تجربة فينير سوبر سبورت - من لبنان بدأ الإعصار !
فينير سوبر سبورت من لبنان بدأ الإعصار تجربة تقرير أحمد عمار تصوير شربيني شهر سبتمبر مدينة قاهرة قهوة معرض باريس تجربة طراز فيرون فرصة مليون يورو بوغاتي بوغاتي فيرون الإنتاج بوغاتي بريد إلكتروني شركة فيرون فيتيس جراند 450 سيارة يناير 2019
فينير سوبر سبورت - من لبنان بدأ الإعصار!
تجربة وتقرير: م. أحمد عمار
تصوير: عُمر الشربيني
في شهر سبتمبر من عام 2014.. كُنتُ أجلس في إحدى المقاهي بالقاهرة.. مدينتي التي أعتزُّ بها وأحبها كثيرًا.. كنتُ أحتسي القهوة مع تفقدي لمجموعة الصور التي التقطتُها في معرض باريس الدولي.. كانت رحلتي لباريس في هذا العام ناجحة ومليئة بالمقابلات الصحفية المُهمة.. قابلتُ حينها السيد ستيفن وينكلمان المدير التنفيذي لشركة لامبورغيني حينها في لقاء خاص جدًّا.. الرجل الذي يُدير الآن علامة بوغاتي الفرنسية الشهيرة.. كانت الرحلة مُثمرة للغاية، ولكنها لم تحمل في طياتها مقدار الحماس الذي كُنتُ أتمناه.. كنتُ أراسل شركة بوغاتي مُنذ عدة شهور بغرض طلب تجربة طراز بوغاتي فيرون الفائق الأداء.. ولكن الشركة أجابتني بأنها لا تمتلك سيارة للتجارب.. وأنها ستبحث فرصة أخرى لتجربة السيارة المحدودة الإنتاج.. وأنا في نهاية احتسائي لفنجان قهوتي وصلني بريد إلكتروني من بوغاتي.. لأقفز من مكاني وأصرخ بأعلى صوتي.. كأن فريقي المُفضل لكرة القدم قد أدخل هدف الفوز في الوقت بدل الضائع! صرختي كانت كصرخة لاعب فاز فريقه بكأس العالم! بوغاتي أخبرتني بأنها مُستعدة لتوفير نُسخة من بوغاتي فيرون فيتيس جراند سبورت للتجربة! هذه اللحظة كان لحظة هامة في مشواري المهني ومشوار أوتو زوون! الحصول على فرصة تجربة سيارة فائقة الأداء بسعر يزيد عن المليون يُورو هو أمر لا يحدث كل يوم! والأهم أن هذه السيارة محدودة الإنتاج تأتي واحدة من أصل 450 سيارة فقط.. فرصة صعبة المنال سأحكي عنها لأولادي ولأحفادي.. الفرحة التي شعرتُ بها لم تتكرر.. حتى شهر يناير لهذا العام.. عام 2019.
في شهر يناير لعام 2019 حصلتُ على الموافقة لتجربة سيارة أخرى من الفئة فائقة الأداء.. سيارة محدودة الإنتاج وبسعر «مليونين» ولكنها من شركة مُختلفة هذه المرة.. هذه المرة حصلتُ على فرصة تجربة سيارة سيُنتج منها 100 نُسخة فقط، بل ستكون سيارة تجربتنا هي النسخة «الوحيدة» في العالم.. نُسخة التطوير الخاصة من شركة دبليو موتورز.. حصلنا على الموافقة لتجربة فينير سوبر سبورت.. السيارة المُميزة للغاية بعدة أشكال.. في هذا التقرير سأحكي لكم عن فينير سوبر سبورت.. وعن شركة دبليو موتورز التي تُعد أول شركة من الشرق الأوسط تتخصص في إنتاج هذه النوعية من السيارات.. والأهم من هذا وذاك.. هي الشركة «العربية» الوحيدة التي تُقدم سيارات من الفئة فائقة الأداء في العالم الآن.. شركة مؤسسها لبناني الجنسية، والمقر الرئيسي للشركة في مدينة دبي الجميلة بدولة الإمارات العربية المُتحدة.. إذًا لنسافر إلى الإمارات لتجربة السيارة الخاصة، ولنكتب فصلًا جديدًا في مشوارنا الصحفي.
الحُلم يبدأ من لبنان
في يوم 11 يُوليو من عام 2012.. قام السيد رالف ديباس بوضع الحجر الأساس الأول لشركته بلبنان.. ليكون مُستعدًا لهذا المشوار بطريقة ذكية ومدروسة مُنذ وقت ليس بالقصير.. دراسته كانت تدور حول «التصميم» من البداية.. تخَرَّج في الجامعة الأمريكية بلبنان ليدرس التصميم.. ثم سافر للمملكة المُتحدة ليُكمل دراسته العليا في تصميم السيارات.. ليستطيع أن يُثبت نفسه كمصمم ناجح في أوروبا مع حصول تصميماته على العديد من الجوائز البراقة.. لتتمثل أهم الجوائز في جائزة Trophee de L’Argus التي حصل عليها في عام 2009.. ليُقرر من بعدها أن الوقت قد حان لبدء شركته الخاصة في إنتاج السيارات فائقة الأداء! حان الوقت لدخول هذا المجال العنيف مع طموحه لمنافسة الكبار بمنتهى السرعة والفاعلية.. ليس هذا وحسب.. بل ستكون دبليو موتورز هي نواة تعمُّقه في سوق السيارات بشكل أكثر عنفًا وفاعلية.. الرجل نجح في تأسيس شركة أخرى لإنتاج السيارات الكهربائية ذات التقنيات المُستقبلية، والذي نجح في إنتاج سيارة مستقبلية خاصة للغاية لشرطة دبي.
في عام 2013 قرر رالف نقل مقر شركته الرئيسي إلى دبي.. المدينة العالمية المشهورة بتطورها الدائم وشهرتها كأيقونة للفخامة والتكنولوجيا في الشرق الأوسط.. وهذا بالتوازي بالعمل على تصميم وتطوير سيارته الفائقة الأداء الأولي.. «لايكن هايبر سبورت» التي عُرضت لأول مرة في نفس العام بمعرض قطر الدولي للسيارات.. لتكون حينها السيارة الأغلى في العالم.. بسعر يبلغ 3.4 مليون دولار أمريكي، مع الإعلان أنه سيُنتج منها 7 نُسخ فقط.
عام 2014 كان عام مُهمًّا للغاية لـ«دبليو موتورز».. في هذا العام عرضت الشركة طراز «لايكن هيابر سبورت» للعالم لأول مرة عبر معرض Top Marques Monaco Auto الشهير.. ليقدمها للعالم ولأمير موناكو بنفسه.. في هذا العام حصلت دبليو موتورز على الانطباعات الأولَى لـ«فكرها» الخاص.. المُعتمد على العمل مع الأسماء الأشهر في العالم.
إنتاج سيارة في العموم ليس بالأمر السهل.. وطبعًا الأمر أكثر تعقيدًا عند الحديث عن السيارات «فائقة» الأداء.. اعتمدت دبليو موتورز على فلسفة ناجحة للغاية.. وهي العمل مع الأسماء الأشهر والألمع في العالم.. المُحرك من شركة RUF الألمانية المُتخصصة في تطوير وتعديل سيارات بورشه مُنذ أكثر من 80 عامًا.. تصميم السيارة كان بيد وفكر "رالف" والمصمم الإيطالي "أنطوني جنرالي".. التطوير الهندسي قامت به شركة ماجنا شتاير الشهيرة.. تصنيع السيارة في إيطاليا.. ليعني هذا أن الشركة اعتمدت على تصميم عربي إيطالي.. وعلى محرك ومنظومة تشغيل ألمانية متطورة.. تطوير هندسي من النمسا.. والتصنيع في إيطاليا.. هذا ينقلنا إلى سيارة تجربتنا.. سيارة دبليو موتورز الجديدة.. فينير سوبر سبورت التي سيُصنع منها 100 نُسخة.. لتقدم بشكل أكثر توسعًا من «لايكن هايبر سبورت».. وبسعر أقل يبدأ من 1.4 مليون دولار أمريكي «فقط».. مع تركيزها لتكون سيارة مُخصصة بشكل أوضح للاستخدام على حلبات السباق.
من سيتي واك.. تبدأ الإثارة
حظيتُ بفرصة مقابلة السيد رالف مؤسس الشركة مرتين في وقت سابق للتجربة.. حاورته في عامي 2015 و 2017.. لأكون على علم بفكر الرجل وفكر الشركة.. ليكون الهدف الرئيسي من زيارتي لصالة عرض الشركة الجديدة في منطقة سيتي واك في دبي هو قيادة فينير سوبر سبورت الرائعة التي شاهدت نموذجها التصميمي من قبل.. ولكني لم أرَ السيارة الحقيقة.. ولم أحظَ بفرصة تفقدها من الداخل؛ لأنها لم تكن «مُنتهية» في عام 2017.. استقبلتني في صالة العرض صديقتي العزيزة «سارة أكي» من شركة العلاقات العامة المسؤولة عن دبليو موتورز.. التي أخبرتها بأني أستطيع إقناع المسؤول من الشركة بأن تجربة قيادتي للسيارة ستزيد عن الـ45 دقيقة المُخصصة لي.. وبأنني سأقنعه بأخذ السيارة لموقعي السري الواقع «خارج البلاد» لأقوم بدفع فينير سوبر سبورت لأقصى حدودها الفيزيائية.. لأستطيع بالفعل الحصول على الموافقة لتجربة السيارة لمدة زادت عن الساعتين ونصف.. ولكني لم أستطع إقناع المسؤول بفكرتي «المجنونة» للذهاب لموقعي «السري» للتجارب.. ليقابل هذه الشق من طلبي برد عنيف من الرجل المسؤول الذي لم يُصدق مدى ثقتي بنفسي وأنا أطلب هذا الطلب.. لأستطيع أن أشاهد ضحكة سارة الساخرة التي أخبرتني مُسبقًا بأن طلباتي مستحيلة.. ولكني كنتُ أقنعها أن طريقتي المصرية في «الفصال» ستنجح في الحصول على إحدى فرص «العمر» إن صح التعبير.
السيارة من الخارج تحمل تصميمًا هجوميًّا ومميزًا للغاية.. تصميم مستوحى بامتياز من «الذئب».. وليس أي «ذئب».. بل هو ذئب أسطوري متوحش قادم من الأساطير الإسكندنافية.. السيارة تحمل تصميمًا يضعها بكُل سهولة في وسط المنافسين «الشرسين» للغاية في هذه الفئة من السيارات.. التصميم الخارجي يستحق السعر «المليوني الدولاري» للسيارة.. لتكون الصدمة عندما فتحت باب السيارة.. في هذه اللحظة شعرتُ أن تجربتي «ستنفجر» في الحال.. في لحظة فتح الباب وتفقدي المقصورة تمنيت أن أكون التزمت في الشهور السابقة لرحلتي ببرنامجي الرياضي الذي وضعته مع أحد المتخصصين لإنقاص وزني.... في هذه اللحظة قُمتُ بإخراج هاتفي المحمول ومفاتيحي وكل ما يُوجد في جيوب بنطالي.. لأحاول حرفيًّا «حشر» نفسي داخل المقصورة.. لأمر بـ5 دقائق مَرُّوا عليَّ كخمس سنوات.. هل سأفوت هذه الفرصة العظيمة بسبب وزني وحجمي؟ لتكون المفاجأة بأنني استطعتُ حشر نفسي بنجاح.. ولكن هل أستطيع قيادة هذه السيارة «بأمان».. دعوتُ لله أن تمر التجربة بسلام وبدون خسائر.. ليزول هذا الخوف بمجرد تحركي بالسيارة من أمام صالة العرض.. نعم أنا محشور للغاية.. ولكنني سأقاوم كل أحاسيسي السلبية، وسأحاول التعرف على هذه السيارة بأفضل طريقة مُمكنة.. ولكن قبل الحديث عن انطباعاتي عن السيارة.. لنتحدث قليلًا عن المعلومات الأساسية عن هذه السيارة.
مُحرك بأصول ألمانية.. قادر على خلع الأشجار وهز الجبال
يحمل طراز فينير سوبر سبورت مُحركًا خاصًّا وفعالًا.. يأتي من شركة RUF الألمانية المُخضرمة في تطوير طرازات بورشه الألمانية.. هذا المحرك ولد في مصانع بورشه.. وانتقل إلى معامل تطوير وتعديل RUF ليُصبح أكثر قوة وفاعلية.. سعته اللترية تبلغ 3.8 لتر، موزعة على 6 أسطوانات مُنبطحة Boxer، ومُدعم بنظام شحن توربيني مزدوج للهواء.. ليحصل كل شاحن على نظام تبريد داخلي خاص به.. مع تثبيت المحرك في «مُنتصف» المقطع الخلفي للسيارة بتصميم يضمن أفضل توزيع للوزن ما بين المقدمة والمؤخرة.. وهذا مع دعمه بنظام إخراج عادم يضمن أن يَسمح للسيارة بالاستخدام على الطرقات بشكل آمن وقانوني لتحمل مُعدلات انبعاثات ممتازة لسيارة من هذه الفئة.. وهذا مع توفير نظام الصمامات الأوتوماتيكية للتحكم في معدلات ارتفاع الصوت.. فمن قال إن السيارات الخارقة يجب أن تكون مزعجة للجميع؟!
يقدر هذا المحرك على استخراج قوة 800 حصان عند 7100 دورة في الدقيقة.. مع 980 نيوتن متر عند 4400 دورة في الدقيقة.. ليتم توصيله بصندوق سرعات أوتوماتيكي من 7 سرعات أمامية، ونظام التعشيق المزدوج للتروس.. يأتي من فئة PDK الخاصة ببورشه.. ونحن لا نتحدث عن الطرازات «العادية» من بورشه.. هذا الصندوق قادم مباشرة من طراز 918 الخارق.. ولكنه مطور ويحمل شعار RUF ليقدر على ترجمة عزم الدوران الهائل، وتوصيله إلى العجلات الخلفية بأمان وبدون أي «دراما».
أداء خارق ممتاز.. ولكن الإبهار الحقيقي سيظهر على حلبات السباقات
بحسب الأرقام الرسمية.. يستطيع طراز فينير سوبر سبورت التسارع من السكون لسرعة 100 كم/ ساعة في 2.8 ثانية.. وحتى سرعة 200 كم/ ساعة في 9.4 ثانية مع القدرة للوصول لسرعة قصوى تبلغ 400 كم/ ساعة بعد ضبط نسب تروس صندوق السرعات بعد طلب خاص من العميل.
مع استلامي لسيارة للتجربة.. «باغتُ» المسؤول عن تسليمي السيارة بسؤال هام للغاية.. وهو عن عنصر «تميز» فينير سوبر سبورت عن طراز «لايكن هايبر سبورت» السابق السيارتين يأتون بنفس القوة تقريبًا.. وبنفس منظومة التشغيل بشكل لا يقبل الشك.. كما أن وزن السيارتين قريب للغاية.. لتكون الإجابة أن هذه السيارة مُصممة لتكون السيارة «الأفضل» على حلبات السباقات.. السحر سيظهر عبر نظام تعليقها الرياضي.. نظام تعليق مُتغير الضبط بشكل يدوي يحتاج لفريق ميكانيكي مُختص.. هذه السيارة لا تحمل نظامًا لتغيير وضعيات التشغيل.. سيارة عنيفة مُصممة للقيادة يبلغ وزنها 1450 كجم فقط.. لتكون المفاجأة أن فينير تأتي بوزن يزيد عن لايكن هايبر سبورت بمقدار 50 كجم، ولكن يجب أن نتذكر أن الفارق السعري «كبير» للغاية بين السيارتين.. الفارق يبلغ 2.2 مليون دولار أمريكي.. لذا نحن لا نجد الكثير من التجهيزات «المجنونة» كالتي نجدها في لايكن هايبر سبورت.. لا نجد المصابيح الأمامية المُرصعة بالماس.. ولا نجد نظام العرض الهولاجرافي المتطور القادم من المستقبل.. ومع هذا وذاك لن نُمانع ببعض الوزن الزائد.
إذًا الفروق الهندسية والفروق في أرقام الأداء العام ليست «واضحة» بين السيارتين.. ولكن يجب أن أقول أن فينير تبدو أكثر «شراسة» وأكثر «جمالًا» وتأتي بتفاصيل تصميمية أكثر إبهارًا.. لتتميز لايكن هايبر سبورت في نُقطة «الأبواب» التي تفتح لأعلى.. أبواب فينير هي أبواب «عادية» التصميم من وجهة نظري.. تصميمها لا يليق مع الروح المتوحشة للسيارة ومع فكرة تقديمها «الحصرية».. لننتقل إلى النقطة الأهم في تقريرنا.. انطباعات قيادتنا لطراز فينير سبورت.. النُسخة الوحيدة الموجودة في العالم الآن.
إذًا.. فلنختبر الوحش العربي ذا السعر المليوني
الدقائق الأولى لي بداخل السيارة كانت صعبة كما قلتُ سابقًا.. السيارة ضيقة بشكل يُثير الأعصاب.. نعم أعلم أن هذه السيارة مُخصصة للحلبات.. ومقاعدها رياضية خالصة مُصنعة من الألياف الكربونية لأصحاب الأجسام الرياضية.. ولكن نحن لا نعيش في عالم مثالي.. أصحاب الملايين قد يكونون من أصحاب الأجسام الممتلئة مثلي.. هذه السيارة تصلح للأثرياء الصينين.. ولكن لا أعتقد أن أغلب العملاء العرب سيكونون سعداء بهذه «الحشرة» التي أنا بها.. طبعًا بعد أخذ نفس عميق.. بدأت رحلة تعرفي على فينير سوبر سبورت.
مع خروجي من صالة العرض.. وبعد توقفي المفاجئ لأتفادى سيارة مُسرعة كانت ستصدم سيارة اختبارنا الحصرية وباهظة الثمن، والتي كانت كفيلة بإنهاء مشواري الصحفي.. مع تأكدي من ضحك «العالم» كله على الصحفي السمين الذي صدم السيارة الحصرية باهظة الثمن.. زادت معدلات توتري.. فأنا أريد أنا أحافظ على السيارة.. وأريد التعرف عليها بالشكل الصحيح.. مع رغبتي في الرجوع إلى صالة العرض بدون «احتفال» بأنوار سيارات الشرطة.. قررتُ أن أقود السيارة بتروٍ وبدون أي حركات صبيانية حتى أجد طريقًا يسمح بالتسارع «القانوني».. طبعًا لم يستمر انضباطي لأكثر من دقيقتين مسكت فيها أعصابي قبل الضغط وبكل قوة على دواسة الوقود.. لأرفع قدمي من على الدواسة بعد تذكري لأهلي ولمستقبلي.. ولكني قد كسرت بالفعل حاجز الـ150 كم/ ساعة.. لتكون أولى انطباعاتي هي أنني أقود سيارة بروح «ألمانية» خالصة.. هذا الصوت قريب للغاية من صوت محرك بورشه الذي أعشقه.. صندوق السرعات يُبدل بين التروس بمنتهى السلاسة وبدون أي إزعاج وبمنتهى السرعة أيضًا.. لأتذكر على الفور صندوق سرعات طراز لامبورغيني أفانتادور إس «المزعج» للغاية.. الصندوق الذي كان «يؤلمني» مع التبديل بين السرعات.. سواء بهدوء أو بعنف، والذي يأتي بسرعة تجاوب أقل من هذا الصندوق.. ولكن على الجانب الآخر تذكرتُ أيضًا الأداء «الخارق» و«الاستثنائي» لطراز ماكلارين 720 إس.. الذي اعتبره «أسرع» من فينير سوبر سبورت.. كيف حصل هذا؟! هل أنا أحلم؟! سأشرح لكم لاحقًا.. ولكن دعونا نُكمل معًا رحلة تجربة هذه السيارة التي استمرت لساعتين ونصف.
مع تسارعي الأول بالسيارة.. بدأتُ في ملاحظة التفاصيل التصميمية بداخل السيارة.. لوحة العدادات التصورية تحمل تصميمًا أشبه بلوحة التحكم بالطائرات الحربية.. عصا نظام نقل الحركة تأتي بتصميم مستوحى من بورشه.. الألياف الكربونية مُستخدمة في كل مكان بالسيارة.. توجد لوحة عدادات أخرى أمام الراكب.. كالتي نجدها في طراز فيراري سوبر فاست.. هذه اللوحة ستُعلم الراكب بمدى السرعة و«الجنون» التي وصل لها قائد السيارة.. بدأتُ أيضًا أنتبه أن صوت السيارة أكثر قوة وحدة من صوت بورشه تربو إس.. استطاعت دبليو موتورز وRUF من توفير صوت «خاص» لهذه السيارة.. صوت ميكانيكي كصوت سيارات بورشه.. ولكنه مُختلف بعدة أشكال.. ويصل لداخل المقصورة بشكل حماسي للغاية.. طريقة تجاوب نظام التوجيه والتعليق.. هي سر تميز هذه السيارة.. بجانب وزنها الذي يعد «أقل» من الكثير من السيارات فائقة الأداء.. هذه السيارة ليست في قوة طرازات بوغاتي المتوشحة.. ولكنها أكثر رشاقة بشكل لا يقبل الشك.. روح السيارة أكثر شبابًا.. وتعد بأداء أكثر فاعلية على المنحنيات.. وهو الأمر الذي تأكدتُ منه مع دخولي لكل منعطف قابلتُه في وجهي.. لتأتي فرصة أخرى للتسارع بالسيارة.. في هذه النقطة وصلتُ لسرعة تتعدى الـ200 كم/ ساعة «في مكان ناءٍ في وسط الصحراء».. لتأخذني الحماسة لأصل إلى مرحلة ضغطتُ الضغط الكامل على المكابح حتى لا أدخل بالسيارة في الميدان الذي قاربتُ على الوصول إليه.. مكابح السيارة المُصنعة أقراصها من الكربون والسيراميك فعالة للغاية.. والسيارة تقف بشكل أفضل وأقل في «الدراما» من طرازات لامبورغيني الخارقة.. لأتأكد حينها أن سر تميز فينير سوبر سبورت هو في شكل حركتها.. وليس في تسارعها.. ولكن هل هذه هي الأسباب التي ستجعلك تشتري سيارة مثل فينير بهذا السعر.. الإجابة ببساطة هي «لا».. الأسباب ستكون عوامل أخرى.. سأشرحها لكم.
ما سر تميز فينير سوبر سبورت؟
سر سحر وتميز فينير سوبر سبورت يدور حول رحلة البناء وفلسفة الإنتاج.. الطموح والتحدي.. لا نستطيع أن نحكم على هذه السيارة كأي سيارة قُمنا بتجربتها من الفئة الخارقة أو فائقة الأداء؛ لأن فينير ببساطة هي إحدى النتائج الأولية لشركة طموحة عربية.. بذلت مجهودًا خرافيًّا «ذكيًّا» للدخول لمنافسة الكبار.. السيارة لم تبهرني في تسارعها.. ولكنها أبهرتني «بشخصيتها».. بناء «شخصية» لعلامة تجارية هو أمر صعب للغاية.. خصوصًا في فئة يُعد أغلب عملائها من الأمراء والملوك وأغنى أغنياء الأرض المهتمين بالتفاصيل لأبعد الحدود.. عملاء هذه العلامة سيبحثون عن «الشخصية» و«الحضور» أكثر من الأداء.. وهو ما نجحت فيه دبليو موتورز بامتياز.. شعار السيارة المُتمثل في حرف W يحمل سحرًا خاصًّا لا أفهم كيف أثر عليَّ بهذا الشكل.. هذه الشركة في مُمثلة طموح العرب.. هي «سيارتنا».. حتى وإن احتاج بناؤها للعمل مع العديد مع الشركات من حول العالم.. فشركات كُثر بدأت بنفس الطريقة.. باجاني الإيطالية تعمل بنفس الفكر.. وكونيجسيج بدأت رحلتها باعتمادها على نُسخة معدلة من محركات فورد.. فهذه النقطة لا تعيب الشركة إطلاقًا.. لأستطيع أن أقول إن دبليو موتورز نجحت في فرض حضورها بشكل عالمي.. لنتذكر الظهور الخاص لطراز لايكن هايبر سبورت في الجزء السابع من سلسلة أفلام فاست أند فيريس.. دبليو موتورز نجحت في حفر اسمها في ذهن كل محبي وملاك السيارات الفائقة حول العالم.. وأنا متأكد أن مستوى أداء فينير سوبر سبورت «سيتحسن» وستصبح السيارة أكثر سرعة.. النُسخة التي قُمتُ بتجربتها هي النسخة «الأولية».. السيارة لم تكن في السرعة التي أتوقعها.. ولكني مُتأكد أن المحرك في وضعية تشغيل «آمنة» للاختبارات.. دبليو موتورز تستطيع «إخراج» روح الذئب من هذا المحرك.. أنا أعرف هذا المحرك جيدًا.. وأعلم شكل الأداء الذي يستطيع إخراجه وتوصيله.. هيكل السيارة وتصميمها سيساعد السيارة للوصول لسرعة 400 كم/ ساعة.. فقط مزيد من التطوير والضبط ونستطيع أن نرى سيارة عربية أقوى وأسرع من الكثير من السيارات فائفة الأداء.. نرفع القبعة على العمل الرائع الذي قام به السيد رالف ديباس وفريق عمل دبليو موتورز، ونشكرهم لجعلنا جزءًا من قصة تطوير هذه السيارة.. وفي انتظار تجربة طرازكم الجديد على أحر من الجمر.