى الجوائز و الألقاب التي حصلت عليها تلك السيارة؟

أصول تويوتا كورولا.

بداية من عام 1966, حيث خرج لنا الجيل الأول من تويوتا كورولا, صنعت تلك السيارة لتكون سيارة الشعب بالكامل. و الأهم, انها صنعت لتبقى!

كان الهدف الأول من كورولا, هو صناعة سيارة ذات مساحات جيدة و مستوى راحة متميز, مع إعتمادية فائقة حتى تستمر في العمل لسنين طويلة.

و في أول جيل لها, إتسمت السيارة بوجود مقاعد خلفية مريحة, مع مساحات رأس و ركبة جيدة, و أخيراً, كرسي مريح للسائق.

3 أعوام فقط, كانت المدة الكافية للجيل الأول من تويوتا كورولا حتى تصبح السيارة الأكثر مبيعاً في دولة اليابان بالكامل. و من هنا, ذاع الصيت لكل الدول المجاورة, و تزايد الطلب بشكل كبير للغاية على تلك السيارة.

في خلال عامين فقط بعد إصدار الجيل الأول من كورولا, وصل الإنتاج السنوي من كورولا فقط, الى 1.1 مليون سيارة في العام الواحد!

و بلغت مبيعات السيارة المليون الأول لها عام 1970, بعد ان بدأ التصدير الي أمريكا الشمالية.

حتى حصلت السيارة على لقب السيارة الأكثر مبيعاً في تاريخ منذ عام 1997 حينما وصل إجمالي المبيعات الي 22.65 مليون نسخة. و الي يومنا هذا, لا تزال تحمل السيارة نفس اللقب بدون أدنى نوع من أنواع المنافسة.

تم تصنيع كورولا في العديد و العديد من بلاد العالم المختلفة, فمثلاً, منذ عام 1988 و حتى عام 2006, تم صنع كورولا في مصنع Burnaston  الكائن في Derbyshire  في إنجلترا.

هذا بجانب صناعتها مثلا في تركيا, و جنوب إفريقيا, و غيرها.

التاريخ من الجيل الأول, و حتى الجيل الحاضر.

و سنستعرض معكم حالياً كافة الأجيال الخاصة بتويوتا كورولا بداية من نشأتها, و حتى الجيل حالي. مع نبذة بسيطة و أهم السمات الخاصة بكل طراز.

الجيل الأول من عام 1966-1970.

تميز الجيل الأول بمستوي راحة و مساحات خلفية جيدة. و تم تقديمة بنسخة الأربع أبواب و نسخة البابين فقط ذا مظهر رياضي.

مع ناقل حركة يدوي رباعي السرعات, و نظام تعليق من نوع ماكفرسون. الأمر الذي لم يكن مألوفاً علي السيارات اليابانية في تلك الفترة إطلاقاً.

الجيل الثاني من عام 1970-1974.

كان المهندسين و المصممين مطالبون بالحفاظ على مستوى الجودة والتميز الذي حظي به الجيل الأول من السيارة. و تم تقديم تلك النسخة مع نظام تعليق خلفي من النوع الورقي, و لكن بقياسات أطول لتوفير راحة أفضل, و في منتصف عمر ذلك الطراز بعد عامين, تم توفير السيارة بعدد 4 أنواع من التصنيفات الخارجية مثل الكوبية و ما شابة. هذا في وجود محرك 2T-G, لتصبح بذلك الخيار الأمثل للسيارات الرياضية في تلك الفئة.

الجيل الثالث من عام 1974-1979.

كان التحدي في هذا الجيل, هو مواكبة المعايير الجديدة لمعدلات الإنبعاثات الخاصة بالدول الأوروبية. و تولت مصانع تويوتا في أستراليا تلك المهمة. مع العلم, بان تلك التقنيات التى تم إبتكارها في هذا الوقت لتقليل معدلات الإنبعاث, يتم إستخدامها حتى يومنا هذا في الأجيال الحالية من كورولا!

الجيل الرابع من عام 1979-1983.

لمواكبة أزمة الوقود العالمية في تلك الفترة, تم تقديم السيارة لأول مرة بمحرك عامل بوقود الديزل سعة 1800 سي سي. لتوفر بذلك أداء جيداً لمحبي السرعة, مع معدلات جيدة من إستهلاك الوقود. هذا بجانب نظام تعليق مكون من أربع وصلات.

الجيل الخامس من عام 1983-1987.

يعد هذا الجيل من أهم أجيال كورولا علي الإطلاق, و يرجع السبب وراء ذلك في النجاح الرياضي الساحق التى حققته تلك السيارة في سباقات الرالي, كما لعبت دوراً أساسياً و محورياً في صناعة رياضة الدريفت التي نشهدها حالياً. تمثل تلك السيارة الأب الروحي بالنسبة للسيارات الحالية لعشاق تلك الرياضة. و تم تقديم السيارة بمحرك سعة 1.5 لتر و محرك سعة 1.6 لتر.

كما كانت تلك المرة الأولى التي تقدم فيها تويوتا كورولا بنظام الدفع الخلفي للعجلات.

الجيل السادس من عام 1987-1991.

كان هذا الجيل هو كلمة السر و مفتاح التطور في حياة تويوتا كورولا. شهد هذا الجيل أكثر من 2000 تحديث مختلف في السيارة بالكامل. أصبحت السيارة أكثر راحة و أكثر عزلاً للضوضاء الخارجية مع خامات جيدة داخلياً في المقصوره كلها.

و بذلك, أصبحت تلك السيارة هى الأكثر راحة و فخامة من كل الأجيال السابقة لذلك الجيل.

الجيل السابع من عام 1991-1995.

كان الهدف من وراء هذا الجيل, هو إجراء التحسينات الخاصة بالتفاصيل الصغيرة في السيارة. حيث تم الإهتمام بالخطوط العريضة في الجيل السابق بالفعل.

الجيل الثامن من عام 1995-2000.

لعب هذا الجيل دوراً محورياً في الحفاظ على البيئة و تقليل معدلات الإنبعاثات مرة أخرى. حتى أصبح هذا الجيل هو السيارة الأكثر مبيعاً في اليابان بالكامل!

الجيل التاسع من عام 2000-2006.

خالد الذكر, الجيل التاسع.

يمتلك هذا الجيل شعبية جارفة و غير معقولة في جمهورية مصر العربية.

كان يجب على هذا الجيل مواكبة المعايير الجديدة التي ستسير عليها السيارات في القرن ال21. حيث تم تصميم هذا الجيل حرفياً من الصفر و الى النهاية فى أوروبا. و إشتهر هذا الجيل بتوفير إعتمادية إستثنائية و تحمل لكامل و شتى الظروف.

الجيل العاشر من عام 2006-2013.

كان هذا الجيل مميزاً بسبب انه الجيل العاشر من السيارة بشكل عام, كما انه يحمل ذكرى مرور 40 عام على بناء الجيل الأول من تلك السيارة.

و حمل هذا الجيل لغة التصميم الجديدة التي ستبدأ كورولا في تبنيها بشكل عام.

الجيل الحادي عشر.

احتوى هذا الجيل علي العديد من المواصفات المميزة في الأمن و السلامة, مع تكنولوجيا و راحة أفضل.

الجيل الثاني عشر.

حمل هذا الجيل قاعدة بناء جديدة تحمل اسم GAC. و تحمل السيارة خطوط تصميمية مختلفة و متفردة عن كل الأجيال السابقة. مع تكنولوجيا أفضل و معدلات أمن و سلامة أقوى.

على مدار أكثر من 50 عاماً, حصلت تلك السيارة على ثقة سكان كوكب الأرض بأكمله. بكل بساطة, تلك السيارة قد إنتهجت نهجاً معيناً و سارت عليه بخطى ثابتة دون حياد. حتى أصبحت بذلك, السيارة الأكثر مبيعاً بالتاريخ!

لم تأت كل تلك النجاحات قبيل الصدفة, او قبيل الحظ و التوفيق. كل ذلك نتاجاً للإجتهادات و التطوير المستمر و الخطط و الرؤية الواضحة للمشاريع المستقبلية.

شاركونا الرأي!