يعتبر هروب كارلوس غصن المدير الأسبق لشركة نيسان اليابانية من اشهر و اكثر الاحداث المسيرة للجدل بقطاع السيارات خلال السنوات الماضية, و ذلك بعد ما وصفه "بالانقلاب" عليه من قبل مجلس الإدارة, و خلال الأشهر القليلة الماضية عاد كارلوس بالظهور بوسائل الاعلام مرة اخري, ولطالما كان حديثه عن حجم التحديات التي تواجهها نيسان, وانها متوجهه الي الانهيار, ومؤخرا وخلال حوار صحفي مع وكالة العربية, كشف غصن للمرة الاولي عن الطريقة التي يمكن ان نقذ شركة نيسان من الازمة الحالية, و تعيدها الي القمة, واليكم كل التفاصيل....
كارلوس غصن يصرح, الصين تفوقت بينما الغرب مازال مترددا
في مقابلة صحفية عبر قناة "العربية"، أوضح غصن أن التفوق الصيني في صناعة السيارات الكهربائية لم يكن محض صدفة، بل نتيجة استراتيجية واضحة بدأت منذ سنوات، حيث تجاهلت الصين الدخول في منافسة غير متكافئة في قطاع محركات الاحتراق الداخلي، وركزت مباشرة على التكنولوجيا المستقبلية.
وأشار غصن إلى أن شركات مثل BYD وTesla تهيمن اليوم على السوق لأنها لا تنظر إلى الوراء، بعكس الشركات التقليدية التي لا تزال مشتتة بين الكهرباء والديزل والهجينة، وهو توجه وصفه غصن بـ"غير المجدي" في ظل التوجه العالمي الصارم نحو تقليل الانبعاثات.
بي واي دي من شركة بطاريات الي السيطرة علي سوق السيارات
وكمثال حي، أشار غصن إلى أن شركة BYD الصينية، التي بدأت فقط في إنتاج السيارات منذ 2005، تتفوق اليوم من حيث القيمة السوقية على شركات مثل "رينو"، بل ويرى أنها مؤهلة لتجاوز تسلا نفسها بحلول عام 2025.
كارلوس غصن يصرح "نيسان علي حافة الانهيار"
انتقل غصن للحديث عن وضع "نيسان" الحالي، والذي وصفه بالحرج جدًا، نتيجة سنوات من سوء الإدارة والصراعات الداخلية، بدأت بعد الإطاحة به. وأكد أن الشركة فقدت التوازن الذي بناه على مدار سنوات، وأن "نيسان" اليوم أصبحت أقرب للانهيار منها للريادة.
هل كان الاندماج مع هوندا هول الحل؟
ورفض غصن تمامًا فكرة اندماج "نيسان" مع "هوندا"، مشيرًا إلى أن الشركتين تعانيان من نفس نقاط الضعف تقريبًا، خاصة في السوقين اليابانية والصينية، ولا تمتلكان تكاملًا حقيقيًا. بل وذهب إلى أن هذا الاندماج يُفرض سياسيًا من وزارة الصناعة اليابانية، التي بدأت تشعر أن "نيسان" تسير نحو الهاوية.
الحل لازمة شركة نيسان الحالية من وجهة نظر كارلوس غصن
وحول فرص إنقاذ نيسان، شدد غصن على أن الحل ليس في تغيير مجلس الإدارة، بل في تشكيل فريق صغير مكون من خمسة أو ستة أشخاص يمتلكون رؤية واضحة وخبرة عميقة، مدعومين باستثمارات قوية. وأكد أن اليابان قد ترفض دخول مستثمرين صينيين، لكن يمكن الاستعانة بمستثمرين من أميركا أو الخليج.
وأشار إلى أن قيمة نيسان السوقية تراجعت من 45 مليار دولار في 2013 إلى أقل من 10 مليارات اليوم، مؤكدًا أن الوضع رغم سوئه ليس أسوأ من 1999 عندما تولّى هو بنفسه عملية الإنقاذ.
كارلوس غصن يواصل معركته ضد نيسان
وفي ختام تصريحاته، أكد كارلوس غصن أنه لا يزال يُقاضي "نيسان" بسبب التشهير الذي تعرض له، وأنه لن يتنازل عن حقه، معتبرًا أن ما جرى له كان انقلابًا حقيقيًا أطاح بأفضل فترات الشركة الحديثة.