لا شك أن السنوات الماضية لم تكن الأسهل و الأكثر ربحية بالنسبة لصناعة السيارات , و ذلك بسبب الازمات الصعبة والمتتالية التي تعرضت لها الصناعة بشكل خاص و العالم بشكل عام, وذلك مثل ازمة انتشار فيروس كورونا , و ازمة نقص الرقائق الالكترونية و الحرب الروسية و غيرها, وجاءت الأزمة الاحدث في صورة قلة الطلب و ضعف مبيعات السيارات الكهربائية, و التي استثمرت بها اغلب الشركات بشكل ضخم وغير مسبوق, مما ادى الى تأثر عدد من الشركات و دفعها لتقليل الإنتاج او حتي غلق مصانع مثل شركة فولكس فاجن.
حيث تم نشر معلومات مؤخرا تفيد بأن شركة فولكس فاجن قد قامت بعقد اجتماع مع أكثر من 25.000 الف عامل من عمالها, وذلك لتعريفهم أن الأوضاع لم تعد مثلما ما كانت عليه في السابق, و انه من اللازم العمل على تقليل التكاليف , و في ذلك السياق أوضحت التقارير انه هناك مصنعين تدرس فولكس فاجن إمكانية إغلاقها إذا استمرت الأوضاع كما هي حاليا, و الذي يقومون بصنع سيارات مثل بورشه كايمن و بوكستر, و النسخة المكشوفة من فولكس واجن تي روك , و سيارات كهربائية مثل ID.3 الهاتشباك, و جاءت تلك المعلومات بعد تصريح توماس شيفر رئيس الشركة أن الأوضاع صعبة ولا يمكن تخطيها بمحاولات تقليل النفقات التقليدية.
تأتي تلك التصريحات بالرغم من المبيعات الجيدة التي حققتها الشركة خلال عام 2024, حيث ارتفعت مبيعات فولكس فاجن في الولايات المتحدة نسبة 3%, وارتفعت المبيعات في أوروبا بنسبة 1.9%, وارتفعت المبيعات في أمريكا الشمالية بنسبة 15.4%, وارتفعت مبيعات القارة الآسيوية بنسبة 8.2%, ولكن علي الجانب الآخر تراجعت مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 15.2% في القارة الأوروبية, و تراجعت بنسبة 15.4% في الولايات المتحدة.
باختصار علقة شركة فولكس فاجن على تلك الأخبار موضحة ان المبيعات أصبحت أقل بكثير مما كانت عليه قبل أزمة كورونا, و بالرغم من تعافي السوق في أوروبا , فإنه لن يعود لما كان عليه , و الشركة تفتقر حاليا مبيعات تصل إلى نصف مليون سيارة ليعد الوضع لما كان عليه, وهو ما يوازي القدرة الإنتاجية لمصنعين , وهذا ليس بسبب سياراتنا او تراجع مبيعات السيارات الكهربائية, السوق ببساطة لم يعد موجودا , و لكن مازال هناك عام أو عامين امام الشركة لاعادة الامور الى مسارها الصحيح, وإليكم تصريح الشركة بالكامل ....
"لقد كنا ننفق المزيد من المال على العلامة التجارية أكثر مما تحقق من أرباح و استمر ذلك لبعض الوقت حتى الآن, وهذا لا يمكن أن يستمر على المدى الطويل, حيث إذا استمرينا على هذا المنوال، فلن ننجح في التحول الذي نريده.
في أوروبا، يتم بيع 2 مليون مركبة أقل حالياً مقارنةً بما كان عليه الوضع قبل جائحة كوفيد. قبل الجائحة، كان يتم شراء حوالي 16 مليون مركبة في أوروبا . وخلال وبعد جائحة كوفي، انخفض هذا الرقم إلى حوالي 12 مليون مركبة بسبب نقص أشباه الموصلات في الصناعة بأكملها, و تعافى السوق في أوروبا منذ ذلك الحين، ولكن لم يعود إلى مستواه السابق., فنحن نتوقع بيع حوالي 14 مليون مركبة سنويًا في المستقبل، إن وُجد. لذا، هناك نقص بحوالي 2 مليون وحدة.
نحن مجموعة فولكسفاغن نعتبر أكبر مصنع للسيارات في المنطقة، حيث نملك حوالي ربع حصة السوق في أوروبا, و نحن ينقصنا من المبيعات حاليا 500,000 سيارة، وهو ما يعادل حوالي مصنعين. وهذا ليس له علاقة بمنتجاتنا أو ضعف أداء المبيعات. السوق ببساطة لم يعد موجوداً.
إنه من مسؤوليتنا المشتركة تحسين كفاءة التكلفة في المصانع الألمانية بشكل خاص, و نحتاج إلى زيادة الإنتاجية وتقليل التكاليف, و لا يزال لدينا عام واحد، ربما عامين، لتصحيح الوضع. ولكن يجب علينا استغلال هذا الوقت.