كيف تعرفت على اليابان مع بريدجستون ؟! - الجزء الأول
بقلِم أحمد عمار، يوم روتيني في طوكيو، بدأت بكوب نسكافيه ورسالة مثيرة عن رحلة مع بريدجستون. الوصول لمطار ناريتا، التناغم الياباني، مترو طوكيو، هاتشيكو. ملاحظات عن الثقافة والتناغم.
بقلِم أحمد عمار، يوم روتيني في طوكيو، بدأت بكوب نسكافيه ورسالة مثيرة عن رحلة مع بريدجستون. الوصول لمطار ناريتا، التناغم الياباني، مترو طوكيو، هاتشيكو. ملاحظات عن الثقافة والتناغم.
يوم الثامن والعشرين من شهر فبراير....يوم روتيني كأي يوم....بدأته بإحتساء كوب النسكافيه الصباحي...الكوب في اليد اليمنى ...والهاتف المحمول في اليد اليسرى.....أبدأ اليوم دوما بمتابعة بريدي الإلكتروني وصفحات مواقع التواصل الإجتماعي لأوتو زوون ......صباح كل يوم أتفقد عشرات الرسائل الإلكترونية التي تصلني على هذه الصفحات أو على البريد ...لأجد كالعادة العديد من أخبار الشركات الجديدة والعديد من إستفسارات المتابعين الأعزاء ...لأنتبه في وسط هذا الزخم من الرسائل ... لرسالة بعنوان مثير للغاية ....رسالة بعنوان "إحفظ التاريخ ....رحلة لليابان مع بريدجستون ! " ...رسالة جائتني من شركة العلاقات العامة للمكتب الإقليمي للشركة اليابانية العملاقة بدبي.
فتحت الرسالة لأجد دعوة خاصة تحمل العديد من الجمل "البراقة" ...جُمل مثل "إكتشاف اليابان" ...التعرف على البلد كأنك "مواطن ياباني" ....التعرف أكثر على علامة "بريدجستون" ...لأفكر في لحظات أن هذه الرسالة جائتني كصحفي يعمل في السوق الإماراتي .....فبحكم سياسيتنا في أوتو زوون ...نقوم بتغطية جميع أخبار سوق السيارات والصناعات المغذية له إقليميا وعالميا ...مع تركيزنا على القيام بالعديد من التجارب الخاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة ...لنركز على السيارات الفاخرة والحصرية ...أو حتى الطرازات "المميزة" التي تٌقدم في السوق المصري ولكن يصعب تجربتها في مصر ...لأعتقد للحظات بأن هذه الرسالة جائتني "بالخطأ" ...
بعد تفقدي للرسالة بدقائق معدودة ...جائتني مكالمة هاتفية من الإمارات ...مكالمة من شركة العلاقات العامة التي شرحت لي الرسالة الإكترونية مع سؤالي عن تفرغي في أيام الرحلة ...وسؤالي عن رغبتي بالسفر من القاهرة أم دبي....لأقوم بتفقد لائحتي مواعيدي سريعا وأنا على الهاتف ...لأجد بعد الأعمال والمواعيد التي يُمكن تأجيلها ...لأجاوب بتفرغي الكامل !....فمن يستطيع أن يرفض رحلة لمدينة ساحرة مثل طوكيو ! ومع شركة عملاقة مثل بريدجستون !
يوم السادس والعشرين من شهر مارس ...يوم عيد ميلادي ...وهو يوم إنطلاقي أيضا من القاهرة لمدينة فرانكفورت الألمانية ....التي ستكون نقطة انطلاقي لمدينة طوكيو ...فللأسف لا يوجد رحلة مباشرة لليابان من القاهرة ....لأقضي 10 ساعات كاملة أحتفل بعيد ميلادي وحيدا في مطار فرانكفورت ! ولكن لا يهم ! فبرنامج الرحلة مثير للغاية وأنا مُتحمس للغاية ! ليكون الإنتظار لعشرة ساعات بمثابة ضريبة بسيطة لهذه الرحلة ...سافرت طوكيو من قبل لحضور حفل إطلاق الجيل الثاني من طراز نيسان ليف الكهربائي ...ولكن رحلة واحدة لليابان ليست كافية ...هذا البلد مليئ بالتفاصيل .... اليابان هو "كوكب" بمعنى الكلمة ...وستحتاج للعديد من الرحلات للتعرف عليه بشكل دقيق ! لتكون هذه الرحلة "مختلفة" بشكل كبير....ببساطة أستطيع أن أقول أني تعرفت على طوكيو واليابان بالشكل الصحيح وبالشكل الذي كنت اتمناه ! لماذا وكيف ؟! شأشرح لكم !
مع وصولي لمطار ناريتا الدولي في طوكيو ...بدأت رحلتي الجديدة للتعرف على اليابان ....مستوى تركيزي في "التفاصيل" الدقيقة كان في أعلى مستوياته ....بدأت بتسجيل ملاحاظاتي في ذاكرتي مُنذ اللحظات الاولى في هذا البلد ....ففي البداية ...يجب أن نعرف أن الشعب الياباني من "أطيب" وأكثر شعوب العالم "احتراما"....الكل يضحك ...الكل ينحني لك بعد كل خطوة ..لا يوجد "بقشيش" ...الكل يعمل بجد وإجتهاد ! العمل في اليابان هو "شرف" .....الأمانة و"الأمان" في هذا البلد هي أساس نجاحه وتقدمه...الكل يعمل في "تناغم" ....الجدول الزمني الموضوع من اليابانيون صارم و"يُنفذ" بدون أي تأخير على الرغم من أي تأخير جانبي أو خطأ غير مقصود....
مع إستلامي لحقائبي ...توجهت للخروج من المطار ..لأجد سائق أنيق مُمثل عن بريدجستون في إنتظاري وطبعا بإبتسامة عريضة .....قام بإلقاء التحية مع "الإنحناء" تعبيرا عن الإحترام ..ومساعدتي في وضع حقائبي في سيارة الليموزين الفاخرة اليابانية الحاملة لشعار تويوتا ....لنتوجه إلى الفندق الذي سأقيم به في هذه الرحلة ...قبل تحركنا ...أخبرني السائق بأن الرحلة ستسغرق من 30 إلى 37 دقيقة ....وصلنا إلى الفندق في 30 دقيقة بالتمام والكمال ...وهذا على الرغم من وجود زحام مروري غير عادي بسبب حادث في طريقنا ! ولكن "التناغم" في طريقة الحياة والعمل الياباني يستطيع التغلب على أي مشاكل أو أي زحام بالطبع !
تم وصولي للفندق في تمام الساعة 1 ظهرا ....لأستلم غرفتي المُطلة على برج طوكيو ....برج الإتصالات الفولاذي ذو اللون البرتقالي الذي ظل أعلى مبنى في اليابان لعقود طويلة ...وأحد أعلى المباني في العالم ...لتبنيه اليابان كرمز "لنهضتها" بعد ويلات الحرب العالمية الثانية قبل أن تبنيه من أجل التغطية التيلفيزيونية ....
طبعا فرق التوقيت العنيف بدأ يضربني ...لذا قررت النوم لعدة ساعات لأستعيد نشاطي ...لتكون هذه "الخطة" ناجحة للغاية للتغلب على ظاهرة الـ “Jet lag” اللعينة ! الظاهرة التي عذبتني في سفريتي الأولى لليابان العام الماضي !
في تمام الساعة الخامسة كنت في الشارع لأبدأ في جولتي التفقدية الفردية لشوارع طوكيو ! اليوم الأول هو يوم الوصول للصحفين من حول العالم ...ولم أكن أتوقع أن يكون هناك أي برنامج "مهم".......لم يوجد في البرنامج إلا موعد للعشاء في ظرف الساعة الثامنة ...لأعتقد أنه عشاء "فردي" المقصود منه تنبيهي بأن هناك حجز لي في مطعم الفندق إن أردت تناول العشاء...لذا قررت أن أتغاضى عنه وبأن أستفيد بالوقت للتعرف على اليابان على طريقتي ! ومن هنا بدأت بالتعرف على اليابان والقيم اليابانية مرة أخرى ! وهذه هي ملاحظاتي التي سجلتها في هذه الرحلة الشيقة والمفيدة للغاية !
قُمت بإستقلال مترو الأنفاق من منطقة فندقي "روبونجي" ....للتوجه إلى منطقة شيبويا Shibuya السياحة الشهيرة ...منطقة ساحرة بمعنى الكلمة ...مئات ..بل ألاف المحلات التجارية والمقاهي ...مزدحمة للغاية مساحتها تزيد قليلا عن الـ 15 كم مربع ..ويقطنها ويعمل بها أكثر من 221 ألف نسمة بتعداد عام 2016 ..ولكن "التناغم" واضح في ركن من أركان هذه المنطقة ...وإستطعت لمسه والشعور به في كل دقيقة قضيتها في هذه المنطقة ....ليظهر المثال الأشهر لتناغم اليابانين في تقاطع شيبويا الشهير ..التقاطع الذي يقطعه كل بضغة دقائق أكثر من 2500 شخص ! فهذا التقاطع يقع امام محطة شيبويا ....ثالث أكثر محطات اليابان إزدحاما ....يستخدمها أكثر من 2 مليون شخص يوميا ! فلكم أن تتخيلوا عدد المشاة الذين يعبروا هذا التقاطع الرئيسي كل يوم!
هذه الكمية المذهلة من البشر يقطعون التقاطع المُتعدد الأفرع بمنتهى التناغم ...ليكون مثالا حيا تستطيع "لمسه" و"تجربته" للتعرف على تناغم اليابانين وطريقة حياتهم !
مع خروجي من محطة المترو المزدحمة للغاية ....وجدت تمثال "لكلب" خارج المحطة ...هذا التمثال يتصارع الجميع للتصور معه ...لأعرف ببحث بسيط على هاتفي المحمول بأن هذا التمثال وضع تخليدا لذكرى كلب ياباني وفي ...كان يعتاد إنتظار صاحبه الدكتور الياباني في نفس المكان .....ولكن في يوم من الايام لم يأتي الدكتور ....حيث توفي في الجامعة نتيجة تعرضه لنزيف حاد في المخ ....لينتظره الكلب 10 سنين كاملة قبل أن يموت في مكانه ! هذا الكلب الوفي المُسمى بهاتشي أو "هاتشيكو" هو مثال للوفاء ...الوفاء ليس مقتصرا على المواطنين اليابانين فقط ! بل يمتد إلى كلابهم أيضا ! نعم الكلاب وفية بطبعها ! ولكن عشرة سنين كاملة ؟!!! ...ليكون الوفاء هو الدرس الثاني الذي تعلمته في هذه الجولة السريعة .
بعد جولتي الخاصة في شيبويا وذهابي لإحدى المقاهي لتدخين "الشيشة" كعادتي اليومية ......هذه العادة البغيضة التي تُعد طريقتي الخاصة للترفيه عن نفسي بعد يوم حافل بالأعمال ..أو حتى للإحتفال بيوم حافل بالإحتفالات !..عادة يومية أقوم بها مهما كانت الظروف وفي أي مكان أتواجد عليه في هذا الكوكب ! ليكون الدرس الجديد أن اليابان بها "شيشة" ! وهي جيدة للغاية بالمناسبة !
بعد إنتهائي من طقوس "نهاية اليوم" بالنسبة لي ...تلقيت مكالمة هاتفية من أحد أصدقائي الصحفيين الذي يعرف أنه تم دعوتي لنفس الرحلة ... ليُبلغني أن مُمثلين بريجستون سيكنون في إنتظارنا على العشاء ! هذه المكالمة جائتني في تمام الساعة الثامنة مساء ! ومن المفترض أن الموعد في تمام الساعة الثامنة ! لأقوم مسرعا بالتوجه إلى محطة المترو للرجوع إلى الفندق لمقابلة الأشخاص الكرام الذين قاموا بدعوتي ! موقف محرج للغاية ! ولكن أن أذهب مُتأخرا أفضل من عدم الذهاب على الإطلاق ! ....
وصلت الفندق في تمام الساعة الثامنة و الـ 45 دقيقة ...لأجد أن من من ينتظرني هي مرشدة سياحية مُمثلة عن بريدجستون .....إمرأة يابانية في العقد الخامس من عمرها ...إمرأة بشوشة وتبدو طيبة للغاية ....قابلتني بابتسامة وأخبترني أنها كانت "قلقة" علي للغاية ..لأجواب بحرج إني ظننت أن العشاء سيكون فردي ....المُدهش في القصة أن صديقي الذي قام بمكالمتي أخبرني أنه نزل من الفندق في تمام الساعة السابعة والنصف ..ووجد هذه المرأة تقف بإبتسامة عريضة في وسطة مدخل الفندق وترفع لافتة مكتوب عليها "بريدجستون" ...صديقي أخبرني أنها وقفت كل هذه المدة حتى وصولي ..بنفس الإبتسامة ...وأنها لم تقم بإنزال يدها باللافتة ولو لبضعة دقائق ! لو كانت هذه المرأة من جنسية "أخرى"...لكانت باغتتني بلكمة قاسية في وجهي ! فانا جئت متأخرا بـ 45 دقيقة ! هذا الوقت في اليابان هو بمثابة "دهور" طويلة ! ليكون الدرس الثاني الذي تعلمته ...هو مقدار "تفاني" اليابانين في العمل ...تحت أي ظرف وتحت أي "خطأ" وتحت أي تأخير! لا يوجد "أعذار" عند اليابانين ...سيقومون بعملهم تحت أي ظرف أو تحت أي ضغط !
في اليوم الثاني من رحلتنا ....تم وصول جميع أعضاء البعثة ....صحفيون من الإمارات والسعودية ومن مصر .....مع وصول ممثلة مكتب بريدجستون للشرق الاوسط ومُمثل شركة العلاقات العامة للشركة ...الان الفريق مُكتمل ونستطيع أن نبدأ يومنا بنشاط ! يوم ترفيهي بعيد كل البعد عن العمل ...ولكن هذا لا يمنع أن نتعلم دروسا هامة ومختلفة من هذا اليوم !
بدأنا رحلتنا بزيارة بُرج Skytree الياباني الشهير ....البرج الذي تم إفتتاحه في عام 2012 والبالغ طوله 634 متر ...لتُخبرنا المُرشدة السياحة اليابانية بإبتسامة واثقة من نفسها بأن هذا البرج هو الأعلى في العالم ! لترتسم على وجهي ابتسامة ساخرة ترفض هذه المعلومة ....فأنا أعلم أن أعلى مبنى في العالم هو برج خليفة العظيم الذي أحبه حبا لا يوصف بالكلمات ! بالنسبة لي تُعد دولة الإمارات العربية المتحدة هي الرمز العربي للتحدي والتفاني في العمل ...لأعلن لها بأن برج خليفة أطول حيث يبلغ طوله 830 متر تقريبا ...لتجاوب السيدة اليابانية بنفس الثقة بان برجهم الياباني هو "البرج" الأعلى في العالم ...لأعلم حينها أني وضعت يدي على "خطأ" من شخص ياباني ! كيف تقول مرشدة سياحية معلومة خاطئة "خطيرة" مثل هذه ! لأشعر بعدم الإرتياح لهذه الفكرة ...لأقوم بفتح هاتفي المحمول بسرعة والبحث عن هذا البرج المزعوم ....لأفاجئ أن معلومة السيدة هي معلومة صحيحة ! سكاي تري هو أعلى "برج" في العالم ...وبرج خليفة هو أعلى "مبنى مُتعدد الإستخدامات" في العالم ...وأعلى مبنى في العموم ...ولكن البرج الياباني هو أعلى "برج" في العالم ...إذا اليابانيون لا يكذبون ويُمكن أنهم لا "يخطئون" .....معلومة قديمة ولكني تأكدت منها !
بعد الإنتهاء من زيارة البرج ....جاء دور فقرة "سيارات الكارتينج" ....ولكن المثير في الموضوع أننا لن نقود هذه السيارات على حلبة سباقات مُغلقة ....بل سنقودها على شوارع طوكيو الحقيقة ! تجربة خاصة تُسمى بـ Mario kart ....تقوم فيها بإرتداء أزاء تنكرية مثل ماريو "إن وجدت قياسك بالطبع !" وتقوم بقيادة السيارات في الشارع مثل شخصية ماريو اليابانية الشهيرة ! لتقوم المرشدة السياحة بسؤال مُهم للغاية ...وهو عن حملنا كلنا لرخص قيادتنا الدولية أم لا ....لتفاجئ السيدة المسكينة أن ثلاثة منا لا يحملون رخصهم ...مما يعني أنهم لن يستطيعوا القيادة ! لتقوم السيدة بإعلان أن الوقت لا يسمح بالرجوع للفندق بالحافلة لإحضار الرخص الناقصة ...لتقوم السيدة اليابانية بفتح هاتفها المحمول الياباني الغريب وإرتداء نظارتها الطبية ...والتركيز لدقائق محدودة ....لتعلن أننا سننقسم إلى فريقين ...فريق سيتبعها لإحضار الرخص وسيستقل المترو توفيرا للوقت ...وفريق سيكمل برنامج اليوم .... لأتعلم مرة أخرى أن اليابانيون يستطيعون العمل تحت الضغط ومع وجود أخطاء الغير ...أتخيل لو كانت هذه السيدة من جنسية عربية...لكانت إنهالت علينا جميعا بالتوبيخ والإعتراض على تعكير صفو يومها بأفعالنا الشنيعة الغير مسئولة !
أكملنا برنامجنا الذي كان يتضمن الذهاب لمقهى ياباني شهير لفترة وجيزة قبل أن يأتي وقت تجربة قيادة سيارات الكارتينج ....موعدنا كان في الساعة الثانية ظهرا ...والأن نحن في تمام الساعة الواحدة ...بحسباتي وبرؤيتي لشوارع مدينة طوكيو المزدحمة وبتجرتبي السابقة للمترو الياباني المزدحم والمعقد للغاية ...على الأقل بالنسبة لي..قُلت في نفسي أنه من المستحيل أن تصل هذه السيدة وفريقها إلينا في الوقت المحدد .....المهم ذهبنا للمقهي الياباني الغريب للغاية الذي ترتدي فيه قبعات "بأذن قطة" وتقوم سيدات يابانية ترتدي ملابس غريبة بخدمتك ....لننتهي سريعا من شربنا لقهوة مثلجة سيئة للغاية ! ولنتجه بالحافلة إلى جراج "ماريو" الذي سنأخذ منه السيارات ....قبل الموعد المحدد لإنطلاقنا ...وجدنا السيدة اليابانية وفرقيها في وجهنا ...بإبتسامة واثقة وبعرق واضح على وجهها ! هذا الموقف علمني الثقة في اليابانين وفي حسابتهم ...
أخذنا سيارات الكارتينج "الصغيرة" للغاية للقيادة على شوارع طوكيو ....في وسط الزحام وفي وسط السيارات ذات الحجم "الطبيعي" ...لأدرك مرة أخرى فكرة "التناغم" الياباني في الحياة ! الجميع حولك يدركون أنك تقود سيارة صغيرة بدون وسائل أمان فعالة ....الكل يسمح لك بالمرور وبدون أي تعقيد وبإبتسامات مُشجعة !...الجدير بالذكر أيضا أن المسئولين عن هذه السيارات طلبوا مننا "إلقاء التحية" على اليابانين الذين نلقاهم في طريقنا ...لأن اليابانين شعب خجول للغاية ......لذا سيكون إلقاء التحية أمرا مُفيدا إن تلاقط أعيننا مع المشاة او سائقي السيارات من حولنا .
لم يقف اليوم الغريب على ذلك ! بل قامت بريدجستون بأخذنا لمحل خاص لتأجير الزي الياباني التراثي "الكيمونو" ....فبحسب قولهم ...كيف تريد ان تتعرف على اليابان بالصورة الصحيحة بدون أن تلبس وتسير في الشوارع مثل اليابانين بالضبط ! مع العلم بأنك لن تجد يابانيون يرتدون هذه الملابس في الشوارع ! على الأقل في مدينة مثل طوكيو !