ماكلارين 720 إس - النقطة التالية لحدود العلم والفيزياء
تصوير: عمر الشربيني الزمان عام المكان مطار ميلان الإيطالي رون دينيس الرئيس التنفيذي للشركة قيادة المتسابقين إيرتون سينا المملكة المتحدة بناء أفضل سيارة إنتاج السيارات المخصصة للطرقات الشارة الخضراء منصور عجة التصوير عمر الشربيني
تجربة خاصة/ م. أحمد عمار
تصوير: عمر الشربيني
الزمان عام 1988.. المكان مطار ميلان الإيطالي، 4 من نُجوم شركة ماكلارين.. يترأسهم رون دينيس الرئيس التنفيذي للشركة حين ذاك والمدير التقني للشركة جوردون موراي.. ينتظرون طائرتهم المتوجهة إلى المملكة المتحدة بعد سباق الجائزة الكبرى لبطولة الفورميلا 1 لهذا العام.. في هذا الموسم ماكلارين قد نجحت نجاحًا مُنقطع النظير في البطولة الرياضية الأشهر في الرياضة الميكانيكية على مدى التاريخ.. سيارة السباقات الخاصة بهم الحاصلة على اسم MP4/4 Race استطاعت الفوز في 15 سباقًا من أصل 16 سباقًا بفضل هندسة السيارة الفريدة، وبفضل القيادة المُتميزة للمتسابقين إيرتون سينا، وألان بروست.. ماكلارين قد حفرت اسمها من نُور في عالم السباقات.. ولكن ماذا عن مستقبل الشركة؟! وتحديدًا في عالم إنتاج السيارات المُخصصة للطرقات.. في أثناء هذا الانتظار التاريخي في المطار.. قررت إدارة ماكلارين بناء أفضل وأسرع سيارة مُخصصة للطرقات.. في هذا التاريخ قررت ماكلارين بناء طراز F1 الخارق العظيم.. لتبدأ دراسة المشروع بعد إطلاق الشارة الخضراء من الممول الرئيسي للشركة.. رجل الأعمال السعودي الفرنسي منصور عجة.
في عام 1992 خرج طراز F1 للنور.. ليكون طرازًا محدود الإنتاج، مُدعمًا بأحد أفضل المحركات التي خرجت من BMW الألمانية.. مع الهيكل الأول المُصنع من الألياف الكربونية لسيارة مُخصصة للطرقات، مع استخدام المغنيسيوم والتيتانيوم في بناء السيارة.. جوردون موراي أراد أن تحل ماكلارين F1 مشكلات السيارات فائقة الأداء الشهيرة في هذا الوقت.. موراي أراد سيارة بوضعية جلوس مثالية.. مع مساحات جيدة للبدالات.. استغلال ذكي للمساحات الداخلية.. مدى رؤية ممتاز لقائد السيارة.. وطبعًا مع الهدف لبناء السيارة الأفضل في التاريخ.. السيارة الأسرع أيضًا.. السيارة الأكثر تميزًا على مدى العصور.. حصلت F1 على قوة تتراوح ما بين 630 حصان و 680 حصان بفضل المحرك الثوري الآتي من BMW.. في 31 مارس من عام 1998 استطاع المتسابق الإنجليزي أندي والاس تسجيل سرعة قصوى بهذا الطراز بلغت 386.4 كم/ ساعة.. ليحصل هذا الطراز على لقب السيارة الأسرع في العالم.. ليتربع هذا الطراز العظيم على عرش العالم حتى كسر طراز كونيجسيجCCR الرقم القياسي في عام 2005.
منذ ظهور طراز ماكلارين F1 على ساحة السيارات فائقة الأداء.. وهو «الحلم» الأعظم لمُحبي السيارات.. هذا الطراز هو الطراز الأكثر تميزًا وحصرية من المملكة المُتحدة.. هذا الطراز هو الذي وضع ماكلارين في مكانتها العالمية من وجهة نظري.. لطالما حلمت بتجربته.. ولكن فرصة تجربة طراز مثل F1 هو حلم صعب للغاية.. خصوصًا مع عدد نُسخه المحدود الذي قُدّر بـ106 سيارات فقط.. مع زيادة سعر هذا الطراز بصورة دورية «مجنونة».. لتباع النُسخة صاحبة الرقم «44» في فبراير من عام 2018 بسعر جنوني بلغ 15.4 مليون دولار أمريكي.. طبعًا هذه النسخة هي السيارة الوحيدة من فئة GTR LT المُخصصة للاستخدام على الطرقات.. ولكن سعرها يبقى جنونيًّا وفريدًا على الرغم من ذلك.
في شهر يناير من عام 2019 أتيحت لي فرصة تجربة طراز خارق «تجاري» من ماكلارين.. طراز تستطيع الحلم بتجربته أو شرائه.. طراز جاء ليحمل فلسفة شركة ماكلارين أوتومتيف التي تأسست عام 2010 لتحل محل شركة ماكلارين للسيارات.. طراز طور ليكون الطراز «الخارق» الأفضل.. والذي يأتي بأداء يقارن بسيارة ماكلارين الكلاسيكية من الفئة «الفائقة» وبسعر «ضئيل» مقارنة بسعر السيارات الفائقة.
طراز 720 S يحمل في طياته مستوى ديناميكيًّا وأداء أفضل في نقاط كثيرة من الطراز الكلاسيكي الأسطوري.. ماكلارين اسم أسطوري بالنسبة لي وللكثيرين.. ولكن هل يستطيع طرازها الجديد أن يكون «أسطوريًّا» ومبهرًا مثل الطراز الكلاسيكي الشهير؟ هل يستطيع منافسة طرازات بورشه وفيراري ولامبورغيني؟ نعم هو لا يأتي بديلا لماكلارين F1.. ولكن العالم كله يتحدث عن «استثنائية» أدائه تابعوني في هذا التقرير الخاص للغاية لتتعرفوا على طراز 720 S الخارق الأداء.. لنبدأ بالمعلومات الأساسية عن هذا الطراز قبل الخوض في تفاصيله وانطباعات تجربته.
الجيل الثاني من طرازات ماكلارين الخارقة
يأتي طراز 720 إس ليُمثل الجيل الثاني لطرازات الشركة الإنجليزية الخارقة المُسمى بـSuper Series.. فالشركة تُقدم 3 فئات مُختلفة من السيارات.. الفئة الرياضية Sport Series والفئة الفائقة الأداء Hyper series.. ليأتي هذا الطراز كتطور رائع لطرازات مثل MP4-12C و650 S و675 LT.. ليكون الاختلاف الأهم في استخدام مُحرك جديد «أكبر في السعة» يحمل الرمز الكودي M480T.. يأتي بسعة 4 لترات موزعة على ثمانية أسطوانات.. بدلًا من 3.8 لتر لطرازات الجيل الأول.. مع دعمه ككل طرازات العصر الجديد للشركة بنظام شحن توربيني مزدوج متطور للغاية مع استخدام مكونات ميكانيكية جديدة بنسبة 41% مقارنة بمحرك الجيل الأول.. ليقدر على استخراج قوة 720 حصان عند 7500 دورة في الدقيقة.. مع 770 نيوتن متر للعزم الأقصى للدوران.. وذلك عند 5500 دورة في الدقيقة.. مع توصيله بصندوق سرعات أوتوماتيكي من 7 سرعات أمامية، ونظام تعشيق مزدوج للتروس.. يأتي من فئة SSG والذي سيقوم بدوره بنقل القوة إلى نظام الدفع الخلفي للعجلات.
يحصل هذا الطراز على هيكل مُصَنَّع من الألياف الكربونية كما جرت العادة في كلِّ الطرازت التي حملت شعار ماكلارين.. هذه الشركة مُتخصصة في هذه الفكرة، بل هي مَن بدأها كما قلنا، طراز ماكلارين F1 الأسطوري هو أول طراز مُخصص للطرقات يحمل هيكلًا من الألياف الكربونية خفيفة الوزن؛ مما يعني امتلاك ماكلارين خبرة في بناء الهياكل من هذه النوعية لمُدة تزيد عن الـ26 عامًا إن تحدثنا عن السيارات المُخصصة للسباقات.. وعمر «أطول» إن تحدثنا عن السيارات الخاصة بالسباقات.. ليبلغ وزن هذا الطراز فارغًا 1283 كجم.. و1419 كجم مع تزويده بكل الزيوت وسوائل التبريد مع خزان وقود ممتلئ بنسبة 90%.
أقوى وأسرع سيارة أنتجها ماكلارين في الفئة الخارقة
يأتي طراز 720 S بقوة أكبر من طراز 675 LT بمقدار 45 حصان.. وأقوى من طراز ماكلارين F1 الأسطوري بـ40 حصان.. ليستطيع التسارع من 0 -100 كم / ساعة في 2.9 ثانية وإلى سرعة 200 كم/ ساعة في 7.8 ثانية وإلى سرعة 300 كم/ ساعة في 21.4 ثانية مع القدرة للوصول لسرعة قصوى تبلغ 341 كم/ ساعة.. مع بلوغ متوسط استهلاك الوقود 10.7 لتر لقطع كل 100 كم.. ولتعرفوا «سحر» هذه الأرقام.. يجب أن تعلموا أن 720 S أسرع من طراز ماكلارين F1 الكلاسيكي الأسطوري.. الذي يقدر على التسارع من 0 – 100 كم/ ساعة في 3.7 ثانية.. وحتى سرعة 200 كم/ ساعة في 8.8 ثانية.. ليكون طراز F1 أسرع في الوصول لسرعة 300 كم/ ساعة، والذي يستطيع تحقيقه في 20.3 ثانية مقارنة بـ21.4 ثانية لطراز 720 S.. وطبعًا مع سرعة قصوى أعلى من طراز 720 S الذي يبقى طرازًا «خارقًا» وليس «فائق الأداء».
الجدير بالذكر أيضًا أن طراز 720 S هو أسرع بشكل واضح من نُسخة 675 LT الخاصة من الجيل الأول لسيارات ماكلارين.. والتي كانت تستطيع التسارع من 0 – 100 كم/ ساعة في 2.9 ثانية كطراز 720 S ولكنها تصل إلى سرعة 200 كم/ ساعة في 7.9 ثانية وحتى سرعة 300 كم/ ساعة في 25.9 ثانية.. مع القدرة للوصول لسرعة قصوى «أقل» من 720 S تبلغ 330 كم/ ساعة فقط.
أكثر الطرازات الخارقة «راحة» و«سرعة» على الإطلاق.. أفضل سيارة من هذه الفئة قُمنا بتجربتها على الإطلاق
عندما جاءتني المكالمة الهاتفية من مكتب ماكلارين الشرق الأوسط لإعلامي بأن سيارة تجربتي من طراز 720 S جاهزة للاستلام في فرع شركة الحبتور في شارع الشيخ زايد بمدينة دبي.. انتابتني حماسة غير طبيعية.. وبتوفيق الله استلمت في صباح هذا اليوم طراز لامبورغيني أفانتادور إس للتجربة؛ لأكون من الصحفيين المحظوظين القليلين في العالم التي أتيحت لهم تجربة هذه الطرازات المهمة.. «في نفس الوقت» حصلنا على نُسخة خاصة بلون أزرق مُميز للتجربة من لامبورغيني.. واحدة من أقوى وأسرع نُسخ الطراز الأسطوري.. لأخذ سيارة لامبورغيني على الفور مع صديقي ومصور أوتو زوون الرسمي «عُمر الشربيني» لأذهب لاستلام سيارة ماكلارين التي لطالما حلمت بتجربتها.. لتشاء الأقدار أن تكون تجربتي خاصة و«مختلفة» بشكل لم أكن أحلم بترتيبه.
وصلنا لصالة عرض ماكلارين.. لتقابلني صديقتي العزيزة من ماكلارين «كاني» التي تعمل بمنصب مديرة العلاقات العامة للشركة بابتسامة كبيرة وبمقابلة حافلة.. فالسيدة ستُسلمني أحد أفضل الطرازات التي أنتجتها ماكلارين في تاريخها.. لتفاجئ بسيارة اختبارنا «الثانية».. لتزيد المفاجأة مع علمنا بأن نُسخة تجاربنا من ماكلارين تأتي بلون أزرق خاص هي الأخرى.. عندما شاهد موظفو ماكلارين سيارة لامبورغيني معي.. لم أجد نظرات «غاضبة» كما كنت أتوقع.. الجميع استقبل سيارتي التي صففتها أمام صالة العرض بنظرات «التحدي» وابتسامات «غامضة».. ليُخبرني الجميع بأني «سأتفاجأ» بالفرق بين السيارتين.. كل الموظفين أخبروني بأن سيارتهم أكثر راحة ورحابة بل و«أسرع» وأكثر جنونًا من سيارة لامبورغيني.. لأجاوب على تصريحاتهم بأني سأجرب السيارتين بنفسي.. وأني أتوقع أن تكون سيارة ماكلارين مُذهلة بعدة طرق.. ولكن يجب أن لا ننسى أن أفانتادور إس هي واحدة من أعظم السيارات في تاريخ السيارات.. المقارنة ستكون صعبة و«ملتهبة» بالطبع.
بعد إنهائي لأوراق الاستلام.. جاءت اللحظة التي كنت أنتظرها من بداية الرحلة.. وهي لحظة استلامي لماكلارين 720 S.. لتبدأ المفاجأة مع فتحي لأبواب السيارة.. شعرت «بذكاء» التصميم منذ اللحظة الأولى لاستلامي السيارة.. الأبواب المجنحة الكبيرة ستسمح بالدخول السهل للسيارة.. التي بالمناسبة أكثر «رحابة» ووضعية جلوسها أفضل بكافة الأشكال من مثيلتها في لامبورغيني أفانتادور إس.. الأبواب مُدمجة بقطع زجاجية جانبية علوية كبيرة ستُشعرك بأنك تقود سيارة خارقة بفتحة زجاجية في السقف.. مستوى جودة البناء يُرفع له القبعة.. ولكن الاهتمام بتفاصيل البناء «أفضل» في سيارة لامبورغيني.. ولكن ماكلارين تحصل على نظام أفضل وأكثر تطورًا لعرض البيانات وتشغيل الوسائط المتعددة.. كما أني اكتشفت لاحقًا أن النظام الصوتي أفضل في ماكلارين.. كل هذه النقاط هي نقاط مهمة.. ولكننا سننتقل إلى الجزء الأهم من التجربة.. وهو خطوة تشغيل المُحرك وقيادة السيارة.
محرك توربيني بصوت حماسي وأداء غير متوقع بالمرة
عندما قُمت بتشغيل مُحرك ماكلارين 720s لأول مرة.. أدركتُ على الفور بأني سأسمع صوتًا من العائلة «الميكانيكية».. أصوات كالتي نسمعها من طرازات «بورشة».. وليس كالأصوات الحادة لسيارات فيراري أو العميقة لسيارات لامبورغيني.. ليكون اللقاء الأول بيني وبين صوت المحرك ليس «حارًّا».. وليس حماسيًّا كما كُنت أتوقع.. فأنا قارنته على الفور في عقلي الباطن بصوت لامبورغيني أفانتادور «الرائع».. فعلًا هذا الوصف هو الوصف المثالي لصوت مُحرك سيارة لامبورغيني «العملاق» صاحب الـ12 أسطوانة وسعة تزيد عن 6 لترات.. ليكون إعجابي الأول بسيارة ماكلارين يرتكز على الاستغلال الذكي للمساحات والتصميم المُبتكر سواء من الخارج أو الداخل.. مع أنظمة عرض البيانات وتشغيل الوسائط المتعددة مع الأنظمة الصوتية الأفضل.. أما سيارة لامبورغيني فهي أفضل في الشكل الخارجي.. وفي صوت المحرك.. وفي جودة المواد المستخدمة في بناء المقصورة.. لتكون هذه الانطباعات هي التي وصلتني في مرحلة «استلام السيارات».. لنحتاج إلى 4 أيام كاملة لأنقل لكم انطبعاتي النهائية عن هذه السيارات.
الرحلة الأولى لي مع ماكلارين 720 s كانت غريبة.. المرة الأولى التي أقود فيها طرازًا من علامة «الأحلام».. العلامة الذي قدمت السيارة «الأعظم» بالنسبة لي.. السيارة الأفضل في كل الأوقات.. السيارة التي أحلم بقيادتها وتجربتها.. مع خروجي من الشركة وابتعادي بمسافة ليست بالسيئة عن المارة.. قُمتُ بالضغط الكامل على دواسة الوقود.. قُمت بالضغط بطريقة «عصبية» كأني أهاجم السيارة وأصرخ بها لتكشف لي عن نفسها وعن قدراتها.. للحظات معدودة نسيتُ أني أقود السيارة على طريق عام.. وبأني في دولة صارمة القوانين مثل دبي.. في هذه اللحظات بدأتُ بالتعرف على «السُلم» الصوتي العصبي للمحرك.. وبعزم الدوران المتزايد المجنون.. عنُف السيارة يزيد بطريقة هندسية مدروسة لا توصف بالكلمات.. السيارة صرخت في وجهي بأنها أسرع من الجميع.. نعم شعرتُ أنها قالت لي ذلك.. الصراع ما بين السيارة و«التماسك» كان «مُلتهبًا».. السيارة تبذل مجهودًا خرافيًّا لتوفير التماسك اللازم للانطلاق.. بطريقة «آمنة» وليست «مملة» في نفس الوقت.. طبعًا ستكون آمنة «بشكل ما» لمن يعتاد قيادة هذه النوعية من السيارة.. ولكن لا تقوم بضبط السيارة على الوضعية الرياضية، وتُقلل من فاعلية نظام حفظ وتعزيز التوازن الإلكتروني، وتقوم بقيادة السيارة بقوة وعنف وأنت لم تقد سيارات رياضية قوية من قبل.. طبعًا في حالة قلة خبرتك ستبحث في الأغلب عن شجرة أو عمود إنارة لتحتضنه بالسيارة المسكينة.
في أول نصف ساعة لي مع ماكلارين 720s قررت أن هذه السيارة هي «أفضل» من سيارة لامبورغيني في العديد من النقاط.. ولكن نصف ساعة ليست كافية.. سنقود السيارتين لأربعة أيام.. وسنسافر بها لرأس الخيمة.. لنصعد جبل جيس الشهير.. أعلى قمة جبلية في الإمارات العربية المُتحدة وطريق الصعود له هو واحد من أفضل الطرق للقيادة في الشرق الأوسط.
طريق الصعود لجبل جيس.. وجهتنا لاكتشاف ماكلارين 720 S
على مدى أيام الاختبار الأربعة قُمت بقيادة السيارتين.. إن قُدت سيارة ماكلارين في الصباح.. فأفانتادور ستحصل على دورها في الليل.. قُمت بأخذ السيارات لأماكن نائية خارج البلاد.. دفعتهم لأقصى الحدود المُمكنة.. أستطيع أن أقول إني اكتسبتُ خبرة خاصة للغاية لطرازات 720 S وأفانتادور S.. ولكن الاختبار الأهم الذي أثبت لي صحة نتائجي.. هو اختبار «السفر» بهذه السيارات.. واختبار قيادتها على طريق مثل طريق الصعود لقمة جبل جيس.
نتيجة اختباري كانت واضحة للغاية.. ماكلارين 720 S هي سيارة «أفضل».. أفضل في نُقطة «الراحة» في الاستخدام.. الراحة تُنتج من نظام التعليق الأفضل بكل المقاييس للاستخدام على الطرقات.. كما تمتاز بأبواب بتصميم أفضل أيضًا.. ستوفر مساحات أفضل للدخول.. كما أن استغلال المساحات أفضل داخل السيارة.. وطبعًا مدى «الرؤية» أفضل بشكل لا يقبل الشك في سيارة ماكلارين.. هذه النتائج «العادية» يستطيع أن يتوقعها أي مُهتم ومتابع لهذه النوعية من السيارات.. ولكن التجربة الفريدة التي «لمستها» هي مفهوم «السفر» بسيارة خارقة.. قُمت بقيادة سيارة ماكلارين من دبي إلى رأس الخيمة، و«حاولت» الرجوع بسيارة لامبورغيني.. لأستطيع أن أقول بكل ثقة أن ماكلارين 720 S هي «رولز رويس» السيارات الخارقة.. ماكلارين 720 إس هي أكثر الطرازات الخارقة «تمدينا» و«راحة» في الاستخدام.. أستطيع أن أسافر العالم وأنا أقود سيارة ماكلارين.. ولكني لم أستطيع قيادة سيارة لامبورغيني لمسافة 50 كم متواصلة بسبب وضعية الجلوس وقساوة نظام التعليق.. ولكن هل يشتري العملاء السيارات الخارقة «للسفر»؟.. هل من المطلوب أن تكون السيارات الخارقة سيارات «رحبة» ومريحة لأصحاب الأجسام المُمتلئة مثلي.. الإجابة ببساطة هي لا.. السيارات الخارقة يجب أن تكون سريعة.. مُبهرة.. صوتها جهوري مُرعب.. «تلوي أعناق» المارة عند مشاهدتها.. لأستطيع أن أقول أن ماكلارين 720 S هي سيارة «أسرع» من سيارة لامبورغيني.. كما أن مكابحها فعالة بشكل أفضل بفضل الجناج الخلفي الذي يعمل ككابح هوائي.. تماسك السيارة ممتاز لسيارة بدفع خلفي، ولكن سيارة لامبورغيني تتميز في حصولها على نظام دفع كلي للعجلات.. لذا فالتماسك «أعلى».. ولكن وزنها «أعلى» أيضًا بشكل واضح مقارنة بسيارة ماكلارين الرشيقة للغاية.. أما بالنسبة للإبهار فسيارة ماكلارين مُبهرة لا شك.. ولكنها لا تأتي «بنصف» بروح وشخصية سيارة لامبورغيني التي تلوي أعناق المارة.. وتجتذب الجميع لأخذ الصور «كالمغناطيس».
مع كل دخول سريع لي بماكلارين 720 S على منحنيات طريق الصعود لجبل جيس.. تأكدت أن أحببت هذه السيارة.. مع كل تبديلة لتروس صندوق السرعات.. آمنت بأني سأختار هذه السيارة لتكون سيارتي الخارقة المفضلة.. لم أجرب سيارة «متوازنة» بهذا الشكل.. قوية وسريعة.. تماسك ممتاز بدون ملل.. وبدون أي دراما.. نظام الكبح هو الأفضل.. التسارع حتى 300 كم/ ساعة هو أفضل تسارع لسيارة قُمت بتجربتها.. بعيدًا عن بوغاتي فيرون جراند سبورت فيتيس التي لا أعتبرها «سيارة».. هي شيء آخر لا نستطيع أن نضعه في حساباتنا، ويُمكن أن يكون الحلم به ممنوع هو الآخر.
عندما كسرتُ حاجز سرعة الـ300 كم/ ساعة بسيارة ماكلارين.. شعرتُ بثقة وراحة لم أشعر بها من قبل.. سيارة لامبورغيني لم تشعرني بهذه الثقة.. سيارة ماكلارين أشعرتني أنها تستطيع دفعي للنقطة التالية لقوانين الفيزياء.. هذه السيارة هي نتيجة لسنوات طويلة من التفاني في عالم السباقات.. ماكلارين هي ثاني أنجح طرازات الفورميلا 1 في التاريخ.. وكانت ستكون الأفضل بلا شك إن كانت تمتلك «نصف» تمويل وقدرات فيراري.. ماكلارين بدأت عصرًا جديدًا.. تستطيع أن تكون فيه الأفضل بلا شك في وسط صانعي السيارات الرياضية.. ولكن لامبورغيني وفيراري بدأوا في التحول إلى العالم «التجاري» للصناعة.. فهل ماكلارين ستتحول مثلهم أم ستُركز فقط على إنتاج السيارات الرياضية؟ الإجابة على هذا السؤال ستُحدد حجم «الأرباح» المستقبلي للشركة.. وشكل استمرار «استثمارهم» لإنتاج سيارات رياضية أفضل وأكثر سرعة وقوة.. ولكن في الوقت الحالي، دعونا نستمتع بسيارة ماكلارين الناجحة والعظيمة.. في الوقت الحالي لنشكر ماكلارين على تفانيهم طوال السنين الماضية لتقديم السيارات المتطورة المختلفة.. في الوقت الحالي.. ماكلارين تُقدم السيارة الخارقة الأفضل في العالم.