تواصل الصين إحكام قبضتها على سوق السيارات الكهربائية عالميًا، مع تضاعف صادراتها في سبتمبر 2025 لتصل إلى 222 ألف سيارة، في خطوة تؤكد قوة استراتيجيتها التصديرية في مواجهة تباطؤ السوق المحلي.
تواصل الصين إحكام قبضتها على سوق السيارات الكهربائية عالميًا، حيث كشفت البيانات الرسمية الصادرة خلال الأيام الماضية عن تضاعف صادراتها من “سيارات الطاقة الجديدة” خلال شهر سبتمبر 2025، مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، وهو ما يعكس استمرار الزحف الصيني نحو الأسواق الخارجية بوتيرة غير مسبوقة.
تضاعف أرقام التصدير خلال عام واحد
بحسب تقارير جمعية مصنعي السيارات الصينية (CAAM)، بلغت صادرات السيارات الكهربائية والهجينة القابلة للشحن نحو 222 ألف وحدة خلال سبتمبر الماضي، مقارنة بنحو 111 ألف وحدة فقط خلال سبتمبر 2024، أي بزيادة تقارب 100% خلال عام واحد، ورغم هذا النمو الضخم، إلا أن الكميات المصدّرة كانت أقل قليلًا من شهر أغسطس الذي شهد تصدير حوالي 224 ألف سيارة، في إشارة إلى استقرار مستويات الإنتاج عند معدلات قياسية مرتفعة منذ منتصف العام الحالي.
استراتيجية تصدير لتعويض التباطؤ المحلي
يأتي هذا النمو الكبير في الصادرات كنتيجة مباشرة لاستراتيجية الشركات الصينية لتوسيع تواجدها في الأسواق الخارجية، خاصة أوروبا، ودول جنوب شرق آسيا، وأمريكا اللاتينية، بعد تباطؤ نمو الطلب في السوق المحلي خلال الأشهر الماضية، وتواجه الشركات الصينية اليوم منافسة شرسة داخل البلاد، دفعتها إلى توجيه جزء كبير من إنتاجها نحو الأسواق الخارجية لتقليل الضغط على الأسعار في الداخل، والحفاظ على معدلات تشغيل مصانعها الضخمة التي تعمل بكفاءة عالية.
ارتفاع المبيعات المحلية ولكن بوتيرة أبطأ
وفي الوقت نفسه، كشفت البيانات أن مبيعات سيارات الركوب في السوق المحلي الصيني ارتفعت بنسبة 11% في سبتمبر مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، لكنها شهدت تباطؤًا نسبيًا مقارنة بشهر أغسطس الذي سجّل معدل نمو أعلى، ويعكس هذا التراجع النسبي في وتيرة المبيعات المحلية بداية مرحلة “تشبّع السوق”، وهو ما يدفع المصنعين إلى البحث عن منافذ جديدة في الخارج، خصوصًا مع الدعم الكبير الذي تقدمه الحكومة الصينية لقطاع السيارات الكهربائية من حيث التمويل والبنية التحتية والتصدير.
صناعة تتحول إلى لاعب عالمي رئيسي
باتت الصين اليوم ليست فقط أكبر منتج للسيارات الكهربائية، بل أيضًا من أهم مصدّريها، متقدمة على دول أوروبية وآسيوية عريقة. وتستفيد الشركات الصينية من تفوقها التكنولوجي في البطاريات، وانخفاض تكاليف الإنتاج، إضافة إلى التطور الكبير في جودة التصميم والأداء الذي جعل سياراتها أكثر قبولًا في الأسواق الخارجية.
