أزمة رقائق إلكترونية في الأفق - هل يواجهها العالم بعد التوتر الصيني التايواني ؟
ما هي الرقائق الإلكترونية وأهميتها للأجهزة؟ ما علاقة تايوان بصناعة الرقائق؟ هل تعافى الإنتاج من أزمة نقص الرقائق؟ هل تواجه العالم أزمة نقص بسبب تايوان والصين؟
ما هي الرقائق الإلكترونية وأهميتها للأجهزة؟ ما علاقة تايوان بصناعة الرقائق؟ هل تعافى الإنتاج من أزمة نقص الرقائق؟ هل تواجه العالم أزمة نقص بسبب تايوان والصين؟
هناك أزمة رقائق إلكترونية أو أشباه الموصلات تلوح في الأفق حاليًّا، وذلك بسبب التوتر الواقع بين الصين وتايوان في الأسابيع الماضية، وسوف نستعرض لكم الأمر بشكل سريع، أشتعلت الأزمة بين الصين وتايوان في بداية الشهر الحالي عندما قامت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي بزيارة تايوان، والتي أثارت غضب الإدارة الصينية، وذلك لاعتبار تايوان جزيرة تحت سيادة صينية، ولا يجب التواصل معها بدون الرجوع للصين، وهذا ما نشرته العديد من وكالات الأنباء العالمية.
كما استعرضنا لكم بالكثير من التقارير بالشهور الماضية، وذلك بسبب الأزمة التي عانت منها أشباه الموصلات أو الرقائق الإلكترونية بعد فيروس كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية، فهي أجزاء إلكترونية صغيرة مسئولة عن تشغيل جميع الأجهزة والآلات التي نستخدمها بشكل يومي، وذلك بدءًا من الهواتف الذكية، ووصولًا إلى الصواريخ والمعدات الحربية، وبالطبع السيارات، ولمعرفة أهمية الرقائق الإلكترونية للأخيرة، فيكفي أن نعلم أن السيارة الواحدة تستخدم ما بين 50 و 150 شريحة من الرقائق الإلكترونية أو أشباه الموصلات.
قد لا يعلم الكثيرون أن جزيرة تايوان تضم أكبر وأهم مصنعي الرقائق الإلكترونية حول العالم، حيث تسطير تايوان على أكثر من 65% من الإنتاج العالمي لهذه الصناعة، وتسيطر على أكثر من 92% من إنتاج الرقائق الإلكترونية المتطورة صغيرة الحجم، والتي تستخدم بالهواتف الذكية والسيارات، ولمعرفة حجم تايوان بهذه الصناعة، يكفي أن نعلم أنها موطنًا لشركة TSMC الأكبر بهذا المجال، والتي وصلت قيمتها السوقية إلى 127 مليار دولار، واستطاعت السيطرة على 53.6% من صناعة الرقائق العالمية في الربع الأول من 2022، وذلك طبقًا لتقارير مؤسسة Money Control، ووكالات أنباء مثل CNBC.
كما نعلم جميعًا أن العالم قد واجه أزمة ضخمة وغير مسبوقة في نقص الرقائق الإلكترونية بالأعوام القليلة الماضية، والتي حدثت بسبب وقف الإنتاج بسبب أزمة انتشار فيروس كورونا، والتي تسبَّبت في نقص حاد في عدد السيارات المتوفرة بشكل خاص، والمنتجات الإلكترونية بشكل عام، وبالرغم من عدم تعافي الإنتاج من الأزمة بشكل كامل، إلا أن الوضع أصبح أفضل بكثير بالمقارنة لما كان عليه في بداية العام الحالي أو النصف الثاني من العام الماضي 2021.
للإجابة عن هذا السؤال دعونا أولًا نستعرض لكم بعض الحقائق، تُعَدّ الصين من أهم وأكبر مستوردي الرقائق الإلكترونية من تايوان، حيث تقوم الصين بشراء حوالي 10% من إنتاج تايوان من الرقائق حسب تقارير وكالة رويترز، ولكن يجب أن نعلم أيضًا أن تايوان تستورد حوالي 40% من الرمال المستخدمة بصناعة الرقائق الإلكترونية من الصين، إلى جانب بعض المكونات الأخرى.
تناولت بعض التقارير العالمية بالأيام القليلة الماضية أن تايوان تبحث عن موردين جدد للقطع والمواد المستخدمة بصناعة الرقائق الإلكترونية، بالإضافة إلى محاولتها لنقل مصانعها بالعديد من البلدان الأخرى، وذلك لضمان عدم تعطل سلاسل الإمداد أو الإنتاج بسبب الأزمة بينها وبين الصين أو بسبب أي أزمة بعد ذلك، وأوضحت التقارير أيضًا أن تايوان بدأت بمباحثات مع الهند لنقل بعض مصانعها الضخمة إلى هناك.
تناولت الكثير من التقارير أيضًا ، ان الولايات المتحدة الأمريكية تقوم حاليًّا بعقد اتفاقات مع تايوان لبناء عدد من المصانع داخل أراضيها، وذلك لتقوية إنتاجها من الرقائق الإلكترونية، وتفادي تعطل الإنتاج لأي أسباب، والجدير بالذكر أن الولايات المتحدة تُعَد المستفيد الأكبر والأول من الرقائق الإلكترونية التايوانية ,أو الرقائق الدبلوماسية كما أطلقت عليها الإدارة التايوانية .
بالرغم من وقف الصين للعديد من الأعمال التجارية والتصدير إلى تايوان، والتي شملت بعض المواد الغذائية والفواكه وغيرها، إلا أنها لم تمس أي شيء يخص الرقائق الإلكترونية لأنها أحد أكبر المستفيدين منها كما ذكرنا، لكن اليوم تم نشر التقارير التي تؤكد رفض تايوان لاتفاقية إنتاج مشترك للرقائق الإلكترونية مع الصين، ومع التصعيد الذي نراه حاليًّا والتهديد المباشر من رئيس تايوان للصين بأنها «سوف تدفع ثمنًا باهظًا لما تفعله حاليًّا»، قد تقوم الصين بوقف تصدير الرمال المستخدمة بالصناعة أو محاصرة الجزيرة بشكل كامل، والذي قد يترتب عليه تعطل في إنتاج الرقائق، والذي سوف يؤثر على العالم بالكامل بالطبع.
كما نعلم جميعًا لا تتوفر أي سيارات للحجز أو للبيع حاليًّا سوى السيارات الصينية أو السيارات المجمعة محليًّا، وكما ذكرنا أيضًا تعتمد الأولى بشكل شبه كامل على أشباه الموصلات التايوانية، بمعنى أنه إذا وقعت أزمة إنتاج رقائق إلكترونية جديدة بالفعل، قد لا تتوفر حتى السيارات الصينية للبيع أو للحجز بالسوق المصرية، مما سوف يزيد الأزمة ويساهم في رفع الأسعار بشكل إضافي.