تجربة مرسيدس E-Class موديل 2017
الجيل الجديد من مرسيدس E-Class يقدم تجربة استثنائية داخلية وأداء ممتاز مع محرّك فعّال ونظام دفع خلفي. أنظمة متطوّرة تحسن تجربة القيادة وتجعلها أكثر راحة وفاعلية.
الجيل الجديد من مرسيدس E-Class يقدم تجربة استثنائية داخلية وأداء ممتاز مع محرّك فعّال ونظام دفع خلفي. أنظمة متطوّرة تحسن تجربة القيادة وتجعلها أكثر راحة وفاعلية.
تجربة م.أحمد عمار
تصوير عمر الشربيني
دايملر بنز.. هذه الشركة الألمانية العملاقة هي مَن بدأ "حُلم" تصنيع السيارات عبر مؤسّسيْها كارل بنز وجوتليب دايملر.. ليُقدّم كارل بنز "أوّل سيارة" في العالم وكانت من ثلاث عجلات، تلاها بفترة وجيزة تقديم أوّل سيارة في التاريخ بأربع عجلات عبر جوتليب دايملر.. لتندمج شركتا هذين العظيميْن في ما بعد لتظهر شركة "دايملر بنز".. فيجب عليك أن تحترم علامة "مرسيدس بنز" حتى وإن لم تكن "تُفضّل" سيارتها.. فعبر هذه العلامة وهذه المجموعة الضخمة بدأ كل شيء! كلّ ما تراه في عالم السيارات قد تم "كردّ" فعل عن العمل العظيم و"المبتكر" لمؤسّسَي الشركة العظيميْن.
نفس الفكرة سنطبّقها على فئة الطرازات الصالون المترفة من الفئة المتوسطة الحجم.. مرسيدس تُقدّم هذه الفئة مُنذ عام 1953.. لتُقدّم خمسة أجيال من هذه الفئة قبل أن يظهر اسم فئة "E-Class" في عام 1993.. كما قدَّمت خمسة أجيال تحت اسم E-Class الذي استطاع بيع أكثر من 13 مليون سيارة.. ليُمثِّل أنجح فئات مرسيدس بنز على الإطلاق وأحد أهم وأنجح الطرازات في هذه الفئة وأحد "أولى" التجارب لهذه الفئة على الإطلاق!
في العام الماضي قُمنا بتجربة نسخة الجيل "الخامس" الأحدث تمامًا مِن E-Class الذي قُدّم في وقت سابق من عام 2016، والذي يعدّ الجيل "العاشر" في هذه الفئة المُهمة لمرسيدس.. لنحمل توقّعات وآمالًا عريضة على هذه الفئة التي تعرفنا عليها عبر طراز E200.. لتكون المفاجئة أن E-Class جاءت أفضل مِن توقعاتنا "العالية في الأصل" بصورة غير مسبوقة! هذه الفئة أصبحت "أقرب" إلى الفئة الأكثر ترفًا وتجهيزًا.. تحمل تقنيات متطوّرة للغاية ستجعلك تنبهر بكل دقيقة تقضيها في قيادة هذا الطراز الذي نتوقّع بأن يتوفّر رسميًّا في السوق المصرية هذا العام "2017".. ليكون المنافس الأهم والأقوى على الإطلاق في هذه الفئة المهمة للغاية.. هذه السيارة هي نُسخة "أصغر" حجمًا قليلًا من فئة S-Class الأفخم لمرسيدس بنز!
يهتمّ عميل فئة السيدان المُترفة من الحجم المتوسط أو التي تُطلق عليها مرسيدس بنز اسم Business saloon بالمساحات الداخلية بشكل أساسي وشكل السيارة الخارجي وحجمها العام أيضًا.. ليكون الحجم "الأكبر" هو مطلب مُهم لعميل هذه الفئة، لذا نجد مرسيدس بنز ومنافسيها الألمان قد قاموا "بتكبير" طرازاتهم من هذه الفئة بشكل واضح.. فمثلًا تأتي نُسخة الجيل العاشر الأحدث من E-Class بأبعاد أكبر في العموم.. لنجدها أطول من الجيل السابق بـ43 ملم لتصل إلى 4923 ملم، مع زيادة طول قاعدة العجلات بمقدار 65 ملم ليصل طولها إلى 2939 ملم.
أما بالنسبة إلى الشكل والتصميم الخارجي فالفئة E-Class باتت أكثر جمالًا وانسيابيةً بشكل "لافت".. لتكون أحد أهم مميّزاتها أنها تأتي بتصميم قريب جدًّا من الفئة S-Class.. مع العلم بأن إحدى السلبيات القليلة في هذه السيارة أنها تأتي بتصميم مشابه أيضًا للفئة الأصغرC-Class ! طرازات مرسيدس بنز باتت أكثر جمالًا مِن أيّ وقت مضى لكن كلّ هذه الطرازات تأتي بنفس الخطوط التصميمية بطريقة "مزعجة"!
مع دخولك إلى مقصورة E-Class، ستُدرك فورًا أنّ أهم مميزات هذا الجيل الجديد يبدأ من المقصورة! فالمقصورة مستقبلية وأعلى تجهيزًا بصورة "عنيفة" مقارنة بالجيل السابق من E-Class.. بل إننا لن نحتاج إلى أن نكون علماء صواريخ لنُدرك أن مرسيدس بنز قد رفعت سقف المنافسة بصورة "صعبة" على المنافسين بسبب جودة المواد المُستخدَمة في بناء المقصورة والتجهيزات الغنية "الواضحة" التي ستكتشف روعتها ومدى سهولة استخدامها مع الوقت.
أوّل التجهيزات التي ستلاحظها على الفور، تتمثّل في شاشات عرض البيانات العريضة وعالية الدقة، لتأتي في E-Class شاشتان متساويتا الحجم، بقياس 12.3 بوصات.. لتُثبّت شاشة أمام السائق ستكون مسؤولة عن عرض عدادات القياس الافتراضية للسرعة وعدد دورات المحرّك وباقي المعلومات المهمة للرحلة مع توجيهات نظام الملاحة الإلكتروني.. مع تثبيت الشاشة الثانية في منتصف شريط الأدوات الأمامي.. مع إعجابي "بمزج" أو "التصاق" الشاشتين بطريقة ذكية وأنيقة للغاية.. لنصف هاتين الشاشتين بأنهما "شاشتا عرض سينمائية" عند مقارنتهما بالشاشات الموجودة في الطرازات المنافسة!
ستنتبه بعد ذلك إلى وسائل التحكّم الذكية والجديدة لمرسيدس بنز في هذا الطراز والتي نعتبرها خُطوة ناجحة للغاية في سباق المنافسة مع نظام iDrive لـBMW الذي كنّا نعتبره الأفضل على الإطلاق في ما مضى! ولكن الآن مستوى المنافسة أصبح في منطقة أخرى!
تستطيع التحكم في نظام تشغيل الوسائط المتعددة والراديو ونظام الملاحة الإلكتروني بأكثر من طريقة.. لأبدأ بأكثر الوسائل التي أعجبتني، والمُتمثّلة في لوحة التحكم باللمس الصغيرة المُثبّتة في عجلة القيادة مُتعددة الاستخدامات التي ستذكّرنا بطريقة التحكّم في الهواتف المحمولة الذكية الحديثة، فبواسطة هذه اللوحة تستطيع التحكّم في الأنظمة المختلفة التي ذكرناها دون أن ترفع يدك من على عجلة القيادة.. وبطريقة أسهل من الأزرار الكلاسيكية لتستطيع إمرار أصابعك في الاتجاهات الأربعة الأساسية لاختيار الصفحات مع وجود زر صغير في المنتصف للضغط عليه لتفعيل اختيارك.. هذا مع العلم بأنه يتوفّر لـE-Class النظام الصوتي الاحترافي ثلاثي الأبعاد من الصانع الشهير Brumester الذي يأتي بـ23 مُكبرًا للصوت بقدرة إجمالية تبلغ 1450 واطًّا.
نجد أيضًا لوحة تحكم باللمس المُثبّتة في شريط الأدوات الوسطي، والتي يأتي فيها أكثر من زر للوصول المباشر إلى القائمة الرئيسية أو الرجوع إلى شاشة الخيارات السابقة، والتي تستطيع التعرف على "كتابتك" للحروف بطريقة فعالة! فقط قم بكتابة أو "رسم" الحروف المكونة للعنوان الذي تريد الوصول إليه عن طريق نظام الملاحة.. واللوحة ستقوم بالتعرّف عليه.. هذا مع وجود لوحة تحكم دائرية كلاسيكية مُثبّتة أمام أو فوق اللوحة العاملة باللمس إن كنت تفضّل الطريقة الكلاسيكية الأقدم.
يدعم أيضًا هذا الجيل من E-Class نظام التحكم في الأوامر الصوتية المتطوِّر من فئة LINGUATRONIC الخاص بمرسيدس بنز والذي تستطيع التحكم به في نظام تشغيل الوسائط المتعددة والراديو وهاتفك المحمول المربوط بالسيارة عن طريق تقنية BLUETOOTH للربط اللاسلكي، بالإضافة إلى تمكنك من استخدامه للتحكم في نظام التحكم في الطقس مُتعدّد المناطق!
يزوّد طراز E200 الذي قُمنا بتجربته بمحرك فعال من أربع أسطوانات مشحون توربينيًّا ذي سعة لترين "1991 سي سي".. يستخرج قوة 184 حصانًا عند 5500 دورة في الدقيقة مع 300 نيوتن-متر للعزم الأقصى للدوران.. ليتمّ ضمان أداء نشيط ومُرضٍ للغاية إن كنت تنوي استخدام هذا الطراز بصورة يومية.. فمتوسط استهلاك الوقود يبلغ 5.9 لترات فقط لقطع كل 100 كم.. أما بالنسبة إلى التسارُع فيقدر طراز E200 على التسارُع من السكون إلى سرعة 100 كم/ساعة في غضون 7.7 ثوانٍ مع القدرة على الوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 240 كم/ساعة.
الأداء الممتاز للأرقام والأداء العام ومُعدلات استهلاك الوقود لم تأتِ بفضل المحرك المتطوّر الفعال ذي الأربع أسطوانات فقط، إذ يعمل صندوق السرعات الأوتوماتيكي المتطور من فئة 9G-TRONIC ذو التسع سرعات على دعم هذا الأداء المُتميّز، سواء على صعيد الاستخدام السلس والمريح أو على صعيد تحسين معدلات التسارُع واستهلاك الوقود.. مع العلم بأن E-Class هي أوّل سيارة في فئتها تحصل على صندوق سرعات من 9 سرعات.. مع العلم بأن هذا الطراز يأتي بنظام دفع خلفي للعجلات كتجيهز قياسي، مع توفير خيار نظام الدفع الرباعي للعجلات 4matic في الفئات الأعلى.
على مدى 4 أيام.. اكتشفتُ روعة وفعالية الأنظمة الإلكترونية المتطوّرة الموجودة في الجيل الجديد من E-Class...هذه الأنظمة التي أعتبرها "آتية من المستقبل"! فهي شبيهة للغاية بالأنظمة التي اعتدنا وجودها في سيارات مرسيدس.. ولكن هذه المرة أتت أكثر فعالية وتطوّر بصورة لم أكن أتخيّلها! فمثلًا نظام DRIVE PILOT الذي يتكوّن من عدة أنظمة تعمل معًا مثل Distance pilot DISTRONIC ونظام Steering pilot الذي يعمل في العموم كأنظمة مثبّتات السرعة النشطة.. ولكن بصورة أكثر تعقيدًا وفعالية! فتخيَّل نفسك تضبط السيارة للسير بسرعة ثابتة "كبيرة".. تصل عبر هذا النظام إلى 210 كم/ساعة.. على طريق سريع مثل الطريق السريع الألماني غير مُحدّد السرعة.. لتقوم السيارة بالسير على هذه السرعة وتقوم بالكبح الأوتوماتيكي إذا قابلت سيارة أمامها، بل تستطيع السير خلفها على هذه السرعات الكبيرة مع تفعيل نظام مساعدة التوجيه الأوتوماتيكي لتقوم السيارة بالسير خلف السيرة وأخذ الانحناءات "المتوسّطة" في الطريق دون تدخّلك! ففي طرازات مرسيدس الأقدم والعديد من السيارات الحديثة تستطيع أن تُفعل أنظمة تثبيت السرعة النشطة.. ولكن حتى سرعات لا تزيد على 130 كم/ساعة في أغلب الظروف! ليُعد النظام أحد مكونات أنظمة القيادة الذاتية المُستقبلية لمرسيدس بنز.
يأتي نظام Active lane assistant كأحد التجهيزات "المُبهرة" التي قُمت بتجربتها في هذا الطراز والمُعتمد على الكاميرات وأجهزة الرادارات الموجودة في السيارة! لتجد زرًا عند يدك اليسرى لتفعيل النظام.. واختيار "حارة" الطريق التي تريد الالتزام بها في أثناء سفرك الطويل.. فمثلًا إذا قُمت باختيار الحارة اليسرى، ثم انحنت منك السيارة قليلًا لليمين بسبب تعبك أو "سرحانك" ستجد السيارة ترجع إلى الحارة المختارة أوتوماتيكيًّا.. مع هزة بسيطة في عجلة القيادة لتنبيهك!
تستطيع هذه السيارة تنبيهك بطرق مُختلفة أخرى.. فمثلًا إن اقتربت بصورة قد تعرضك للخطر من سيارة بجانبك أو أمامك ستجد تنبيهًا صوتيًّا قويًّا سيقطع الوصلة الموسيقية التي تسمعها أو المكالمة الهاتفية التي تقوم بها! وهذا بجانب تنبيهات ضوئية أيضًا ستجدها تظهر أيضًا أمامك على شاشة عرض العدادات الافتراضية الكبيرة ذات قياس الـ12.3 بوصات.
نظام تفعيل المكابح "الفجائية" عبر نظام Active brake assist يأتي كتجهيز قياسي في هذه السيارة.. والذي أعتبره واحدًا مِن أهم الأنظمة المساعدة التي يجب أن تكون موجودة في جميع السيارات الفارهة، فهذا النظام يقوم بـ"تجهيز" المكابح ووضعها في وضع الاستعداد إن اقتربت بصورة خطيرة من سيارة.. لتجد أن رد فعل المكابح يأتي عنيفًا و"كاملًا" مع أقل ضغط على دوّاسة المكابح.
النظام الأخير الذي أودّ التنويه عنه في هذا التقرير.. هو نظام Remote parking الذي نجد مثله في الفئة السابعة الجديدة لـBMW.. ولكن في هذا الطراز ستقوم بإنزال تطبيق إلكتروني على هاتفك المحمول.. لتستطيع الترجّل من السيارة وتفعيل النظام عبر هاتفك لتقوم السيارة بالدخول أو الخروج الأوتوماتيكي من الجراج.. دون الاصطدام بالحائط أو أي عوائق، مما يجعل هذا النظام مريحًا للغاية إن كُنت تقوم بصف سيارتك في مناطق ضيّقة!
مرسيدس E-Class هي واحدة من أكثر الطرازات "المريحة" التي قُمت بتجربتها هذا العام! والراحة هنا لا تعني المفهوم التقليدي الذي يُمكن أن تشعر به بفضل أنظمة التعليق الهوائية المتطورة أو المقاعد الوثيرة المكسوة بالجلد الفاخر أو المقصورة العملية والرحبة والتنظيم الرائع للوصول لكل الأزرار وأنظمة التحكم.. الراحة في هذه السيارة تأتي من "الاطمئنان"، أنظمة متطوّرة كثيرة، لكنها الآن سهلة الاستخدام وفعالة.. فعلًا يجب رفع القبعة لهذه الشركة العظيمة!