مشروع تطوير مراكز صيانة السيارات الكهربائية والخضراء بين مصر وكوريا خطوة مهمة نحو دعم الصناعة المستدامة، يهدف لتأهيل الفنيين وتحديث المعدات والمناهج في 4 مراكز تدريب رئيسية حتى عام 2030
في إطار الجهود المستمرة لتطوير التعليم الفني ومواكبة التحول العالمي نحو صناعة السيارات الصديقة للبيئة، وافق مجلس الوزراء المصري مؤخرًا على مشروع قرار رئيس الجمهورية بشأن الخطابات المتبادلة الخاصة بمنحة دعم مشروع "تطوير تكنولوجيا صيانة السيارات الخضراء لمراكز التدريب المهني في مصر"، بالتعاون مع جمهورية كوريا الجنوبية.
يأتي المشروع لصالح مصلحة الكفاية الإنتاجية والتدريب المهني التابعة لوزارة الصناعة، ليستفيد منه أربع محافظات رئيسية هي القاهرة، الجيزة، الغربية، والإسكندرية، على مدار سبع سنوات كاملة، ضمن خطة شاملة لتحديث وتطوير مراكز التدريب الفني لصيانة السيارات التقليدية والكهربائية والهجينة.
مشروع وطني لتحديث مراكز التدريب وبناء الكفاءات الفنية
يهدف المشروع إلى تطوير نظام تدريبي متكامل ومستدام يرفع من جودة التدريب المهني، ويلبي احتياجات سوق العمل المحلي والدولي.
ويتضمن البرنامج تصميم مناهج جديدة قائمة على الكفاءة تتماشى مع التطورات الحديثة في قطاع السيارات، إلى جانب تدريب المدربين والإداريين داخل المراكز من خلال برامج مكثفة داخل مصر وخارجها، لضمان نقل المعرفة التقنية الحديثة بشكل فعّال.
كما يشمل المشروع توفير معدات تدريب متطورة ومحاكيات تشغيل حديثة، تتيح للمتدربين اكتساب الخبرة العملية اللازمة في بيئة تحاكي أحدث تقنيات صيانة السيارات الكهربائية والهجينة، مع إنشاء نظام تعاون بين المراكز التدريبية والشركاء الصناعيين لضمان توافق برامج التدريب مع احتياجات السوق.
توقيع مذكرة تفاهم جديدة بين مصر وكوريا لتوسيع نطاق المشروع
ومنذ أسابيع قليلة، شهد الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، توقيع مذكرة تفاهم جديدة بين الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والسيد كيم يونج هيون، سفير كوريا الجنوبية بالقاهرة، بشأن مشروع تطوير تكنولوجيا صيانة السيارات الخضراء في أربعة مراكز تدريب مهني تابعة لمصلحة الكفاية الإنتاجية.
جاء التوقيع في حضور اللواء مهندس إيهاب رمضان، رئيس المصلحة، ويمثل المرحلة الثانية من التعاون المصري الكوري في هذا المجال، بتمويل منحة قدرها 10 ملايين دولار مقدمة من الوكالة الكورية للتعاون الدولي "كويكا"، على أن يمتد المشروع لمدة خمس سنوات تنتهي عام 2030.
تطوير 4 مراكز رئيسية للتدريب المهني في مصر
تشمل المراكز المستهدفة في المرحلة الجديدة:
ويهدف التعاون إلى تحديث المعدات والمنشآت، وتطوير المناهج الخاصة بمهن صيانة السيارات التقليدية ودهان الهياكل، إلى جانب إدخال تخصصات جديدة في صيانة السيارات الصديقة للبيئة مثل الكهربائية والهجينة والسيارات العاملة بالغاز الطبيعي.
كما ستتضمن الخطة تدريب المدربين المصريين على مرحلتين — الأولى في كوريا الجنوبية، والثانية داخل مراكز التدريب بعد تركيب المعدات الجديدة — إلى جانب إيفاد خبراء ومتطوعين كوريين لدعم عمليات التدريب الميداني في مصر.
كامل الوزير: المراكز أصبحت نموذجًا متقدمًا لتأهيل الفنيين
وخلال مراسم التوقيع، أكد الفريق كامل الوزير أن التعاون المصري الكوري في تطوير مراكز التدريب المهني بدأ منذ أكثر من عقدين، حتى أصبحت تلك المراكز من أكثر المؤسسات تقدمًا في مجال تدريب الفنيين في قطاع السيارات، مشيرًا إلى أن المرحلة الجديدة من المشروع ستركّز على نقل خبرات كوريا في صيانة السيارات الكهربائية والهجينة.
وأوضح الوزير أن الوزارة تعمل على توفير أنظمة محاكاة متطورة لتدريب الفنيين على إصلاح بطاريات السيارات الكهربائية، مؤكدًا استعداد وزارة الصناعة لتقديم كل سبل الدعم الفني والإداري لضمان تنفيذ المشروع بأعلى كفاءة.
كما دعا الوزير الجانب الكوري إلى تشجيع المستثمرين الكوريين على ضخ استثمارات جديدة في مصر في مجال تصنيع السيارات ومكوناتها، خاصة الإطارات والزجاج، للاستفادة من السوق المحلي الكبير وفرص التصدير الإقليمي.
رانيا المشاط: المشروع يدعم التحول الاقتصادي نحو الصناعة الخضراء
من جانبها، أكدت الدكتورة رانيا المشاط أن المشروع يأتي استكمالًا لجهود وزارة التخطيط والتعاون الدولي في تعزيز الاستفادة من المنح التنموية لدعم القطاعات الحيوية مثل التعليم الفني والتصنيع المحلي، مشيرة إلى أن المبادرة تمثل نموذجًا للتعاون التنموي بين مصر وكوريا، وتنسجم مع رؤية الدولة للتحول نحو اقتصاد إنتاجي مستدام وصديق للبيئة.
وأضافت المشاط أن المشروع سيسهم في رفع كفاءة الكوادر الفنية المصرية، وبناء جيل جديد من المتخصصين القادرين على التعامل مع التقنيات الحديثة في السيارات الكهربائية والهجينة، مما يعزز من قدرة مصر التنافسية في قطاع الصناعة المستدامة.
السفير الكوري: نُعدّ شبابنا لوظائف المستقبل
من جانبه، صرح السفير كيم يونغ هيون بأن هذه الاتفاقية تأتي في وقت تحتفل فيه الدولتان بمرور ثلاثة عقود على العلاقات المصرية الكورية، مؤكدًا أن التعاون في مجال السيارات الخضراء يمثل رؤية مشتركة لمستقبل مستدام، يقوم على الابتكار ونقل التكنولوجيا وبناء الكفاءات الشابة، بما يتماشى مع التوجه العالمي للتحول إلى الاقتصاد الأخضر.
