إحذر من شراء السيارة الكهربائية في مصر !
في شهر مارس الماضي أعلن وزير التجارة والصناعة المُهندس طارق قبيل عن السماح بإستيراد السيارات الكهربائية إلى مصر بدون جمارك على أن يُطبق هذا القانون على السيارات الجديدة والمُستخدمة على حد سواء.
في شهر مارس الماضي أعلن وزير التجارة والصناعة المُهندس طارق قبيل عن السماح بإستيراد السيارات الكهربائية إلى مصر بدون جمارك على أن يُطبق هذا القانون على السيارات الجديدة والمُستخدمة على حد سواء.
بقلم م. أحمد عمار
في شهر مارس الماضي ....أعلن وزير التجارة والصناعة "السابق" المُهندس طارق قبيل عن السماح بإستيراد السيارات الكهربائية إلى مصر بدون "جمارك" ...على أن يُطبق هذا القانون على السيارات الجديدة و "المُستخدمة" على حد سواء ....بشرط عدم تجاوز عُمر السيارة الكهربائية المُستخدمة ثلاث سنوات....ليكون هذا القرار التاريخي مُحمس للغاية ! أخيرا سيتحرك سوق السيارات المصري إلى المستقبل ! إخيرا سنُفكر في البيئة ! أخيرا سيُصبع العميل المصري مثل أي عميل حول العالم ....وليس عميل "مُتخلف" عن الجميع ....وكلمة "مُتخلف" ليست كلمة "مهينة" ! ولكها الحقيقة ....نحن "نتخلف" عن الجميع ...نحن "مُتأخرين" عن الجميع ...الجميع في الدول المُتقدمة في وادي ...ونحن نعيش في وادي أخر من القوانين والسيارات ....عموما هذا القرار كان ومازال "بارقة" أمل بالطبع ......لكن يجب على العملاء والمستهلكين في مصر أن يكونوا "حذرين" للغاية لدخول هذا العالم ! لماذا ؟! لأسباب كثيرة ذكرتها في مقالي السابق أو "رسالتي" للوزير السابق للتجارة والصناعة ....ولكن هذا التقرير سيكون أكثر "عمقا" من المقال السابق ...خصوصا مع تحمس الكثيرين هذه الأيام لشراء السيارات الكهربائية !
في البداية يجب أن نعرف هذا القانون صُدر مُنذ 3 شهور ....في هذه الفترة وقبلها بأكثر من "سنة" ...ونحن نرى ونسمع عن الخطط والإستثمارات في مجال بيع وتشغيل السيارات الكهربائية .....ليكون أوضح هذه الأحلام "أقصد الخطط" ...هي الخاصة بشركة ريفولتا .....هذه الشركة بدأت تسويقها بأنها شركة مسئولة عن بناء "البنية التحتية" لتشغيل السيارات الكهربائية ....وبعدها أعلنت أنه ستُقدم العديد من الطرازات الكهربائية في مصر ! طرازات من هيونداي ونيسان وتيسلا ؟! .....بل وفتحوا باب الحجز لشراء هذه السيارات منذ فترة طويلة للغاية .....طبعا هذه سياستهم التسويقية وهم أحرار ...ولكن الغريب في الموضوع هو "التضارب" في المعلومات ...مثلا سمعنا مرارا وتكرارا أنهم سيبيعون طراز "أيونيك" الكهربائي من هيونداي ...وعرضوا فعلا نُسخة من هذا الطراز "سيارة صاحب شركة ريفولتا" في جناح شركة غبور الوكيل الحصري لعلامة هيونداي في مصر....لأسأل إحدى المسؤلين البارزين في غبور عن طبيعة العمل مع ريفولتا ...لتكون الإجابة ببساطة "هُم يريدون بيع شواحن السيارات الكهربائية" .....لأسأل مرة أخرى السؤال بشكل أخر ....وهو ....."هل سيبيعون سيارات أيونيك في مصر؟!" ....لتكون الإجابة "لا بالطبع !!" ....لا أحد سيبيع سيارات هيونداي رسميا في مصر إلا غبور ...
طبعا ريفولتا تستطيع إستيراد السيارات وبيعها في السوق "الرمادي" كأي تاجر سيارات خليجي ....ولكن فكرة ربط إسم الشركة بشركات عالمية مثل هيونداي وتيسلا هو أمر مُحير وغير مريح ! فمثلا في بداية عمل الشركة أعلنوا أيضا أنهم سيبيعون سيارة تيسلا ...وهو الأمر "المستحيل" لأن لا يوجد وكلاء لتيسلا....الشركة الأم تدخل الأسواق بنفسا وتعمل بمفردها ....نعم "تستطيع" هذه الشركة شراء السيارات من الأسواق العالمية وبيعها في مصر كأنها "معرض للسيارات" ...ولكن العملية ليست "رسمية" ولا يوجد إتفاقات ...أيضا فكرة إنهم سيبيعون شواحن كهربائية .....أو سيقمون ببناء محطات لشحن السيارات ...الحقيقة أن الشواحن الذي يتحدثوا عنها هي شواحن خاصة بإحدى الشركات العملاقة العاملة في مجال الطاقة في مصر ....أي إنهم لا يقومون بشراء أو تصنيع نوعية خاصة من الشواحن من الخارج ....هم بمثابة "مقاول" يريد التجارة .......وهذا "حق" مكفول لهم ...المٌشكلة فقط في الإعلان عن الإستثمارات "المليونية" الغير حقيقة ...وعن الخطة في تركيب "مئات" الشواحن هذا العام ...وهو الأمر الذي لم يحدث ...مع سماعي لمعلومات لم أتأكد منها بنفسي أنهم قاموا بفك أول الشواحن الكهربائية التي قاموا بتركيبها في أحد محطات وطنية للوقود .....بعد أن قاموا بدعوة وزير التجارة والصناعة السابق لإفتتاح هذا الشاحن !
الذي أريد أن أوصله لكم ...هو وجوب "الحذر" قبل شراء هذه النوعية الجديدة من السيارات...وخصوصا من مثل هذه الشركات "الجديدة"....الحذر سيكون لأسباب عديدة ....وأسأذكرها كالأتي :
فكرة أن تقوم "بحجز" سيارة كهربائية من شركة "جديدة" على السوق المصري هي فكرة غير ذكية بالمرة ...لأن السوق المصري كبير ...البلد كُله كبير ...ويمر بأيام "حيوية" مليئة بالإستثمارات والأعمال لتنشيط السياحة مع محاربة الإرهاب ....في وسط هذه الأحداث لن يهتم أحد بك إن قامت شركة بأخذ أموالك والهروب من البلد ! سيكون عليك اللجوء إلى القضاء المصري "السريع" والفعال ! لذا أنصحك وبشدة ان تشتري سيارة موجودة "أمامك" وعلى التسليم الفوري ...أو الشراء من الوكلاء الرسميين للعلامة في مصر.
إن قُمت بشراء سيارة كهربائية جديدة أو مُستعملة من أي شركة او معرض له تاريخ ومعروف في مصر .. ..يجب عليك أخذ السيارة للوكيل الرسمي والكشف عليها تقنيا وتسجيلها على نظام الشركة ...يجب أن يكون هناك ألية رسمية للتواصل بين الشركة الأم ...وصاحب السيارة المستوردة من الخارج ...أولا لضمان الصيانة السليمة للسيارة ....و ثانيا في حالات الإستدعائات التقنية re-call التي ستكون مُحتلمة ....مثلا إن كان هناك مشكلة خطيرة ستؤثر سلبا على سلامة وأمن أسرتك تتعلق بالبطارية الكهربائية أو الوسائد الهوائية أو المكابح أو أيا كان هو الجزء ....فإنك ستريد أن تتواصل الشركة معك لإصلاحها ! التعامل مع "الورش" ومراكز الخدمة الصغيرة سيكون خطيرا مع سيارات "جديدة" على السوق العالمي مثل السيارات الكهربائية ......مع وجود حل "مُزعج" وهو أن تكون على دراية كاملة بأصل وفصل السيارة ... يجب عليك المتابعة الدورية عن جميع نشرات الوكيل الرسمي للسيارة في البلد التي إستوردتها منها ...يعني لو فرضا قُمت بشراء سيارة نيسان ليف من المملكة العربية السعودية ..يجب عليك حينها متابعة وكلاء نيسان في المملكة العربية السعودية ......عندما يعلنوا عن إستدعاء رسمي ...يجب عليك حينها معرفة تفاصيله والقيام بإجراءات الإستعداء الفني بنفسك عن طريق مركز الصيانة التي تتعامل معه في مصر ...وطبعا مع تكلفك لعملية الإصلاح حتى لو كانت مجانية في السعودية ....وهكذا.
في حالة شرائك لسيارة كهربائية مستوردة سواء جديدة أو مُستعملة من أحد تُجار السيارات الغير رسميين ...أنصحك أن لا تدفع ثمن السيارة بالكامل حتى يتم ترخيص السيارة وإستلام الرخصة ....القانون مازال في بدايته ولا تعلم ماذا يُمكن أن يحدث ....وللمرة الثالثة ...أنصح على الراغبين في الدخول في "مغامرة" السيارات الكهربائية ....أن يتعاملوا مع الوكلاء الرسميين ...وأن يدرسوا جيدا المسافة التي تقدر على قطعها سيارتهم الكهربائية الجديدة ...وهل هي كافية لإستخدامتهم اليومية أم لا .....وتحديد إذا كان الهدف من شراء هذه النوعية من السيارات هي "إكتشاف" السيارات المستقبلية ...أم توفير الأموال ....مع العلم بأن السيارات الكهربائية هي بالطبع "موفرة" في مصاريف التشغيل مقارنة بالسيارات الكلاسيكية ذات محركات الإحتراق الداخلي ...ولكن هذا في الدول التي تمتلك بنية تحتية لتشغيل هذه السيارات من شواحن وغيرها ...أما في دولة مثل مصر ...فيجب عليك دراسة الموضوع جيدا !
في مصر ....تزيد الأسعار بشكل "عنيف" وبصورة دورية ...لأن البلد بيمر بظروف "إستثنائية" نتيجة الإصلاحات الإقتصادية ...ومن ضمن الإصلاحات هي إلغاء الدعم على الطاقة ...وطبعا الكهرباء ضمن الخطة ....فيجب عليك معرفة إن شحن سيارة كهربائية بصورة يومية قد ترفع مستوى إستهلاكك لأعلى "شريحة" سعرية دوما .....صيفا وشتاء ....لذا عليك التأني قبل الشراء وإنتظار أن يٌقر أن قانون تشجيعي لتوفير شريحة سعرية "خاصة" لمن يمتلكوا سيارات كهربائية .....مثل أغلب دول العالم التي تُشجع على تشغيل السيارات الكهربائية الصديقة للبيئة