تعرف علي أسباب نجاح كندا في خفض معدلات الوفيات الناتجة عن حوادث الطرق
قد يظن الكثيرون أن الوقت الحالي من أفضل الأوقات بالنسبة لعدد الحوادث بشكل عام، وتختلف النتائج بنسبة 50% بين البلدان. عقوبات صارمة للقيادة تحت تأثير الكحول، واستخدام سيارات أصغر.
قد يظن الكثيرون أن الوقت الحالي من أفضل الأوقات بالنسبة لعدد الحوادث بشكل عام، وتختلف النتائج بنسبة 50% بين البلدان. عقوبات صارمة للقيادة تحت تأثير الكحول، واستخدام سيارات أصغر.
قد يظن الكثيرون أن الوقت الحالي الذي نعيش به هو من أسوأ الأوقات بالنسبة للأمان، وعدد الوفيات الناتجة عن الحوادث، ولكن حقيقة الأمر أن وقتنا الحالي من أفضل وأقل الأوقات بالنسبة لعدد الحوادث بشكل عام، ولكن حتى الآن مازالت تختلف النتائج من بلد إلى آخر بنسبة تقارب 50%، ولمعرفة الأسباب قام موقع بلومبرج الاقتصادي بنشر دراسة هامة تكشف عن ذلك.
قارنت الدراسة بين عدد الوفيات الناتجة عن حوادث الطرق بالولايات المتحدة الأمريكية، والتي ارتفعت بنسبة 19% في الفترة ما بين عام 2010 وحتى 2020، لكن على الجانب الآخر وفي دولة تتشارك معها أطول خط حدودي في العالم، استطاعت كندا تخفيض عدد الوفيات الناتجة عن الحوادث لتصل إلى 46 حالة وفاة لكل مليون شخص، والتي تُعَدُّ أقل من نصف معدل الوفيات في الولايات المتحدة، والذي يصل إلى 118 حالة وفاة لكل مليون شخص.
ليس ذلك فقط بل قامت الدراسة بشرح الأسباب في ذلك، والتي قد لا تكون متوقعة للكثيرين، حيث جاء السبب الأول في الإجراءات والعقوبات الفورية الصارمة التي تفرضها كندا على السائقين تحت تأثير الكحول، والذي يُعَدُّ أحد أكبر أسباب الحوادث على الطرق الأمريكية، وبالرغم من ذلك قد يستغرق الأمر مدة تتخطى 9 أشهر لتطبيق أي عقوبة على السائق، إذا تم تطبيقها من الأساس.
بينما يتم تطبيق عقوبات فورية في كندا عند وصول معدل الكحول في الدم إلى 0.5%، وهو أقل من المعدل القانوني بالولايات المتحدة بنسبة 0.3%، وتشمل العقوبات تعليق ترخيص المركبة لمدة لا تقل عن سبعة أيام، أو يتم حجز السيارة من قبل الشرطة، بالإضافة إلى تركيب جهاز داخل السيارة لكشف نسبة الكحول لدى السائق لمنعه من ارتكاب المخالفة مرة أخرى، وذلك وفقًا لتصريح Robyn Robertson الرئيس التنفيذي لمؤسسة أبحاث الحوادث المرورية في كندا.
أما السبب الثاني هو استخدام المواطنين الكنديين لسيارات أصغر حجمًا، وذلك على عكس المواطنين الأمريكيين الذين يختارون دائمًا أضخم الشاحنات البيك أب، والسيارات الـ SUV التي يتخطى وزنها عدة أطنان، حيث سيطرت هذه الفئة على 70% من مبيعات السيارات هناك، وبالطبع يساهم ذلك في رفع نسبة الوفيات، خصوصًا بالنسبة للمشاة وراكبي الدراجات في حالة وقوع حادث مروري، والدليل على ذلك هو وقوع 7.485 حالة وفاة في أمريكا في عام 2021 فقط بسبب السيارات الضخمة.
استخدام السيارات الخاصة بشكل أقل
أما السبب الثالث هو ارتفاع الضرائب على الوقود في كندا، مما يشجع المواطنين هناك على القيادة بنسبة أقل بـ50% بالمقارنة بالمواطنين الأمريكيين، ويعوض المواطنون الكنديون ذلك في استخدام وسائل المواصلات المختلفة مثل الحافلات أو مترو الأنفاق، أو حتى السير على الأقدام.
انتشار كاميرات مراقبة القيادة والسرعة
بالنسبة للسبب الرابع فهو استخدام الكثير من التقنيات الحديثة في مراقبة الطرق مثل الردارات والكاميرات وغيرها، حيث أعلنت كندا أنها قامت بزيادة عدد كاميرات مراقبة السرعة من 50 إلى 75% بالمئة في بعض المدن مثل تورنتو، والتي ساهمت أيضًا في تقليل الخلافات العنصرية بين الشرطة والمواطنين، والتي انتشرت مؤخرًا عند التعامل بشكل شخصي بين الشرطي وقائد المركبة، وذلك على عكس بعض المدن الأمريكية، والتي يُمنع بها تركيب كاميرات لمراقبة السرعة مثل ولاية تكساس.
هدف مثل هذه الدراسة
بنهاية التقرير قد يتساءل الكثيرون عن سبب نشر مثل هذه الدراسة لمنطقتنا العربية، والهدف من ذلك هو حثُّ الحكومات على تطبيق النهج الكندي لتحقيق انخفاض مماثل في عدد الوفيات الناتجة عن حوادث الطرق، والتي مازالت تشهد زيادة حتى لو طفيفة في الكثير من البلدان العربية.