في ظل تسارع التحول في سوق خدمات المركبات بالمملكة ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030، يسلّط أوتوميكانيكا الرياض، المعرض التجاري الإقليمي الأبرز في قطاع خدمات المركبات، الضوء على الفجوة المتزايدة في المهارات المهنية المتخصصة، والتي باتت تشكّل تحدياً محورياً أمام نمو القطاع واستدامته.
وتماشياً مع هذا التوجه، يُنظّم المعرض جلسة حوارية ضمن فعاليات أكاديمية أوتوميكانيكا الرياض، يشارك فيها رودي شكري، المدرب التنفيذي في شركة تقني للتدريب والتطوير وعضو المجلس الاستشاري للأكاديمية، حيث يناقش أهمية البرامج التدريبية المتخصصة في مجال خدمات المركبات، والتي تدمج بين الجوانب النظرية والخبرة العملية من خلال شراكات استراتيجية مع القطاع.
وقبيل مشاركته في الأكاديمية التي تُقام من 28 إلى 30 أبريل الجاري في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، أوضح شكري أن أبرز الفجوات في المهارات تشمل مجالات متعددة مثل: التشخيص الفني، والمهارات الشخصية، وإدارة المخزون، والتكامل الرقمي.
وقال شكري: "تُعد التشخيصات الفنية من أبرز الفجوات الحالية، حيث لا يزال العديد من الفنيين يعتمدون على أساليب تقليدية في استكشاف الأعطال، تبدأ بتوصيل جهاز الفحص وقراءة الرمز، ثم استبدال القطعة دون التحقق الدقيق من السبب الفعلي، ما يؤدي إلى زيادة التكاليف التشغيلية نتيجة التشخيص الخاطئ، وفقدان ثقة العملاء عند استمرار الأعطال".
وأشار كذلك إلى نقص المهارات الشخصية مثل التواصل الفعّال، والاحترافية، والتفاعل مع العملاء، والتي تُؤثر سلباً على جودة الخدمة وسمعة العلامات التجارية. كما شدد على الحاجة العاجلة إلى مهارات في مجال تكنولوجيا المعلومات والتسويق الرقمي وإدارة تجربة العملاء عبر الإنترنت، لمواكبة النمو المتسارع في التجارة الإلكترونية والمنصات الرقمية.
وفي سياق متصل، أكد شكري على أهمية إعداد الكوادر الفنية المؤهلة لمواكبة التحول نحو المركبات الكهربائية، قائلاً: "مع تسارع خُطى المملكة نحو بناء مستقبل تقني مستدام، مدفوعاً بمبادرات طموحة مثل لوسيد موتورز وسير، أصبح من الضروري تحديث البنية التحتية للمهارات الفنية. فمع تزايد تصنيع المركبات الكهربائية، يتعين على فرق الصيانة إتقان تشخيص البطاريات، وإدارة نظم التبريد، وصيانة نظم الشحن – وهي مهارات لا تزال نادرة حالياً."
وأضاف: "تعتمد المركبات الكهربائية الحديثة على التحديثات البرمجية عبر الهواء، ما يفرض متطلبات جديدة في الكفاءة الرقمية، بما في ذلك القدرة على التعامل مع البرمجيات. والأهم من ذلك، الحاجة إلى تدريب شامل في مجال السلامة المتعلقة بالجهد الكهربائي العالي، والذي لا يزال غائباً أو غير موحّد في القطاع".
ويُقام معرض أوتوميكانيكا الرياض بتنظيم من الشركة العربية الأولى لتنظيم المعارض والمؤتمرات وبترخيص من شركة ميسي فرانكفورت للمعارض، ويشمل جدول فعالياته عدداً من الجلسات الحوارية والعروض التقديمية التي يقدمها خبراء القطاع.
وفي هذا الإطار، صرّح بلال البرماوي، الرئيس التنفيذي ومؤسس الشركة العربية الأولى لتنظيم المعارض والمؤتمرات (الشركة المنظمة للمعرض)، قائلاً: "مع استمرار المملكة في رحلتها لتصبح قوة عالمية في قطاع المركبات ضمن مستهدفات رؤية 2030، يقوم معرض أوتوميكانيكا الرياض بدور محوري في تحقيق هذا النجاح. ويعكس الإقبال الكبير على دورة 2025 استعداد القطاع لتطوير المهارات، وتبني التكنولوجيا، وتحقيق النمو المستدام".
من جانبه، قال علي حفني، مدير معرض أوتوميكانيكا الرياض لدى ميسي فرانكفورت ميدل إيست (الشركة المرخصة للمعرض): "لا يُعد أوتوميكانيكا الرياض مجرد معرض تجاري، بل استجابة استراتيجية لاحتياجات سوق خدمات المركبات المتغيرة في المملكة. ومع تحولات الرقمنة، والمركبات الكهربائية، والتجارة الإلكترونية، تركز جلسات الأكاديمية على المهارات المطلوبة للتأهب للمستقبل. من التشخيص الفني إلى التفاعل مع العملاء، وصولاً إلى تدريب السلامة الكهربائية، يوفر المعرض بيئة معرفية غنية لدعم تأهيل القوى العاملة الوطنية وسد الفجوات في القطاع".
وبعد النجاح القياسي الذي حققته دورة 2024 من المعرض، تشهد دورة 2025 نمواً متواصلاً، حيث تم الإعلان عن نفاد المساحات بالكامل، مما يُتوقع أن يجعل من هذه الدورة الأكبر حتى الآن في تاريخ أوتوميكانيكا الرياض.