تجربة بورشه 911 كاريرا 2016 النسخة المُحسنة من الجيل السابع 991.2 - التقرير كامل
مستشار السيارات م. أحمد عمار يكشف أهم تحسينات Porsche 911 Carrera 2016، بما في ذلك التصميم، الأداء، وتقنية التبريد.
مستشار السيارات م. أحمد عمار يكشف أهم تحسينات Porsche 911 Carrera 2016، بما في ذلك التصميم، الأداء، وتقنية التبريد.
اختبار وتقرير : م. أحمد عمار - حلبة مرسى ياس / أبو ظبي - الإمارات العربية المُتحدة
عندما تنظر إلى النّسخة المُحسنة الجديدة من الجيل السابع لـ 911، سيصعب عليك في البداية تحديد الفروقات التصميمة بين النسخة الأصلية لهذا الجيل "991" والنّسخة المُحدثة الجديدة التي تحصل على الرمز 991.2، ولكن مع التروي ستلاحظ أوّل الفروقات في المصابيح الأمامية الجديدة رباعية نقاط الإضاءة النهارية من فئة LED، بالإضافة إلى العدسات التي تعمل بالتقنية الغازية Bi-Xenon.
ثاني الاختلافات، سيتمثّل في الصادم الأمامي للسيارة، الذي يأتي بفتحات تهوية أكبر ممتدة إلى الجوانب وتحمل ثلاثة قواطع عرضية للهواء لا اثنين كما في النّسخة السابقة، كما جاءت المصابيح الضبابية الشريطية أكثر نحافة من مثيلتها في النسخة السابقة، بالإضافة إلى قاطع الهواء المُدمج مع الصادم الأمامي الأكبر الذي سُيزيد من قوة الضغط السفلية down force المتولدة على مُقدمة السيارة.
تحمل النسخة المُحسنة الجديدة أيضا من بورشة 911، مصابيح شريطية خلفية جديدة رباعية نقاط الإضاءة، ستلاحظها في حالة تفعيل المكابح، ففي الليل سيظهر جمال النسخة المحسّنة بصورة واضحة.
قامت بورشة باستخدام نظامها المتطور الخاص ببدلات التهوية النشطة Active cooling air flaps لأول مرة في طراز 918 سبايدر الخارق محدود الإنتاج ذي السعر الباهظ للغاية، ليُثبت فاعلية ونجاح هندسي واضح، لتستغله الشركة في تطوير انسيابية وأيروديناميكية النسخة المحسنة الجديدة من 911، ليكون طراز كاريرا هو أول طراز تجاري يُنتج من بورش يحصل على هذا النظام.
تعمل هذه البدلات النشطة على ضمان أفضل تهوية لمكابح السيارة الأمامية مع تحسين مُعدلات الأيروديناميكية عموما للسيارة، لتعمل هذه البدلات بالتوافق مع الجناح الخلفي النشط، الذي تتحدد زاوية تفعيله على حسب وضع البدالات الثلاثة، فيجب أن يعمل الجناح الخلفي والبدالات النشطة الأمامية بمنتهى التناغم لتضمن السيارة توازنا ممتازا في قوة الرفع "Lift force" على المقدمة والمؤخرة.
يأتي المحرك الجديد بسعة 3 لترات "2981 سي سي بالضبط" موزعةً على ست أسطوانات مُنبطحة، ومُدعما بنظام شحن توربيني مزدوج للهواء Bi Turbo، ليقدر في النسخ الحاملة لشعار "S" على استخراج قوة 420 حصانا عند 6500 دورة في الدقيقة، مع عزم أقصى للدوران يبلغ 500 نيوتن- متر، يتم ظهورها في حيز الدورات ما بين 1700 و5000 دورة في الدقيقة، مع تمكن المحرك للوصول إلى حد أقصى من الدورات يقل بمقدار 300 دورة في الدقيقة عن محركات السحب الطبيعي للهواء المستخدمة سابقا ليبلغ 7500 دورة في الدقيقة.
أما النّسخ الأساسية من كاريرا فستحصل على نُسخ أقل قوة من هذا المحرك تبلغ 370 حصانا عند 6500 دورة في الدقيقة مع 450 نيوتن- متر كعزم أقصى للدوران يتم ظهوره في حيز الدورات ما بين 1700 و5000 دورة في الدقيقة، مع العلم أن كلتا النسختين تحصل على نفس المواصفات الهندسية الأساسية، مع اختلاف أن محرك نسخة S يزوّد بشواحن توربينية أكبر حجما وأكثر فاعلية ستكون أهم سبب في حصول نسخة S على قوة أكبر بمقدار 50 حصانا و50 نيوتن- متر.
هذا يعني أن المحركات المشحونة توربينيا الجديدة للنسخة المحسنة من 911 كاريرا باتت أكثر قوة وكفاءة على الرغم من أنها باتت أصغر في السعة اللترية مقارنة بالمحركات الأقدم ذات السحب الطبيعي للهواء، لتحصل المحركات الجديدة على قوة زائدة تبلغ 20 حصانا و60 نيوتن- متر على الرغم من أن محرك 911 كاريرا الجديد أصغر بمقدار "400 سي سي" عن محرك النّسخة السابقة، ومحرك النسخة S الجديدة من كاريرا أصغر في السعة بمقدار "800 سي سي"، مقارنةً بمحرك النّسخة الأصلية السابقة ذي السحب الطبيعي للهواء.
تأتي نسختا المحرك الموفرتان لطرازات 911 كاريرا الجديدة المُحسنة تحت مظلة عائلة المحركات الحاصلة على الرمز الكودي 9A2.. لتحصل نسختا المحرك الجديد الآتي بسعة 3 لترات سواء أكان ذا قوة الـ370 حصانا أو الـ420 حصانا على بلوك ووجوه أسطوانة من الألمونيوم، مع تجهيز غرف احتراق الأسطوانات الستة بقمصان حديدية خاصة Iron sleeves لتضمن تحمل الضغط الزائد داخل المحرك.
يتضمّن التصميم الهندسي لهذه المحركات نسبة انضغاط داخلية أقل تبلغ 10:1، مقارنةً بـ12.5:1 لمحركات السحب الطبيعي للهواء الأقدم.
يتكوّن نظام تغذية الوقود لهذه العائلة من المحركات، من مضختين للوقود وعلى نظام حقن مباشر للوقود، ليضمن النظام ضغط الوقود بصورة مباشرة داخل غرف الاحتراق تحت ضغط هائل يبلغ 250 بارا.
يتضمّن هذا المحرك مضخة ماء جديدة لتبريد المحرك، تأتي بنظام تعشيق خاص يتم تفعيله بطريقة مدروسة، لضمان "إحماء" المحرك ووصوله إلى درجة الحرارة المثالية للتشغيل في أسرع وقت، مع العلم بأن نظام الشحن التوربيني ونظام التبريد الداخلي الخاص به سيؤديان إلى زيادة وزن المحرك مقارنة بالمحرك المُستخدَم في النّسخ السابقة من كاريرا ذي السحب الطبيعي للهواء، سواء سعة الـ3.4 أو 3.8 لترات، لذا لجأت بورش إلى تقليل وزن العديد من المكونات الأخرى للمحرك على وجه الخصوص والسيارة على وجه العموم، لتحاول أن تصل إلى موازنة الزيادة في الأجزاء الجديدة وضمان عدم زيادة وزن المحرك والسيارة ككل، فتم على سبيل المثال استخدام نوعية جديدة من سبائك الألمونيوم في صناعة المحرك الذي يأتي أخف وزنا بمقدار 1.5 كم، مقارنةً بسبيكة الألمونيوم المستخدم في المحرك الأقدم، وتم استخدام حاوية جديدة للزيت Oil Pan مصنعة من نوع خاص من "البلاستيك" الأخف وزن مقارنة بالألمونيوم بمقدار 2 كجم، كما تم تصميم مضخة زيت جديدة أخف وزنا بمقدار 1.1 كجم مقارنة بمثيلتها التقليدية، بالإضافة إلى علب خلفية جديدة لنظام إخراج العادم تضمن وزنا أقل لوحدها بمقدار 7 كجم.
يقوم نظام الشحن التوربيني الخاص بمحرك طراز 911 كاريرا بضخّ هواء بضغط 13.1 رطل لكل بوصة مربعة "PSI" ليستخرج قوة الـ370 حصانا، أما المحرك الأقوى المزود بشواحن توربينية أكبر فينتج عن ضغط أعلى يبلغ 16 PSI.
توفّر بورش خيارين من صناديق السرعات لطرازات 911 كاريرا المُختلفة، ليتمثل الخيار الأول في صندوق السرعات اليدوي المتطور ذي السبع سرعات الذي تم تطوير نسب تروسه لتتماشى مع "شكل" القوة الجديدة التي ستستخرج من المحرك المشحون توربينيا، ليتم تطويل النّسب ابتداءً من ترس الغيار الثالث حتى السابع، مع حصول هذا الصندوق أيضا على نظام تعشيق للتروس بقرصين ضاغطين 2-Disk Clutch لأول مرة.
يتمثّل الخيار الثاني في الصندوق الأوتوماتيكي المطور ذي نظام التعشيق المزدوج للتروس من فئة PDK الآتي بسبع سرعات أيضا، لتزود نسخته الجديدة بحذافة ميكانيكية مزدوجة الكتلة Dual-mass flywheel مع وحدة جديدة "لمص" الاهتزازات، وطبعا مع نظام تشغيل جديد يتماشى مع شكل قوة المحركات المشحونة توربينيا الجديدة، لتُعلق بورش على تطوير هذا الصندوق بأن أهم أولوياته ترتكز على تحسين كفاءة تشغيله واقترانها مع أعلى درجات الأداء الرياضية وسرعة التجاوب مع السهولة والراحة في الاستخدام.
هذا والجدير بالذكر أن كلا الصندوقين يأتي بحجم مُدمج وبوزن متقارب، ليزيد وزن الصندوق الأوتوماتيكي PDK عن الصندوق اليدوي بـ20 كجم فقط.
حصلت النسخة المُحسنة من 911 كاريرا على تجهيز التحكم والتوجيه النشط للمحور الخلفي للعجلات كتجهيز اختياري جديد كنا لا نجده في الماضي إلا للطرازات الأقوى والأسرع مثل 911 تربو وGT3.. فهذا النظام سيلعب دورا هاما في تعزيز الأداء الديناميكي لطرازات كاريرا ونقل مستواه إلى مرحلة "أعلى"، فكاريرا الجديدة مُختلفة تماما عن ما كنت تعرفه عن هذا الطراز!
يعمل نظام التوجيه النشط للمحور الخلفي على توجيه العجلات الخلفية في عكس اتجاه توجيه العجلات الأمامية، وذلك حتى سرعة 50 كم/ ساعة، فمثلا إن كنت تقوم بتوجيه السيارة إلى اليمين فستتوجه العجلات الأمامية بالطبع إلى اليمين على حسب درجة توجيهك لعجلة القيادة، مع توجيه العجلات الخلفية أوتوماتيكيا بفضل النظام إلى اليسار، أي عكس اتجاه التوجيه ليعمل هذا النظام على "تقصير" قطر دوران السيارة بنسبة "0.4 أمتار"، أو كما تصفه بورش بتقصير طول قاعدة العجلات بطريقة "تصورية".. أما في السرعات الأعلى من 80 كم/ ساعة، فيقوم النظام بتوجيه العجلات الخلفية في نفس اتجاه توجيه العجلات الأمامية، لتشعر في هذه الحالة أنه تم "تطويل" قاعد العجلات أو أن قطر الدوران أصبح أطول! لتصف بورش هذا النظام بأنه سيساعد على تحسين معدلات "الاتزان" والأداء الديناميكي عند دخول المنعطفات، وهذا ما سنشرحه بطريقتنا في الفقرات التالية.
وفّرت بورش للنسخ المُحدثة الجديدة من 911 و718 بوكستر، إصدارها الأحدث من وحدة التحكم في الاتصالات PCM" Porsche communication management" التي تشمل شاشة عرض البيانات الجديدة العاملة باللمس ذات قياس الـ7 بوصات، ووحدة التعرف على الأوامر الصوتية، وأزرارا للتحكم في النظام الصوتي لوحدتَي الراديو ومُشغل الأسطوانات وطبعا نظام الملاحة الإلكتروني.
يوفّر نظام الملاحة الإلكتروني الخاص بهذه الوحدة معلومات لحظية عن حالة الزحام في الشوارع، لتشمل الخرائط ألوانا مُتعددة للطرق، ليُمثل اللون الأخضر الطرق غير المزدحمة واللون الأصفر الطرق الأعلى في الكثافات المرورية، وأخيرا اللون الأحمر لحالات الزحام الشديدة.
تستطيع أيضا عبر هذه الوحدة توصيل هاتفك المحمول من نوع Apple بالكابل عبر فتحة الـUSB الخاصة بالوحدة، بغرض شحن بطاريته أو بغرض الاتصال لعرض أهم البرامج والتطبيقات الخاص بك على شاشة عرض الوحدة، وذلك عبر نظام Apple car play، فمثلا تستطيع تشغيل تطبيقات جوجل مثل Earth أو Street view أو تشغيل تطبيق جوجل Maps للملاحة في حالة عدم تفعيل خرائط نظام الملاحة الإلكتروني في بلدك، أو حتى تستطيع تشغيل ملفات الأغنيات الخاصة بك على الهاتف، وهكذا.
تستطيع عبر وحدة PCM الجديدة تشغيل الأسطوانات الرقمية من نوع CD أو DVD، مع توفر وحدتين لقراءة كروت التخزين من فئة SD ووحدة القرص الصلب لتخزين الأغنيات الخاصة بك والتي قد تصل إلى 3000 أغنية، بالإضافة إلى خاصية الربط اللاسلكي Bluetooth مع توفير خدمة Wi-Fi لتفعيل شبكة ربط لاسلكية بين الأجهزة المحمولة في السيارة، وتستطيع عن طريقها نشر خدمة الإنترنت في السيارة إن كانت الوحدة تحمل شريحة هاتف لتفعيل الخدمة في الأساس.
توفّر بورش خيارين مُهمين للأنظمة الصوتية المربوطة بوحدة PCM، كلّ منهما سيتكون من 12 مُكبرا للصوت، ولكن يأتي الخيار الأول بقدرة 445 من BOSE والخيار الثاني من شركة Burmester ولكن بقدرة 821 واطا.
توفر بورش للنسخ المُحسنة من بورش 911 وطراز 718 بوكستر الجديد، عجلة قيادة رياضية مُتعددة الاستخدامات مستوحاة من مثيلتها في طراز 918 سبايدر الخارق والمحدود الإنتاج، لتأتي العجلة الجديدة بقطر 375 ملم أو 360 ملم، وتأتي بمفتاح خاص لاختيار وضعية التشغيل Mode switch يُشبه الموجود في طراز 918 بشكل كبير "إذا كانت سيارتك تحمل مجموعة تجهيزات Sport chrono Package"، لتستطيع الاختيار بين وضعية التشغيل العادية Normal أو الرياضية Sport أو Sport + أو وضعية الاختيارات الخاصة Individual.
تضمن عجلة القيادة الجديدة العديد من الوظائف، مثل التحكم في الهاتف المحمول المربوط بالسيارة أو التحكم في وحدة الراديو ومشغل الأسطوانات، بالإضافة إلى رز خاص لتغيير شكل البيانات المعروضة على شاشة عرض البيانات الدائرية التي تأتي بجانب عداد قياس عدد دورات المحرك.
عندما قرأت عن خبر الإطلاق العالمي للنسخة المُحسنة الجديدة من 911، استفزتني فكرة تزويدها بمحركات جديدة مشحونة توربينيا أصغر في السعة اللترية مقارنة بالمحركات الكلاسيكية ذات السحب الطبيعي للهواء، ونسبة الانضغاط الداخلية المرتفعة التي كنا نجدها في طرازات كاريرا المُختلفة، والتي كانت تقدر للوصول إلى 7800 دورة في الدقيقة.. لتُشعرك بأنك في سيارة سباقات حقيقية، فعلى الرغم من أن المحركات الجديدة المشحونة توربينيا أقوى بمقدار 20 حصانا و60 نيوتن- متر سواء مقارنة بالمحرك القديم ذي سعة الـ3.4 لترات أو المحرك الأكبر ذي سعة الـ3.8 لترات، بالإضافة إلى حصولها على مُعدلات أفضل في استهلاك الوقود بنسبة 12%، فإن فكرة المحركات المشحونة توربينيا لم ترق لي! لأني أشعر بأن هذه النوعية من المحركات يجب أن يقتصر وجودها واستخدامها في الفئات الأقوى والأسرع مثل "تربو" أو "GT2" من 911، حتى لا تختلط السمات الديناميكية وروح وشكل قيادة طرازات كاريرا بالفئات الأعلى والأقوى التي أفضّلها بالمناسبة! فطراز "تربو S" هو أفضل طراز يُمكن أن تشتريه من 911 وبورش على العموم من وجهة نظري، فأنا لا أريد أن نعتبر طرازات الكاريرا هي نسخ "أقل قوة" فقط من طراز "تربو" على سبيل المثال.. فصوت المحركات ذات التنفس الطبيعي للهواء هو أمر مُهم بالنسبة إليّ، فمثلا يحمل طراز كاريرا GTS الأقدم روحا خاصة كُنت أعتقد بأننا لن نجدها في النسخ المُحسنة الجديدة من كاريرا.
بدأت تجربتي مع النسخة المُحسنة الجديدة من كاريرا باستلام نُسخة S الرياضية ذات نظام الدفع الخلفي للعجلات على حلبة مرسى ياس الشهيرة للفورميلا 1، لتحصل سيارتي على مجموعة تجهيزات Sport Chrono package وصندوق السرعات الأوتوماتيكي الفذ ذي السبع سرعات من فئة PDK الذي تستطيع التحكم في نقل سرعاته يدويا عبر البدالات المُثبتة في عجلة القيادة الجديدة المستوحاة من مثيلتها في طراز 918 سبايدر، والتي تحمل مفتاحا خاصا للتبديل بين وضعيات التشغيل المُختلفة للسيارة، لأقوم بضبطه فورا على وضعية Sport +، فأنا على حلبة سباقات احترافية ولا أحتاج إلى أن أشرح مدى الإثارة والسعادة التي انتابتني منذ ركوبي السيارة والتي أشعلتها باختيار الوضعية الرياضية، مع العلم بأن مُعدلات سعادتي تزايدت عندما قمت بالضغط على دواسة الوقود برفق، لأسمع صوت هذا المحرك الجديد ذي سعة الـ3 لترات المشحون توربنيا القادر على استخراج 420 حصانا و500 نيوتن- متر، فصوت المحرك أكثر من رائع وستحبه ولن تشعر بأنه أصبح "ميكانيكيا" ومملا! خصوصا مع التجهيز الاختياري لنظام إخراج العادم الرياضي الذي وجدته في سيارتي والذي يأتي بعبلة وسطية مزدوجة بمظهر كلاسيكي سيذكرك بالطرازات التاريخية لـ911، والأهم هو صوتها العميق المُميز الذي تستطيع تقليله وتحجيمه بضغط زر واحد أو العكس بالطبع! إذن أنا سعيد قبل حتى بدء قيادة السيارة! حتى إن شاشة عرض البيانات الخاصة بوحدة PCM الجديدة تدعو إلى الفرح والسرور، لأشعر بالعديد من الاختلافات الجذرية بمجرد ركوبي للسيارة وقبل التحرك لمتر واحد.
مع قيادتي لعدة نُسخ من كاريرا سواء الكوبيه أو المكشوفة الحاملة لشعار S أو لا، لعدد قد يزيد على 25 لفة كاملة على الجزء الجنوبي من حلبة مرسى ياس والتي يبلغ طولها 4.5 كم تقريبا، أستطيع أن أستنتج العديد من النقط المهمة...
أولا يجب أن نعلم أن بورش قد نجحت في رفع سقف أداء طرازات كاريرا لمستوى جديد وخصوصا على المستوى الديناميكي، فمثلا نجد نظام التوجيه النشط للمحور الخلفي كتجهيز اختياري لأول مرة في تاريخ طرازات كاريرا بعد أن كان مُقتصرا على الطرازات الأقوى والأغلى ثمنا مثل "تربو" و"GT3"، وهو النظام الذي ستشعر بمدى عبقريته وفعاليته على حلبة السباق بصورة واضحة لا تحتمل الخطأ! فالدخول إلى المنحنيات والمنعطفات أسهل وأكثر "أمنا" مع هذا التجهيز المُدهش الذي شعرت بأنه زاد من معدلات "التماسك" عند دخول المنحنيات، كما أن نظام بورش للتحكم النشط في نظام التعليق PASM يأتي كتجهيز قياسي في كاريرا بعد أن كان تجهيزا اختياريا في الماضي، وهو مقترن بالطبع بنظام التعليق المُتغير، ليعمل على تغيير شكل تجاوب نظام التعليق على حسب طريقة القيادة وشكل الطريق.
بالنسبة إلى المحرك والأداء العام لكاريرا S، نستطيع ببساطة أن نقول بأن المحرك يمتلك قدرا زائدا من عزم الدوران عند مقارنته بأقوى نُسخ كاريرا الأقدم وهي "GTS"، وهو كفيل بأن يُشعرك بالفرق الواضح في الأداء العام، مع توفير استجابة مُمتازة لن تشعرك بسلبية أو التأخر النسبي للمحركات المشحونة توربينيا في إخراج القوة، ليكفي أن تعرف أن عزم الدوران الأقصى يظهر من 1700 دورة في الدقيقة فقط، ليستطيع طراز كاريرا S التسارع من السكون إلى سرعة 100 كم/ ساعة في غضون 3.9 ثوانٍ وإلى 200 كم/ ساعة في 12.5 ثوانٍ إن كانت سيارتك مزودة بالصندوق الأوتوماتيكي من فئة PDK مع حزمة تجهيزات Sport Chrono package التي تضمن أيضا وضعية الانطلاق Launch control التي ستضمن أفضل كمية تماسك للعجلات لأفضل و"أسهل" طريقة للتسارع من الثبات، فطراز كاريرا S يحمل أداء "أفضل" من نسخة GTS الأقدم التي قُمنا بتجربتها خلال العام الماضي في مدينة شتوتجارت الألمانية والتي تتسارع من السكون إلى سرعة 100 كم/ ساعة في غضون 4 ثوانٍ، وإلى 200 كم/ ساعة في 13.5 ثوانٍ على الرغم من أن محركها يستخرج قوة أكبر من محرك كاريرا S الجديد بمقدار 10 أحصنة، ولكن كلمة السر تكمن في عزم الدوران الأقصى الذي يزيد في المحرك الجديد المشحون توربينيا بمقدار 60 نيوتن- متر عن محرك كاريرا GTS، وطبعا طريقة ظهوره من حيز دورات المحرك المُنخفضة ستؤثر أيضا في توفير أداء "أعلى".
إذن المحرك المشحون توربينيا سيوفر أداءً أعلى بكثير لكاريرا S مقارنة بنسخة S الأقدم، بل إنه سيساعد كاريرا S الجديدة لتوفر أداءً أكثر عنفا وفعالية على الحلبة مقارنة بأقوى نسخ كاريرا السابقة وهي نسخة "GTS".. إذن هذا المحرك الثوري هو بداية لعصر جديد أكثر إشراقا لبورش على وجه العموم و911 على وجه الخصوص!
الإجابة ببساطة بعد تجربتي هي: لا! فأنا قُمت بتجربة طراز 911 تربو من الجيل الأخير 991 مُنذ عامين تقريبا، وقد أبهرني وأحببته ووضعته على هرم أفضل الطرازات الرياضية التي قُدتها في حياتي.. وتشبيه طراز كاريرا S به لأمر مُمتاز وليس سيئا على الإطلاق! ولكن أن يكون طراز كاريرا S هو مجرد نسخة "أضعف" من طراز تربو لهو أمر محزن نوعا ما ومن المفرح أنه ليس حقيقيا!
فتجاوب مُحرك كاريرا S هو مُختلف تماما عن شكل تجاوب مُحرك طراز "تربو" لأنه ببساطة أقرب لمحركات السحب الطبيعي للهواء أكثر من محرك طراز "تربو" الذي يأتي بالمناسبة بتجاوب ممتاز ومُبهر بفضل الشواحن التوربينية من فئة VTG ذات التغير الحجمي، لتشعر بأنه محرك مشحون توربينيا ولكن بصورة مُختلفة ومُتقدمة عن أي محرك مشحون توربينيا في العالم.. ولكن المحرك 9A2 الموفر لكاريرا فأسهل طريقة لوصفه هو أنه محرك بسمات قريبة للغاية من محركات السحب الطبيعي للهواء كما قلنا، ولكن بعضلات أكبر وبعزم دوران متاح في أي وقت.. لأستمتع بطراز كاريرا S، وأتمنى أن يأتي اليوم الذي سأقود فيه نسخة GTS الجديدة التي ستعتمد على نُسخة أقوى وأكثر فاعلية من هذا المحرك، كما أنني وصلت إلى فكرة أنه حتى لو اعتبرنا أن طراز مثل كاريرا S هو مجرد نسخة "أضعف" من طراز "تربو" فهذه كشهادة جودة وامتياز لكاريرا وليست شهادة تعيبه أو تقلل من شأنه.